هموم تربوية
لكل أهل مهنة هموم, تختلف في بعضها وقد تتفق في بعضها الآخر,والتعليم مهنة شاقة لأن رسالته أسمى و أهدافه أهم, وهي تحتاج إلى جهد ذهني وعصبي بل وعضلي أيضاً,هذه الرسالة الجليلة لا شك تشغلنا وتحيط بنا همومها هنا و هناك في مدارسنا وفي بيوتنا و إن شئت فقل في حركاتنا وسكناتنا, ونفكر كيف نرتقي بمستوي هذا, أو نعالج الضعف الدراسي عندا هذا, أو نهذب سلوك هذا, نفكر في جهرنا و سرنا كيف نخطط لهذا أو نضع منهجاً إضافيا يحقق هدفاً أفضل أو برنامجاً أيسر يزيد من عطاء المعلم و يعود بالنفع على أبنائنا الطلاب.
حقاً إن الأمر جدُّ مهم, ولو كان يسيراً ما شغل لنا بالاً وكدّر علينا صفواً فحملة هذه الرسالة هم أكثر الناس هموماً في الواقع, وعليهم يقع عبء تأسيس قاعدة متينة لمجتمع أفضل , و أفضل المجتمعات هي تلك التي تتميز بالوعي والثقافة و النهوض العلمي فضلاً عن التميز الأخلاقي لأنه سياج بقاء المجتمعات والأمم و العقيدة, مجتمع موقر للعلماء و مبجل للمعلمين, وتلك الغاية السامقة والأمانة العظيمة تحتاج بلا شك إلى تضافر الجهود لبناء جيل صالح لنفسه ولمجتمعه و لأمته,وهذه الجهود تبدأ من المنزل فالمدرسة,وتستمد ما يعينها من المناهج التعليمية المقررة على الأبناء.
فالأب لابد أن يكون حريصاً على ابنه ,متابعاً له دوماً,فهو كما يكد ليوفر له الغذاء و الكساء و المأوى ووسائل الراحة و الترفيه,لابد أيضاً أن يعطى له من وقته ما يتسع لنصحه و إرشاده وبناء شخصيته و تعديل سلوكه و الارتقاء بثقافته وتعليمه و تربيته,والعمل على إزالة العقبات من طريقه, و التعاون معه بروحٍ الأبوة على حل مشاكله و معاناته, تحقيقاً لقوله صلى الله عليه و سلم(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
أما المناهج الدراسية فلا بد أن يراعى فيها ما يعين على إرساء الأخلاق الحميدة والسلوك الطيب وبناء الشخصية المعتدلة و المتوازنة البعيدة عن أوجه الجنوح فضلاً عن إرسائهم لدعائم العلوم والثقافة النافعة للأبناء والتي تعود على مجتمعهم و أمتهم بالخير.
والمدرسة عليها عبء ثقيل وهمّ كثير و جهد كبير, فهي منبع الفكر البنَّاء ومصدر إشعاع للعلوم و التربية و السلوك القويم و حصن للأخلاق و ركن للقدوة و الأسوة الحسنة.
لذا يجب أن تقدم المدرسة للطالب كل النصح و الإرشاد بلا كلل و لا ملل , وأن تكون دوافع معلميها إرضاء الله تعالى في تربية نشء صالح بعيداً عن مزالق الجنوح , وأن يكونوا محتسبين الأجر من الله و أن ترفع المدارس ومعلموها قوله تعالى"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت,وما توفيقي إل بالله"
عند ذلك نكون قد ساهمنا جميعاً في صناعة جيل واعٍ متصف بالعلم والأخلاق