ماذا يريد الطالب من معلم القرن الحادي والعشرون ؟؟!!
إننا نقف اليوم على أعتاب القرن الحادي والعشرون...عصر ثورة التكنولوجيا والمعلومات...العصر الذي يضعنا في دائرة التغير المستمر, والذي يحتم علينا إعادة تشكيل عالمنا بما يتواكب مع هذه التغيرات. نحن اليوم لم نعد بحاجة إلى قوة الجسد بقدر ما نحتاج إلى قوة العقل؛ لنوظف هذه التغيرات بطريقة إيجابية أكثر إبداعا.
إنّ التكنولوجيا الحديثة ستغير من طريقة حياتنا والتفاعلات الإجتماعية, كما ستغير من طبيعة العمل داخل المنظمات المختلفة.
أمّا عن ثورة المعلومات و الاتصالات الجديدة والاستخدام الضخم لشبكات الانترنت بشكل خاص, ستحدث تغير متعدد الأبعاد داخل و خارج المؤسسات التعليمية, وستولد معه أنماط جديدة من الاتصالات بين الأفراد في جميع أنحاء العالم, مؤديا إلى تغير في طبيعة وأداء عمليات الاتصال غير اللفظي واتساع دائرة مجتمع المعرفة ليشمل العالم بأكمله.
لكن ما هو مجتمع المعرفة ؟!
هو ذلك المجتمع الذي يقوم أساساً على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي. كما أنه ينتج المعلومة لمعرفة خلفيات وأبعاد الأمور بمختلف أنواعها بهدف اتخاذ القرارات السليمة والرشيدة. ويعد هذا المجتمع الجديد مفتاحاً للتنمية الشاملة.
وأمام الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي تصاحب مجتمع المعرفة لابد من توفّر نظام تعليمي يحقق الجودة ويمنح الفرصة للحصول على خبرات تعليمية تلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية لدفع عجلة التنمية الشاملة.
ولمواكبة هذه التغيرات أصبحت الحاجة إلى التركيز على المتعلم أكثر من التركيز على المحتوى, ونتج عنه التغير الجذري لدور المعلم عن الدور التقليدي فلم يعد دوره مقتصرا على نقل الخبرة إلى الأجيال القادمة؛ لأنّ المستقبل يحمل الكثير من التحديات الجديدة والمجهولة. لذلك لابد أن يتغير دور المعلم إلى المرشد والموجه لفكر الطلاب و أن يسلح أبناءنا بالقيم والاتجاهات والقدرات التي تمكنهم من التعامل مع مشاكل وسيناريوهات لم نعاصرها ولم نتعامل معها ولم نتخيل إمكانية حدوثها يوما ما. كما انه من الضروري أن يتركز جهد المعلم في تعليم الطلاب كيف يتعلمون؟ وليس ماذا يتعلمون؟ لان المعرفة بطبيعتها عالمية فلقد أسهمت معظم الحضارات في تكوينها ومن الصعوبة فصل الطالب عن الارتباط بها.
و لنكن على ثقة بأن شبكات الانترنت لن تربط المعلومات فقط, وإنما ستربط الأشخاص أيضا مؤدية إلى مستويات أثرى من التفاعل الإنساني. لذلك لابد من إعداد الطالب للتفاعل مع الآخر بطريقة ايجابية ورشيدة وذكية وعقلانية لتكوين مجتمع معرفي متقدم في جميع مجالات الحياة المختلفة .....وليكن لمعلم الخرج السبق في ذلك.
تحياتي لجميع المعلمين المخلصين