أهمية الرياضة المدرسية .. وأثرها في تطور كرة القدم
هي اهم طرق تطوير كرة القدم العربية ، حيث تساعد في وصول المنتخبات العربية وتأهلها ومنافستها في البطولات القارية والدولية، وكانت إحدى هذه الوسائل هي الرياضة المدرسية. وتنبع أهمية ذلك من أهمية ممارسة الرياضة في مرحلة الطفولة، فلممارسة التمارين الرياضية أهمية خاصة في سن الطفولة والشباب، حيث إن الجسم في نمو مستمر، وكما قيل "العقل السليم في الجسم السليم"، فهو يحتاج إلى الرياضة للتأكد من أن العضلات والعظام والقلب والرئتين وكل الأعضاء الحيوية الأخرى تنمو بشكل طبيعي وسليم، إضافة إلى بناء الشخصية السليمة، فقد أشارت عديد من الدراسات إلى أن الألعاب الحركية المنظمة تعزز نمو الأطفال والشباب من الناحية البدنية والذهنية والنفسية بصورة صحية،وتزيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات والشعور بالإنجاز.
ومن فوائد ممارسة التمارين الرياضية في مرحلة الطفولة أن المواظبة على النشاط البدني يحقق للطفل فوائد بدنية ونفسية واجتماعية وروحية مهمة منها:
ـ إن مزاولة النشاط البدني يمكن أن يساعد الأطفال والشباب على تحقيق التناسق، وسلامة بناء العظام والعضلات والمفاصل مما يساعد على السيطرة على وزن الجسم والتخلُّص من الوزن الزائد ورفع كفاءة وظيفة القلب والرئتين.
ـ إن ممارسة الأنشطة الحركية تزيد من قدرة الطالب على التعلم وذلك من خلال تأثيراته في القدرات العقلية، فقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن الطلاب الذين يشاركون في المسابقات الرياضية بين المدارس أقل عرضة لممارسة بعض العادات غير الصحية كالتدخين أو تعاطي المخدرات وأكثر فرصة للاستمرار في الدراسة وتحقيق التفوق الدراسي وبلوغ أعلى المستويات الأكاديمية.
ـ كما يتيح اللعب الجماعي والألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية للطلاب الفرصة للتعبير عن الذات، وبناء الثقة بالنفس، والإحساس بالإنجاز، والتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه.. وممارسة الحياة الطبيعية بكل معطياتها وانفعالاتها خاصة أن الرياضة المدرسية كانت وما زالت لها مكانة كبيرة في نفوس الأطفال والشباب لأن الدافعية لتحقيق الإنجاز للطالب وسط رفاقه وزملائه يكون أكثر بحكم عوامل كثيرة أهمها تقارب الأعمار السنية والتحديات والأهداف والغايات والآمال والأحلام المشتركة التي تربط بعضهم بعضا وحتى تأثيرهم في بعضهم البعض يكون أكثر خاصة في التشجيع لتحقيق هذا الإنجاز وبالتحديد في مجال الرياضة.
إن الرؤى والغايات الهادفة لتحقيق الإبداع في المجال الرياضي وسط الأطفال والطلاب تأتي منسجمة مع حاجات العصر الذي نعيش فيه خاصة أن الأنشطة الطلابية تلعب دوراً بارزاً وفعالاً في بناء شخصية الفرد من خلال تنمية قدراته ومواهبه الرياضية، إضافة إلى تعديل وتغيير سلوكه بما يتناسب واحتياجات المجتمع.
لذلك أصبحت الأنشطة الرياضية عاملاً أساسياً في تكوين الشخصية المتكاملة للفرد من خلال البرامج الهادفة التي تعمل على تأهيل وإعداد ومعالجة سلوكيات الطلاب عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية الصحيحة للوصول إلى المستويات الرياضية العالية، إضافة إلى ما يحققه ممارسة النشاط الرياضي من مردودات صحية جسدية ونفسية للطالب.
كما أن النشاط الرياضي المرافق للمنهاج من الوسائل الفعالة في تحقيق أهداف المنهاج نظراً لأن برامج هذه النشاطات تعد امتدادا لدرس الرياضة المدرسية وتفسح المجال أمام الطلبة لاختيار ما يتناسب وإمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم. في عالم أصبح فيه بروز النجوم الرياضيين وتعلق الأطفال بهم مادة خصبة تنمي مراحل الأمل فيهم وتصبح غاية من غاياتهم للوصول إلى هذا المستوى الرياضي العالي الذي يحقق طموحات الإنسان النفسية والمادية، ولذلك فتطوير العمل في مجال الأنشطة الرياضية المدرسية التي تعد من جملة الوسائل الفعالة لتكوين وتربية الناشئة وكونها فرصة طيبة للقاء والتواصل والاندماج وتبادل الخبرات وتعلم العادات الصحية وترسيخها لتحقيق توازن نفسي ووجداني لتجنيبهم آفة الانحراف مما يعود بالنفع عليهم لأنها تساعدهم على الدراسة والتحصيل وتجعلهم مواطنين صالحين لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعهم. وهذا الذي يؤكد أن الرياضة المدرسية هي البنية الأساسية للحركة الرياضية التي يجب أن نوليها الاهتمام الأكبر لنضمن لحركتنا الرياضية التطور والانتشار.
أما إذا دخلنا في دهاليز تاريخ الرياضيين المرموقين ومشاهير الرياضة والمتفوقين في العالم في أي لعبة رياضية لوجدنا أن بداية ممارستهم للرياضة كانت في سن مبكرة وتحديداً في مراحل الدراسة الأولية أو الابتدائية، وهنا يتضح لنا جلياً أن "المدرسة" هي الأكاديمية الأولى للنجوم وهي التي تكشف مواهب الرياضيين منذ الصغر فمن خلال المدرسة يستطيع كل ناشئ أن يمارس هوايته الرياضية في أجواء صحية وسليمة، حيث يمكن تطوير هذه الموهبة من مرحلة دراسية إلى أخرى ثم تصقل هذه المواهب من خلال الدورات المدرسية التي تتنافس فيها المدارس على بطولة كل لعبة، وهذا هو الحال في الدول المتقدمة رياضياً التي تأخذ المواهب من المدارس إلى النجومية. وفي عالمنا العربي نجد عدد كبير من النجوم العرب برزوا وعرفتهم الأندية والمنتخبات من خلال الدورات المدرسية.
تعد الرياضة المدرسية الزاوية الأساسية لدفع الحركة الرياضية بجميع ألعابها نحو الأمام، حيث تشكل الرافد الحقيقي والمهم لأنديتنا ولمنتخباتنا الوطنية لكونها تضم الشريحة الواسعة من أبنائنا رجال المستقبل.
وحتى لا تختلط علينا الأوراق نحاول أن نعرف الرياضة المدرسية وأهدافها وهي:
ـ مجموعة الأنشطة الرياضية التي تمارس داخل المؤسسات التعليمية.
ـ الرياضة المدرسية هي تنمية قدرات المتعلمين وصقل مهاراتهم الرياضية وفق الأبعاد التالية:
ـ البعد التربوي الاجتماعي، الحركي الترفيهي، الرياضي، التنموي والاقتصادي، الصحي والوقائي، الانتمائي للوطن.
ـ انتقاء الموهوبين من الطلبة رياضياً انطلاقاً من مشاركتهم في منافسات رياضة المدارس للمشاركة ضمن الفرق الممثلة في البطولات المدرسية والوطنية والدولية.
ـ النهوض بالتربية الرياضية داخل المؤسسات التعليمية.
ـ تهدف الرياضة المدرسية إلى إكساب الطالب كفاية بدنية وعقلية واجتماعية ونفسية تتناسب ونموه ليتكيف مع الحياة بأقل جهد ممكن.
ـ تزويده بالروح الرياضية والاجتماعية والمهارات الحركية، حيث تعد الرياضة المدرسية الحجر الأساسي في بناء صرح الحضارة والرقي والتقدم.
ـ وتوافر الأساليب اللازمة لاكتساب النمو الحركي والترويحي اللازم لمراحل نموهم.
ـ تشجيع جميع التلاميذ على الممارسة الرياضية المنتظمة مما يكسبهم صحة بدنية ونفسية.
ـ إعداد التلاميذ لمزاولة نشاط رياضي منتظم لترسيخ المفاهيم الصحيحة للحركة ـ أو الفعالية ـ أو اللعبة بعد الانتهاء من المراحل الدراسية وحتى الجامعة.
ـ ربط الصلة بين الرياضة المدرسية والأندية الرياضية للاستفادة من أصحاب الكفاءة والممارسة الواسعة للحصول على نتائج رياضية عالية.
ـ تنظيم الاحتفالات والبطولات المدرسية المحلية والعربية والتي تشكل الفرص الضرورية لصقل مواهب الطلبة وتحسين الممارسة الرياضية.
ـ تمثيل المدرسة في الاحتفالات والبطولات المحلية والوطنية والدولية بغية تطوير الرياضة المدرسية وغيرها من الأهداف الأخرى.
وحتى تستطيع الرياضة المدرسية القيام بمهامها وتحقيق أهدافها تحتاج إلى:
1 ـ إيجاد التمويل المالي أو الجهات الداعمة إن كانت حكومية أو غيرها لتغطية التكاليف الخاصة بتجهيز المعدات الرياضية.
2 ـ تأهيل المدرسين والمعلمين لمواكبة العمل التربوي الرياضي المدرسي.
3 ـ تجهيز الملاعب والساحات الرياضية في المدارس.
4 ـ إعداد قاعات للألعاب وملاعب لكرة القدم.
5 ـ تزويد جميع المدرسين والمعلمين بقوانين كرة القدم والجديد في عالم تدريب الصغار.
6 ـ ضرورة مشاركة المدرسين والمدرسات في الدورات التدريبية والتأهيلية التي تقيمها الاتحادات الرياضية المختلفة.
7 ـ استغلال ساحات وملاعب الأندية الرياضية القريبة من المدارس لتسهيل عملية مشاركة الطلاب في النشاطات الرياضية وخاصة كرة القدم.
8 ـ إقامة منافسات المدارس على مستوي جميع المراحل.
9 ـ الاستفادة من ملاعب الاتحادات والأندية في الفترات الصباحية لإقامة منافسات وأنشطة المدارس.
10ـ تأهيل المدرس المتخصص الذي يقوم بواجبه كاملاً في العناية بالمواهب ورعايتها وتوجيهها بالطريقة الصحيحة.
إذا حاولنا أن نستعرض أهمية النشاط الرياضي بصفة عامة أو كرة القدم بصفة خاصة نجد أن البطولات والمباريات والممارسات الرياضية التي تقام سواء كانت المحلية أو الخارجية تتيح للطلاب فرصة الالتقاء والتفاعل الاجتماعي مع أقرانهم وفرصة للتطوير والارتقاء بمواهبهم وقدراتهم الرياضية كما تعمل على تحفيز المعلمين على بذل الجهد في تفعيل الرياضة المدرسية والاهتمام بالفرق الرياضية داخل المدرسة وتبرز لديهم الرغبة في الاطلاع ومتابعة المستجدات في قوانين الألعاب المختلفة. ولذلك تتضح بعض الصور عن تحديد ملامح الأهداف العامة لممارسة النشاط الرياضي المدرسي والتي تتمثل في الآتي:
ـ الاهتمام بالصحة والعناية بالقوام السليم.
ـ تنمية الصفات البدنية لدى الطلاب في ضوء طبيعة الخصائص السنية لديهم.
ـ تعليم وصقل المهارات الحركية المختلفة التي تتناسب مع الإمكانيات والقدرات الجسمية لدي الأطفال أو الشباب.
ـ الاهتمام بالروح الرياضية والسلوك القويم من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية.
ـ الإعداد الفني للمنافسات الرياضية بمستوياتها المختلفة.
ـ العمل على نشر الثقافة الرياضية والتحلي بالروح الرياضية الطيبة لدى التلاميذ.
ـ إشباع الميول والاحتياجات الرياضية في إطار التوجيه السليم.
ـ المشاركة في المسابقات الرياضية المختلفة.
ـ العمل على تنظيم الفعاليات الرياضية داخل المدرسة.
ـ تنظيم اللقاءات الرياضية المتبادلة بين المدرسة والمدارس الأخرى.
ـ اكتشاف المواهب الرياضية والعمل على تدريبها وصقلها.
ـ تعزيز اللياقة البدنية لدى الطلبة من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة.
ـ العمل على إيجاد وإعداد الملاعب والأدوات الرياضية البديلة لتنفيذ النشاط.
ـ التثقيف الرياضي ونشر الوعي بأهمية ممارسة الرياضة من أجل الصحة والتحلي بالأخلاق الرياضية العالية.
وهناك سؤال يدور حول الرياضة الجامعية، ونحن هنا نؤكد أن الرياضة الجامعية هي جزء من الرياضة المدرسية في الولايات المتحدة نعرف أن بطولة الكليات مثلاً في كرة السلة، في البيسبول، في الهوكي، في كرة القدم الأمريكية، تمثل القاعدة التي تفرز مباشرة لأندية المحترفين لأعلى المستويات هناك ـ مثلاً ـ في إنجلترا مشهور جداً سباق التجديف بين جامعتي (أوكسفورد) (وكمبريدج) ربما على مستوى العالم منذ أكثر من 130 عاما، كيف يمكن أن نصل ربما إلى شيء من هذا النوع في رياضتنا المدرسية العربية سواء من رياض الأطفال وصولاً للجامعة، وعلى الرغم من أن الرياضة الجامعية يمكن أن تكون منهجية ومؤثرة خاصة إذا وفرنا لها مقومات النجاح وجعلنا للرياضي في الجامعة أيضاً خاصية يشعر فيها بأنه ليس طالباً ينهل من العلم ويغوص في أعماق الكتيب والمكتبات فقط، بل إنه رياضي من طراز متميز يستطيع أن يحقق الإنجازات والنجاح والتفوق والإبداع في المجال الرياضي مثلما هو في المجال الأكاديمي.
وحتى نستلهم ما يؤكد أهمية الرياضة في المدارس والجامعات في تطوير كرة القدم، وبناء جيل قادر على تحمل مسؤولياته في جميع المجالات، نجد أن الطلبة هم أوسع قاعدة رياضية في الهرم الرياضي وهي تشكل نحو 40 في المائة من أفراد المجتمع يقضون نحو ثمانية ساعات يومياً لمدة خمسة أيام أسبوعياً مع بعضهم بعضا، وفي أماكن يسهل الوصول إليها والتعامل معها.
ولكنا لو عدنا بذاكرتنا للوراء للزمن الجميل لوجدنا أنه منذ أن بدأت الدورات الرياضية العربية المدرسية في مطلع الخمسينيات اكتسبت من الأهمية بمقدار ما اكتسبته دورات الألعاب العربية للكبار، ولكن عدم الاهتمام وتباعد أزمنة إقامتها، جعلها يتيمة وأصبحت عبئاً لا يريد أحد أن يتحمله، تنظيماً، أو حتى مشاركة، إلا من قبيل باب أداء الواجب أو مجاملة لأحد ما، وحتى الحماس الذي دب في الجسد الرياضي العربي في السنوات القليلة الماضية ترك أثراً في الرياضة المدرسية، فعاد الاهتمام بها يزداد بمحاولة انتظام دوراتها، وحرصت بعض الدول على سبيل المثال: السعودية وتونس والمغرب والسودان ودول أخرى على تصعيد الاهتمام مجدداً بالرياضة المدرسية. وهناك عدد من الشركات تولت بعض الدورات المدرسية في بعض الدول فحققت نجاحات كبيرة. ونتمنى أن تهتم الشركات الخاصة وخاصة شركات الاتصال بالدورات المدرسية ورعايتها.
إن موضوع الرياضة المدرسية وتفعيلها والاهتمام بها هو مسؤولية الجميع وربما يكون هذا الاهتمام بالرياضة المدرسية أو ضعف هذا الاهتمام، نابعاً من سلوكيات الأهل، أو التقصير من الجهات المسؤولة في وزارات التربية والتعليم في الدول العربية والتي تقع عليها مسؤولية ضخمة أو عدم الاهتمام من الجهات الرياضية والشركات الممولة للبطولات الرياضية، ولكن هناك ما أريد ذكره هنا أن بعض البلدان المتقدمة تمنح التفوق الرياضي أو المتفوق رياضياً علامات هي علاوة تساعده على دخول الجامعات أو المعاهد أو المدارس الخاصة أو تقديم المنح الدراسية للمتفوقين رياضياً في مجالاتهم نفسها. وهناك عدد من الدول تولي الرياضة اهتماما بالغا في المدارس والجامعات بحيث تهتم وتساعد المتميزين رياضيين معنوياً ومادياً وأكاديمياً. والسؤال الذي يطرح نفسه: كم دولة عربية تمنح هذا الامتياز للطلبة المتميزين أو الموهوبين في المجال الرياضي؟!
وهناك جهات أخرى ذات صلة وهي جهات مهمة في ترسيخ المفهوم الخاصة بأهمية الرياضة المدرسية وهي الإعلام الرياضي وهي الجهة الوحيدة التي يمكن أن تلعب دوراً بارزاً ومهما في الرياضة المدرسية في الوطن العربي، لأن الإعلام الرياضي يستطيع أن يعرض الأمر بصورة تصحح المفاهيم عن هذه الأهمية، وتوجه الفكر العربي الرياضي لاستيعاب الدور المنوط بكل جهة من الجهات، خاصة أن التغطية الإعلامية أصبحت في عصرنا هذا تلفت النظر وتسلط الضوء على أي بطولة مهما كانت درجة أهميتها. ولا يقتصر ذلك على الاهتمام بالدورات الرياضية العربية المدرسية، بل يجب أن يسعى لتعميق فكر أهمية قيام الرياضة المدرسية في جميع المدارس وفي كل المراحل وأن تكون هناك برمجة سنوية لهذه الأنشطة يستطيع على ضوئها المهتمون بمتابعة هذه الأنشطة ومن ثم يمكن إخضاع هذه الأنشطة للتقييم وممارسة النقد الهادف من أجل تجويد العمل فيها لتلعب الدور المهم في تنمية وتطوير قدرات أبنائنا الطلاب الذين هم ذخيرة هذه الأمة وأملها في الرقي لشعبنا.
إلى جانب ذلك يلعب الإعلام دوراً مهما في النهوض بمستوى بما يسمى بالفكر الرياضي للمجتمع العربي، والتنسيق في ذلك مع من يمتهنون مهنة التربية الرياضية والمعلمين في شتى المجالات التعليمية، وأن تقوم بواجبها نحو المجتمع العربي وتوجيه نظرة رجالات التربية والتعليم عن الرياضة بمؤشرات فكرية متطورة ترسخ مفهوم أهمية الرياضة والأنشطة، والتربية الرياضية حتى تعم القناعة بتلك الأهمية القصوى لممارسة الأنشطة الرياضية في المدارس والجامعات بصورة علمية مقننة وفق خطط عمل مبرمجة لتحقيق الأهداف الكبيرة التي نجنيها من وراء ذلك واستثمار المواهب الموجودة في المدارس والجامعات. إن توسيع قاعدة الألعاب الرياضية وبخاصة كرة القدم في المدارس وتطويرها وتهيئة كل الظروف المناسبة والمستلزمات الضرورية لها من كفاءات بشرية متخصصة وساحات وملاعب والاستفادة من البنيات التحتية في الملاعب وغيرها للاتحادات والأندية الرياضية ومعدات رياضية يزاول فيها الطلاب هواياتهم الرياضية المختلفة خلال الحصة الدراسية وبعد الدوام الدراسي وإقامة المنافسات المحلية والعربية من أجل الاحتكاك واكتساب الخبرات في اللعب والتعامل بطريقة احترافية حتى يعود الزمن الجميل في السنوات الماضية وتحديداً في الستينيات، حيث كانت مدارسنا تمد الأندية باللاعبين في كل الرياضات المختلفة وخاصة كرة القدم. من هنا يتضح لنا أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة المدرسية في تطوير كرة القدم وهي بلا شك الأكاديمية والمدرسة الرياضية الحقيقية أن تعاملنا معها بالصورة الجادة المبنية على قناعة أكيدة بأهمية ممارسة أبنائنا للرياضة نستطيع بناء صرح من الحضارة والرقي والتقدم في المجال الرياضي بل وفي مناحي الحياة الأخرى كافة.