بسم الله الرحمن الرحيم
محمد الصلاحي
أهمية التربية والتعليم
ما من شك أن التعليم هو مفتاح التغيير وأساس التقدم للأمم والشعوب وبصفته كذلك فهو جوهر عملية التنمية ومحورها وقاعدة ارتكازها فالتربية والتعليم كما يصفها خبراء التنمية حجر الزاوية والأساس المتين لأحداث التغيرات الشاملة في كل مجالات الحياة كونها أساس التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ولذلك فالدول الحقيقية تولي مؤسسات التعليم في مصفوفاتها اهتماما عظيما وترعاها رعاية كاملة فتسخر لذلك الإمكانات الاقتصادية والأدبية والنفسية والاجتماعية نظرا لما تمثله هذه المؤسسة من أهمية كبرى في بناء المجتمع ... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تكمن أهمية التربية والتعليم في إعداد الجيل إعدادا سويا وسليما في كافة الجوانب الحياتية . فهي مثلا تبذر فيه القيم الإنسانية النبيلة مثل احترام حقوق الإنسان و ثقافة الحرية والعدالة والمساواة والمحبة والإخاء وتجسد لديه معاني الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي .. كما تشجعه على ممارسة القيم المدنية الحديثة المتجلية في الثقافة الديمقراطية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة والشفافية عند تعامله مع الآخرين و تعزز لديه ثقافة الحوار و التسامح وتوجهه نحو نبذ العنف والتطرف و تنحوا به بعيد عن التعصب العرقي والديني والثقافي والمذهبي و القروي ،إضافة إلى تدريبه على ثقافة القبول بالأخر واحترام حقوقه وثقافته وعاداته وتقاليده . إضافة إلى تركيزها على بناء الأوطان أرضا وإنسانا في شتى مناحي الحياة نظرا لارتباطها الوثيق بجميع مؤسسات الدولة وفوق ذلك فهي المصدر الوحيد أو قل البنك الذي يرفد جميع المؤسسات الوطنية بالكوادر والكفاءات والمهارات اللازمة لسير أعمال تلك المؤسسات بالصورة الطبيعية . لما ذكرنا من الأهمية ولغيره مما لم يذكر تعتبر التربية والتعليم المصدر الأول الذي يستقي منه المجتمع عاداته وتقاليده وقيمه وأخلاقه وثقافته ودينه وحضارته. وتجاهل التربية أو غض الطرف عنها وعن الكارثة التي تمر بها البلاد معناه الفشل التام والناتج المدمر والكارثة المزلزلة لأركان الدولة وبنية المجتمع برمته ..