أهمية التوجيه التربوي
تتجلى أهمية التوجيه التربوي إذا ما أدركنا أنه المشرف على سير العملية التعليمية التربوية والموجه لها حتى لا تحيد عن الخط المحدد لها والهدف المنشود منها وهو تربية النشء تربية سليمة ليشبوا أفرادا صالحين في تجمعهم.
ولتوضيح هذه الحقيقة نقول: إن العالم اليوم يهتم بتدريب العاملين في مختلف المجالات أثناء الخدمة، وذلك بتقديم البرامج المخططة والمنظمة لهم أثناء ممارستهم لعملهم وحتى نهاية حياتهم العملية بهدف تنميتهم في المهنة، وللحصول على المزيد من الخبرات التي تساعدهم على رفع مستوى آدائهم وزيادة طاقاتهم الإنتاجية. ويعتبر التدريب أثناء الخدمة مكملا للإعداد قبل الخدمة، وكلنا نعلم أن إعداد المعلم لممارسة المهنة يضع المعلم على أو الطريق السليم، كما نعلم أيضا أن معاهد وكليات إعداد المعلمين لا تستطيع مهما بذلت من جهد وكرست من وقت أن تخرج لنا المدرس المنشود الذي يمكن أن يظل على كفاءة ممتازة طوال حياته العملية.
ولهذا أصبح من الضروري وجود مشرف أو موجه للمعلمين يساعدهم على حل مشكلاتهم التعليمية التي تصادفهم على الطبيعة، ويحثهم على العمل والابتكار، فتضمن بذلك عدم تدني الأداء خاصة من جانب بعض المعلمين الذين يركنون إلى الروتين اليومي الذي ينسيهم كيفية الأداء الجيد لعملهم.
دور التعليم في دعم التوجيه التربوي
وانطلاقا من هذه المفاهيم كلها اهتم التعليم بالتوجيه التربوي، فشارك في كل الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، وعمل على دعم المتابعة الميدانية للمناطق لتفقد سير العملية التعليمية على الطبيعة، وللوقوف على مستوى الأداء وتزويد المدرسين بكافة التوجيهات اللازمة، كما اهتم بإعداد الدروس النموذجية لمختلف المواد، وقد عممت هذه الدروس ليقتدي بها المدرسون، هذا إلى جانب التعميمات التي تحتوي على التوجيهات التي يراها الموجهون ضرورية ليسترشد بها المعلمون.
ولا يزال التعليم يؤكد على أهمية دور الموجه التربوي، وقدم توصياته إلى المسؤولين لدعم الموجهين بالمناطق كما وكيفا، وذلك للأسباب الآتية:
1 - وجود عدد كبير من المعلمين في مختلف المراحل التعليمية يزيد عددهم على النصف غير مؤهلين تربويا لمهنة التدريس، وقد استعانت وزارة المعارف بهؤلاء لمواجهة التوسع في افتتاح المدارس ونشر التعليم، ولا يمكن أن تكون هذه الفئة على مستوى الكفاية إلا إذا أقيمت لها البرامج التدريبية وتوبعت المتابعة المثمرة من قبل الموجهين.
2 - إننا نعيش في عصر يتميز بأن المعرفة فيه متجددة ومستمرة التغيير، ولا بد أن يكون المعلم مواكبا لهذا التجديد والتغيير، ويعتبر تجديد الخبرات لدى المعلم واطلاعه على كل جديد مسؤولية أساسية من مسؤوليات الموجه.
3 - أن الوزارة تطور مناهجها وكتبها وتعدل فيهما بصفة دائمة؛ كما حدث في مناهج العلوم والرياضيات وكتب المواد الاجتماعية، ولا بد من إحاطة المعلمين علما بالأهداف التي من أجلها تم التطوير، وتدريبهم على البرامج الجديدة، وهذا أيضا عمل رئيسي من أعمال الموجهين حتى يأتي تطبيق المعلمين متمشيا مع الأهداف.
- انعدام الصلة بين أساتذة كليات التربية وبين طلابهم بعد التخرج يجعل الأساتذة لا يعرفون حقيقة المشكلات الميدانية للمعلمين وبالتالي لا يسهمون في حلها، ومن هنا يأتي دور الموجه التربوي فيحل محل أستاذ كلية التربية أو معهد لحل مشكلات المعلمين في ضوء الواقع الميداني، وتزويدهم بالتوجيهات والإرشادات اللازمة للسير قدما في عملهم ليقيهم عشرات المهنة.
العمل على مسودة نظام التوجيه التربوي
اعتمدت وزارة التربيه في أول الأمر على الموجهين التربويين المتعاقدين، وذلك في وقت لم تكن هناك أعداد كافية من الخبرات اليمنيه، ثم بدأت الوزارة تطعم الميدان بالعناصر اليمنيه النابهة. ومع ذلك لا يزال هناك القليل من التربويين المتعاقدين، ولهذا أتاح التعليم الفرصة للموجه التربوي اليمني ليأخذ مكانته ويقوم بدوره القيادي في توجيه العملية التعليمية لأسباب كثيرة منها:
1 - أننا قطعنا شوطا كبيرا في التعليم ساعد على توافر الخبرات بين المدرسين اليمنيين بما يؤهلها لأن نقوم بأعباء هذه الوظيفة بكفاءة.
2 - إن الإستفادة من الخبرات التي اكتسبناها من الموجهون المتعاقدون لاتنقطع بعودتهم إلى بلادهم، ويمكننا الاستمرار في التوجيه وفي الوظائف القيادية التي كانت بحوزتهم .
3 - أن الموجه التربوي اليمني أكثر قدرة على تفهم طلاب مجتمعه ومدرسيهم لدرايته الكاملة بعاداتهم وتقاليدهم ومشاعرهم، مما يجعله أكثر قدرة على توجيههم والتأثير فيهم.
وبعد... فإن الإنجازات التي تم تحقيقها في قطاع التعليم الاساسي بعون الله وتوفيقه، والإنجازات التي ستحقق مستقبلا بمشيئة الله.. إنجازات طيبة كانت وراءها جهود أعداد متعاقبة من المسؤولين والقادة التربويين، كل منهم أدى دوره وسلم الراية لمن بعده ليواصل المهمة... فمهمة التعليم ليست عملية سهلة.. إنها أشق مهمة؛ لأنها تتصل ببناء الرجال والقادة... ندعو الله أن يوفق الجميع في أداء عمله في هذا البنيان العظيم.