نشأة التوجيه التربوي وتطوره
أولاّمرحلة التفتيش :
أن مرحلة التفتيش من أقدم أنواع الإشراف فقد كان المفتشون يمارسون أعمالهم بالتفتيش على المعلمين من خلال الزيارات المفاجئة إلى الصفوف لمعرفة مدى تقيدهم بالتعليمات ولأوامر التي تصدر إليهم ومعرفة عيوبهم وأخطائهم من أجل محاسبتهم عليها . وكان للمفتش سلطة قوية تمكنه من نقل المعلمين وترقيتهم من عدمه وكتابة التقارير بعزلهم ، والهدف الأساسي للتفتيش كان مراقبة المدارس والمعلمين للتأكد من قيامهم بالتدريس الجيد ، وكان المفتش غالبا ما يمارس عمله بكل تعال وجفوة وتسلط فكان مجيئه للمعلم عملية مزعجة واصبح المعلمون يتزلفون إليه ليس حبا فيه بل خوفا من عقابه.
النتائج السلبية للتفتيش:
1. اهتمام المعلمين بإخفاء عيوبهم وأخطائهم خوفا من محاسبة المفتش
2. تعطل إبداع المعلمين حيث اهتموا بإتباع التعليمات وعدم الخروج عليها
3. وجود علاقات متوترة وسيئة بين المفتشين والمعلمين
4. تنمي الخوف وعدم الثقة لدى المعلم
وحرصاً من الوزارة على التطوير وإدراكا أن كلمة مفتش تعني (المباغتة والبحث عن الأخطاء )عملت على :
1. تسمية المفتش الفني بالموجه التربوي .
2. تقوية العلاقة بين الموجه والمعلم
3. تقديم المشورة الإدارية والفنية لإدارات المدارس التي يزورها
4. دراسة المناهج والكتب الدراسية والإسهام في أعمال الامتحانات .
ثانياّ التوجيه التربوي
" التوجيه التربوي هو عملية فنية شورويه قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية و التربوية بكافة محاورها "
فهو عملية فنية : تهدف إلى تحسين التعليم و التعلم من خلال رعاية و توجيه و تنشيط النمو المستمر لكل من الطالب و المعلم و الموجه ، و أي شخص آخر له أثر في تحسين العملية التعليمية فنياً كان أم إدارياً.
وهو عملية شوروية : تقوم على احترام رأي كل من المعلمين والطلاب وغيرهم من المتأثرين بعمل التوجيه والمؤثرين فيه ، وتسعى هذه العملية إلى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من هذه الفئات وتشجيعها على الابتكار والإبداع.
وهو عملية قيادية : تتمثل في المقدرة على التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية ؛ لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية و تحقيق أهدافها.
وهو عملية إنسانية : تهدف قبل كل شيء إلى الاعتراف بقيمة الفرد بصفته إنساناً ، لكي يتمكن الموجه من بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم ، وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل فرد يتعامل معه في ضوء ذلك.
وهو عملية شاملة : تعنى بجميع العوامل المؤثرة قي تحسين العملية التعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام لأهداف التربية والتعليم .
التوجيه والإدارة
كانت بداية التوجيه التربوي في أمريكا عام 1954م حيث كان مجلس المدينة المشتمل على أولياء أمور الطلاب يهتم باختيار المعلمين ذوي السمعة الطيبة وعزل الآخرين الذين لا يتمتعون بأخلاق سليمة.
وبعد تطور التعليم وإنشاء المدارس تم تعيين مدير للمدرسة ومدير للتربية والتعليم ، فكان مدير المدرسة يهتم بإدارة مدرسته والمحافظة على النظام فيها ومدير التربية والتعليم يهتم بالأشراف على المعلمين والمديرين . وفي نهاية القرن التاسع عشر صار مدير المدرسة يهتم بالإدارة والتوجيه معا ثم لحق ذلك تعيين مدير للمدرسة وموجه تربوي وبذا أصبحت وظيفة التوجيه منفصلة عن الإدارة.
وقد مر مفهوم التوجيه التربوي بتطورات كثيرة ومتنوعة حيث حددت وظيفة التوجيه بالمراقبة الدورية على المدارس وأجهزتها ومعلميها ومدى تقدم التلاميذ من النواحي العلمية ثم الحكم وما يتبع ذلك من اتخاذ قرار إما بالثواب أو العقاب للعاملين في المدرسة إلى أن اخذ التوجيه بالمفهوم الشامل للتوجيه والذي يسعى لتحليل جميع العناصر المؤثرة في عمليتي التعليم والتعلم.
وباختصار يتركز عمل التوجيه التربوي في :
رسم الخطط للزيارات وتزويد المدارس بما تحتاج إليه من توجيه تربوي مع العمل على متابعة سير العملية التربوية وحل ما يعترضها من مشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها .
والله من وراء القصد .