الإشراف الفني
المفهوم ديناميكى، تعاونى، متناسق لكل العاملين فى الحقل التعليمى. ويعتبر الإشراف
الحديث خدمة تقدم للمعلمين ونتيجة حتمية لتحسين عملية التعليم والتعلم. ويتميز
الإشراف الحديث بالإيجابية، والديناميكية، والأفعال الديموقراطية، بهدف تحسين
العملية التعليمية المتعلقة بالتلاميذ، والمعلمين والمشرفين والموجهين، وأولياء
الأمور والمجتمع المحلى. إن الموجهين يعملون لتحقيق هذا الهدف بطرق مختلفة،
وبالتالى فهم يعملون داخل وخارج الفصل. وفى النهاية يكون الغرض الأسمى هو تنمية
قدرات المعلمين شخصياً ووظيفياً.
وكان لتطورالتربية ولتغير وظيفة المدرسة ولتغير مفهوم التعلم تأثير غير عادى على الإشراف
الفنى، فقد ازدادت مسئوليته فى مواجهة تكيف المعلمين للدور المطلوب منهم لتدبير
الخدمات التربوية المتزايدة والمتطورة.
وهكذا يتضح أن هذا المفهوم للإشراف الفنى جاء نتيجة لما تتميز به القيادة التربوية، فهو ليس
بالاستبدادى أو التفتيشى أو التسلطى ولكنه ديمقراطى. وهو ليس عاطفياً بل يتسم
بالنظرة العلمية ويستغل الطرق والمبادئ العلمية لتحسين عملية التعلم، وهو مبدع
يحافظ على المهارة فى التدريب ويشجع المبادرة، ويحث المعلمين على النمو وبذل
الجهود لتحسين أنفسهم. وهذا المفهوم يلقى على الوجهين مسئولية القيادة التربوية،
وتقاس فاعلية هذه القيادة بما يحدث فى المعلمين من تغيرات مرغوب فيها وليس بما
يفعله الموجهون.
ومن هناتظهر أهمية وجود عملية الإشراف للأسباب الآتية:
1- عدم توصل المعلمين إلى الأداء الجيد المطلوب والمتوقع منهم.
2-تطور عملية إعداد المعلم فى كليm التربية فى ضوء المتغيرات المعرفية السريعة المتزايدة والطرق الحديثة فى التدريس.
3-عدم إلمام المعلمين الجدد إلماماً كافياً بالمعلومات اللازمة فى عملية التدريس، وكذلك عدم إلمامهم بتكنيك وفنية
التدريس التى تحتاج إلى الوقت والخبرة.
4-بالإضافة إلى ذلك إن المعلم لا يكون على علم تام بالفروق الفردية بين التلاميذ، الأمر الذى يحتاج إلى خبرة طويلة فى
مجال التدريس، كذلك الفروق الفردية بين المعلمين فى قدراتهم واحتياجاتهم، الأمر لذى يحتم ضرورة وجود الموجهين، بمعنى أنه نظراً للتطورات الهائلة والتغيراتلسريعة التى تطرأ على المعرفة ومجال التدريس، والذى لا يمكن لكليات التربية
ملاحقة هذه التطورات والتغيرات فى الوقت الذى يكون المعلم فى حاجة إليها عند القيام بعملية التدريس، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى لا يستطيع المتخرج أن لم بكل التكنيكات والاستراتيجيات المختلفة فى عملية التعليم والتعلم، ودراسة
المناهج بعمق. الأمر الذى يؤكد أن المعلمين يحتاجون إلى مساعدة من الموجهين لأنه لا يوجد إعداد كاف وكامل للمعلمين فى البرامج المقدمة لهم أثناء الدراسة، كذلك توجد اختلافات فى قدرات المعلمين تحتاج إلى صقل وتدريب وخبرة فى ضوء إمكانات كل معلم.
1-فقدأشار إلى ضرورة الإشراف الفنى داخل الفصل، ويقوم الإشراف الفنى فى المقام الأول على دور الموجهين فى التركيز على
المعلمين داخل الفصل حيث يعتمد هذا الإشراف على المناهج الجديدة وأدوات التعليم التى تخضع للتجريب والاختبار، بمعنى أن يعتمد الإشراف الفنى على مساعدة المعلم على فهم الأدوات التعليمية الابتكارية، وإحداث التغيير المطلوب بهدف الأداء الأفضل
لمقابلة هذه المتطلبات المتجددة.
ولذلك أصبح الإشراف عملية ضرورية لتحديد طبيعة المناهج، كذلك لتجديد نوع طرق التدريس
المطلوبة، ولتقويم عملية التعليم والتعلم، أيضاً من أجل تنسيق الجهود واستغلال
الطاقات الإنسانية، كذلك تظهر قيمة الإشراف فى تجنب التداخل فى المناهج، وتجنب
التكرار فى طرق التدريس، وتكملة النقص فى مستوى المعلمين عندما ينتقلون إلى مستوى
أعلى وأفضل، كذلك تظهر أهمية الإشراف فى التخطيط الدقيق للمناهج فى ضوء احتياجات
المجتمع.
ومن هنا يكون البرنامج الإشرافى ضرورة تحتاج إليها لكل مستويات المدارس لتنسيق الجهود من
أجل تحسين عملية التعليم والتعلم.
تعريفات
الإشراف التربوى
- إن الإشراف التربوي جميع الجهود المنظمة التي يبذلها المسئولون لقيادة المعلمين
والعاملين في الحقل التربوي في مجال تحسين التعليم مهنيا .
- مهمة قيادية تمد الجسور بين الإدارة والمناهج والتدريس وتنسيق النشاطات المدرسية
ذات العلاقة بالتعليم.
- الجهود التي يبذلها القائمون على شؤون التعليم لتوجيه المعلمين ولمراجعة الأهداف
التربوية وأساليب التعليم واختبارها وتقويمها .
- وقال آخرون : هو جانب من الإدارة المدرسية يركز على تحقيق التوقعات التعليمية
للنظام التربوي.
- فعل وتجريب يهدف إلى تحسين التدريس.
-عملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة تتم من خلال التفاعل البناء بين
المشرف التربوي والمعلم بهدف تحسين عمليتي التعليم والتعلم.
وعرفته الإدارة العامة للتوجيه التربوي
والتدريب ( سابقاً ): على أنه عملية فنية منظمة تؤديها قيادات لديها خبرات تربوية
متنوعة شاملة لمساعدة من هم في موقع العمل رغبة في تمكينهم من النمو المهني
والثقافي والسلوكي وكل ما من شأنه أن يرفع مستوى عملية التعليم والتعلم ويزيد من
الطاقات الإنتاجية.
"الإشراف التربوي خدمة فنية تقوم على أساس من التخطيط السليم الذي يهدف إلى تحسين عملية
التعليم "
"الإشراف التربوي خدمة فنية تعاونية
تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتعليم، والعمل على تحسين
هذه الظروف بالطريقة التي تكفل لكل تلميذٍ النمو المطرد وفق ما تهدف إليه التربية
المنشودة".
"إنه يعمل على النهوض بعمليتي التعليم والتعلم كلتيهما".
"إن الهدف من عملية الاتصال والتفاعل بين متخلف أطراف العملية
التربوية وعناصرها تحقيق فرص تعلم مناسبة للطلاب وفرص نمو لسائر الأطراف".
"
الإشراف عملية توجيه وتقويم للعملية التعليمية بقصد تزويد التلاميذ بخدمات أفضل
"
هوعملية فنية غايتها تحسين وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها.
التعريف الحديث للإشراف التربوي فهو :
العملية التي يتم فيها تقويم وتطوير العملية التعليمية ومتابعة تنفيذ كل ما يتعلق
بها لتحقيق الأهداف التربوية وهو يشمل الإشراف على جميع العمليات التي تجري في
المدرسة تدريبية كانت أم إدارية أم تتعلق بأي نوع من أنواع النشاط التربوي في
المدرسة أو خارجها والعلاقات والتفاعلات الموجودة بينها .
ويتميز هذا المفهوم الحديث للإشراف الفني بالآتي :-
1. التركيز على مساعدة المعلمين على النمو المهني وتحسين
مستوى الأداء لمهامهم التربوية.
2. التركيز على التوجيه والإرشاد لا تصيد الأخطاء واعتبار تقييم المعلم ليس هدفا في حد ذاته بل هو
وسيلة لتحسين فاعليته .
3. العمل على تبصير المعلمين بالنواحي التي تتطلب مزيدا من
الإهتمام وإقناعهم بضرورة وأهمية معالجتها .
4. إتباع المنهج العلمي في دراسة ومعالجة الواقع التربوي .
5.
يستمد الموجه الفني سلطته من وضعه الوظيفي لكونه رئيسا
للمعلم .
6.
تطبيق ونهج أسلوب المشاركة والتعاون والعمل الجماعي بين
المعلم والموجه الفني .
7.
الإهتمام بجميع عناصر العملية التربوية من معلم وتلميذ
ومادة وطريقة ووسيلة تعليمية وغيرها.
يتضح مما تقدم أن الإشراف التربوي ضرورة
لازمة للعملية التربوية، فهو الذي يحدد الطرق ويرسمها، وينير السبل أمام العاملين
في الميدان، لبلوغ الغايات المنشودة، بل إن نجاح عملية التعليم والتعلم أو فشلها،
وكذلك ديناميتها أو جمودها.
ونستخلص مما سبق التعريف الآتي الذي يعنى
بتحديد الوظائف والمهام الأساسية و النشاطات الإشرافية:
الأشراف
عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية
والتربوية بكافة محاورها:
فهو
عملية فنية:
تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من
الطالب والمعلم والمشرف، وأي شخص آخر له أثر في تحسين العملية التعليمية فنياً كان
أم إدارياً.
وهو
عملية شورية:
تقوم على احترام رأى كل من المعلمين، والطلاب، وغيرهم من المتأثرين بعمل الإشراف ،
والمؤثرين فيه، وتسعى هذه العملية إلى تهيئة فرص متكاملة لنمو كل فئة من هذه
الفئات وتشجيعها . على الابتكار والإبداع.
وهو عملية قيادية: تتمثل في المقدرة على
التأثير في المعلمين، والطلاب، وغيرهم، ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية لتنسيق
جهودهم من أجل تحسين تلك العملية أو تحقيق أهدافها.
وهو عملية
إنسانية:
تهدف قبل كل شئ إلى الاعتراف بقيمة الفرد بصفته إنساناً، لكي يتمكن المشرف من بناء
صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم، وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل
فرد يتعامل معه في ضوء ذلك.
وهو عملية
شاملة: تعنى
بجميع العوامل المؤثرة في تحسين العملية التعليمية وتطويرها ضمن الإطار العام
لأهداف التربية والتعليم.
مفهوم الإشراف الفنى الحديث:
1.
يبنى الإشراف الجيد على أسس تربوية
سليمة، نظرية وعملية تربط بين العلم والفلسفة والخبرة الواقعية.
2.
يتصف الإشراف الحديث بالديمقراطية.
3.
يتسم الإشراف الحديث بالابتكار
والإبداع فى كشف الحقائق التربوية وعلاقاتها القديمة وتطبيقها على مواقف تعليمية
معينة.
4.
يقوم الإشراف الفنى باستخدام سلسلة
من أوجه النشاط التعاونى المنظم فى التخطيط والتنفيذ.
5.
يعرف الإشراف الجيد بالنتائج التى
يحققها.
6.
يسترشد الإشراف
الفنى الحديث بالأهداف المهنية.
مراحل تطور الإشراف التربوي:
1- التفتيش:
كان يقصد بهذا المفهوم "توجيه
المعلمين وإملاء ما يجب عليهم أن يفعلوه، ثم التفتيش عليهم، ليرى المفتش ما إذا
كانوا يتبعون ما تلقوه أم لا".
وما زال مفهوم التفتيش للإشراف موجودا حتى
اليوم فى عدد كبير من المدارس ومع أنه مفهوم قديم إلا أنه مستمر وذلك يرجع إلى:
1- نقص معلومات
للقائمين على الإشراف وقلة خبراتهم بأفضل الطرق للإشراف.
2- الافتراض
الخاطئ بأن المفتشين فى الإعداد والخبرة.
3- السلطة الكبيرة
المخولة للمفتشين.
4- عدم إعداد
المعلمين إعدادا ملائماً لعملهم وكذلك قيامهم بتدريس مواد لم يعدوا لتدريسها أو
إعدادهم فيها غير كاف.
5- العجلة فى تفهم
المعلمين المبتدئين لعملهم وتوجيههم.
وأخيرا يمكن القول أن التفتيش كان لا يتفق
واتجاهات التربية الحديثة، وأنه أساء إلى المعلمين والمفتشين فى نفس الوقت وإن
مهمة التفتيش على هذا النمو لا تحقق الهدف الحقيقى للإشراف الفنى.
التوجيه
الفنى:
حدث تطور كبير فى فلسفة الإشراف التربوى
المتمثلة فى التفتيش وظهرت فلسفة التوجيه التربوى حيث هدفت إلى تحسين أداء
المعلمين باعتبارهم محور العملية التوجيهية على أن يتم ذلك فى جو من الديمقراطية
والتعاون والاهتمام.
فعندما غيرت الوزارة لفظ التفتيش واستبدلت
به لفظ التوجيه الفنى قصدت إلى تغيير المفهوم، والفلسفة والهدف من العملية، بحيث
يكون الهدف من عملية التوجيه هو تحسين العملية التعليمية من حيث ما يقوم به المعلم
من تعليم، وأثر ذلك على تعلم التلاميذ، حيث أن الناتج النهائى هو تعلم التلميذ وما
يترتب عليه من تعديل فى فكيره ووجدانه وسلوكه. وقد كان هذا الاتجاه الجديد نقلة
كبيرة فى سبيل تحسين مستوى التعليم فى المدرسة على أساس تربوى سليم.
لكن يبدو أن التغيير فى المسميات لا يعكس
دائما تغييرا فى السلوك والتصرفات، ولم يغير من طبيعة الممارسات الإشرافية التى
بقيت تحافظ على الدور التقليدى الذى يغلب عليه الطابع التفتيشى التسلطى، والذى
يتعهد خلال الزيارات الصفية المفاجئة.
لذلك لم يكن التغيير والتطوير فى هذه المرحلة سهلاً وكان من الصعب على
المفشين الانتقال من مفهوم التفتيش وأسلوبه إلى مفهوم التوجيه وأسلوبه.
3-
الإشراف الفنى:
اسمرت الجهود لتطوير مفهوم الإشراف
وأساليبه، لتلافى الآثار السلبية للمراحل السابقة وبظهور الاتجاهات الحديثة فى
التربية تغيرت وظيفة المدرسة، فلم تعد مكانا يحفظ فيه التلاميذ المعلومات
والمعارف، وإنما أصبحت مكانا لربيتهم تربية كاملة فكان لابد أن يتغير أساليب
الإشراف القديمة كأساليب جديدة نابعة من فلسفة تؤمن بمبادئ تتفق وعصرية الاتجاهات
التى يعيشها المجتمع.
لقد أصبح الإشراف ينصب بالدرجة الأساسية
على المعلم وطرق تدريسه بهدف مساعدته وتحسين أدائه وتدريسه، وبالتالى أصبح تقويم
المعلم ليس هدفا فى حد ذاته، وإنما وسيلة لتحسين مستوى أدائه والارتفاع بمستواه.
أهم خصائص الإشراف الفنى هى:
1-
الإشراف الفنى خدمة تربوية.
2-
الإشراف الفنى يهتم بكل ما يؤثر فى
عملية التربية والتعليم.
3-
الإشراف الفنى عملية تعاونية
ديمقراطية.
4-
الإشراف الفنى وسيلة لتحسين العملية
التعليمية.
5-
الإشراف الفنى وسيلة لتحقيق أهداف
التربية.
السمات الخاصة بفلسفة الإشراف الفنى الحديث:
(أ)
الإيمان بقيمة كل فرد فى الجماعة
واحترامه لذاته، والعمل على تنمية الفرد والجماعة إلى أقصى حد تسمح به قدراته واستعداداته.
(ب)
الاتصاف بالشمول فيتضمن جميع
الخبرات الدراسية وكل العوامل التى تتفاعل مع التلميذ ويأخذ فى الاعتبار كل ظروف
الموقف التعليمى.
(ج)
الإيمان بالقيادة التربوية الرائدة
وممارسة مسئوليات القيادة- لا التوجيه الاستبدادى- فى إطار من العلاقات الإنسانية السليمة.
(د)
احترام الاختلافات فى الآراء
بالنسبة للمشكلات، والاعتراف بالتكامل العقلى وضمان حق الأفراد فى التعبير عن
آرائهم بحرية.
(ه)
الثقة فى استعداد المعلمين للنمو
وقدراتهم على المشاركة فى توجيه أنفسهم والقيام بعملية التقويم الذاتى.
(و)
استخدام الأساليب الديموقراطية فى
تشكيل السياسات والخطط والأهداف واتخاذ القرارات.
(ز)
توفير جو من التعاون الديموقراطى.
(ح)
استخدام الطريقة العلمية والتجريب
لحل المشكلات التربوية ولزيادة النمو المهنى لأعضاء هيئة التدريس.
وظائف عملية الإشراف:
1-
مساعدة المعلم فى النمو الذاتى.
2-
تزويد المعلم بالمعلومات المتعلقة
بعملية التدريس والتلاميذ.
3-
إمداده بالبيانات والإحصائيات بهدف
تحسين اتخاذ القرار الخاص بالتدريس.
4-
إمداده بالبيانات والإحصاءات بهدف
إثراء العملية التعليمية.
5-
إعداد نماذج أو بحوث للإجابة عن
الأسئلة المتعلقة بالعملية التعليمية.
\
وتلخص موسوعة البحث التربوى المبادئ الستة التالية كأسس
يقوم عليها :
وقد أكد محمد زيدان على أهم مبادئ الإشراف الفنى كالأتى:
1-
احترام شخصية الفرد.
2-
التعاون والإسهام والعمل الجماعى.
3-
المناقشة.
4-
تشجيع الخلق والإبداع.
5-
المرونة.
6-
الأسلوب العلمى فى البحث والتفكير.
وفى مجال أخر، المبادئ التى تتضمن أهداف الإشراف هى:
1- إن الهدف الرئيسى من عملية الإشراف هو تقدم وتحسين نمو التلميذ، وبالتالى
ينعكس ذلك بطريقة حتمية على تنمية وتحسين المجتمع.
2- إعطاء أو مساندة القيادات فى القدرة على إعادة التكيف والقدرة على
الاستمرار والتدرج من مستوى إلى مستوى أخر فى النظام المدرسى، كذلك نقل محتوى
خبرات التعلم إلى خبرات أخرى، بمعنى الاستمرارية والقدرة على التكيف مع البرنامج
الإشرافى.
3- الهدف المباشر لعملية الإشراف هو إقامة جو محبب لعملية التعليم والتعلم.
-
الإشراف من خلال الوسائل المتاحة
يعمل دائما على تحسين طرق التدريس لعملية التعلم.
-
يخلق الإشراف جواً اجتماعياً،
مادياً سيكولوجيا، بيئياً محبباً لعملية التعلم.
-
تكامل وتناسق كل الجهود لعملية
الإشراف والاستمرارية فيها.
-
يكون الإشراف عاملاً مساعداً،
قيادة، إلهاما فى تحرير الطاقات الإنسانية الخلاقة للعاملين فى الحقل التعليمى.
أما sergiovanni فقد أكد أهداف الإشراف الفنى فى كتابه، Supervision Human Perspectives 1983، على النحو التالى:
1-
تنمية وتحسين أداء المعلم داخل
الفصل وتوضيح جوانب النظام المدرسى وتنمية أداء معين ذى مغزى بالنسبة للمعلم.
2-
تصحيح الأخطاء التى تحدث فى الفصل،
وكذلك تنفيذ ما هو ضرورى خارج الفصل.
وفى هذا
المقام، هناك عدة أسس لنموذج الإشراف الجيد، وهذه الأسس على النحو التالى:
1-
يجب أن يحتوى برنامج الإشراف على
أهداف معينة، ويجب على الموجه أن يعمل على تحسين الأدوات التعليمية، ويجب على كل
فرد فى العملية التعليمية أن يبحث عن صورة فعالة لتحسين ما يقوم به.
2-
ولكى تحقق عملية الإشراف هدفها
بنجاح ينبغى أن يكون هناك طريق واضح لعملية الاتصال بين الرؤساء والمرءوسين فى
الحقل التعليمى، وفى الحقيقة فإن الدافعية الذاتية للعاملين فى المجال المدرسى
تزداد حينما يكون هناك اتصال بينهم على الصورة المطلوبة والمتفق عليها.
3-
التفاهم المشترك لكل فرد من حيث
المسئولية بحيث يكون هناك اتفاق على المسئوليات المعطاة.
4-
إقامة أهداف واضحة فى ضوء احتياجات
كل فرد من العاملين فى الحقل التعليمى خلال مناقشة حرة.
5-
فى الماضى، كان نظام التقويم يعتمد
على كثير من الأهداف، أما الأن فإنه من الأهمية أن يعتمد نظام التقويم على تحديد
الأهداف ووضوحها قدر الإمكان.
6-
يجب أن يكون كل معلم- كعامل حيوى- على قدر من المشاركة فى برنامج
الإشراف، بمعنى أن يكون على قدر من الاهتمام بأداء قوى وحيوى يؤدى إلى رفع كفاية
هذا الأداء.
مميزات المفهوم الحديث للتوجيه
الفنى:
يقوم
المفهوم الحديث للتوجيه الفنى على أساس أنه مفهوم حى ديناميكى متطور لا مفهوم جامد
متحجر كما كان الأمر فى ظل مفهوم التفتيش ومن أهم ما يتميز به المفهوم الحديث
للتوجيه الفنى ما يلى:
1-
أن يستهدف التوجيه والإرشاد لا تصيد
الأخطاء، فالمفتش أو الموجه والناصح والمرشد الذى يستهدف مساعدة المعلم على تطوير
نفسه وتطوير مستوى أدائه وبالتالى الارتفاع بمستوى العملية التربوية ككل. وفى ظل
هذا المفهوم النامى المتطور ينبغى أن تقوم عملية التوجيه على أساس ديموقراطى لا
على أساس أوتوقراطى أو بيروقراطى. وينبغى أن يحل النصح والإرشاد والتوجيه بدلا من
التعليمات والأوامر.
2-
أن هدف التوجيه الفنى فى مفهومه
الحديث يتركز حول مساعدة المعلمين على النمو المهنى وتحسين مستوى أدائهم وتدريسهم.
3-
أن التوجيه الفنى الحديث يتميز
بالطابع التجريبى والأسلوب العلمى. وهذا يعنى أن تكون الممارسات التربوية الجارية
موضع تساؤل مستمر وأن توضع موضع الاختبار والتقويم والبحث والتحليل العلمى الدقيق.
وللتوجيه الفنى دور هام فى استثارة التساؤل حول جدوى وفعالية الممارسات التربوية
الجارية وتوجيه البحث والدراسة والتحليل للكشف عن البدائل الجديدة للممارسات
التربوية. وهكذا يساعد التوجيه الفنى على تعديل الممارسات التربوية وتغيرها أو
تطويرها بصورة مستمرة على أساس علمى تجريبى.
4-
يقوم التوجيه الفنى الحديث على أساس
أن يستمد الموجه الفنى سلطته ومكانته من قوة أفكاره ومهاراته الفنية المهنية
ومعلوماته المتجددة باستمرار وخبراته النامية المتطورة ومدى تأثير كل ذلك فى
معلميه. وهذا يضع الموجه الفنى على النقيض من المفتش فى ظل المفهوم القديم الذى
كان يستمد قوته ونفوذه من السلطة الشرعية المخولة له على معلميه. وهذا يتطلب من
الموجه الفنى أن يكون هو نفسه نامياً فى ميدانه حتى يستطيع أن يساعد الآخرين على
النمو. ومع تزايد الجانب العلمى والمهنى فى عملية التوجيه الفنى الحديث تزداد
مطالب المهنة على الموجه نفسه فعليه أن يلاحق التطورات الحديثة باستمرار فى ميدان
عمله وأن يطور من أسلوب عمله وطرائق أدائه.
5-
يقوم التوجيه الفنى الحديث على أساس
المشاركة والتعاون بين المعلم والموجه. وهذا يتطلب أن تقوم العلاقة بينهما على
أساس ديمقراطى سليم وأن تكون الصلة ما بينهما على أساس قوى من العلاقات الإنسانية
الصحيحة.
6-
يعتبر التوجيه الفنى الحديث
برنامجاً متكاملاً مخططاً لتحسين العملية التربوية. فالموجه يستخدم أساليباً
متنوعة مثل الزيارات والمؤتمرات والندوات والاجتماعات والمناقشات وتبادل المعلومات
والخبرات وما شابه ذلك. والموجه فى ممارسته أو استخدامه لهذه الأساليب لا يركز
اهتمامه على المعلم كفرد فحسب وإنما على التلاميذ أيضاً فيتعرف على مستوى تحصيلهم
وتقدمهم ويطلع على أعمالهم التحريرية إلى جانب مناقشته الشفهية لهم ويمتد اهتمامه
أيضاً ليشمل المدى الواسع العرض للعملية التربوية برمتها. فهو يضع نصب عينه دائماً
الأهداف التربوية الكبرى فى ارتباطها بواقع العملية التربوية فى المدرسة. ويمتد
نشاطه ليشمل الطرائق الوسائل والطرائق والأساليب التى تتبعها المدرسة فى أنشطتها
التعليمية ومدى صلاحية الأبنية المدرسية والتجهيزات والأدوات ومدى مناسبة كل ذلك
للأغراض التربوية. ويعتبر الموجه الفنى مسئولاً عن تقويم مدى كفاءة وفاعلية هذه
العناصر كلها فى ارتباطها الكلى وتأثيرها العام على فاعلية العملية التربوية.
وعليها أن يستخدم كل الوسائل الممكنة فى سبيل زيادة فاعلية المدرسة فى تحقيق
رسالتها. ومن هنا يمكن القول بأن للموجه الفنى مسئولية مشتركة فى العمل على زيادة الكفاءة
الداخلية للمدرسة من خلال برنامج متكامل مخطط لتحسين وتطوير العملية التربوية بها.
7-
المفهوم الحديث للتفتيش: يقوم على
أساس أن تقويم المعلم ليس هدفاً فى ذاته وإنما هو وسيلة لتحسين مستوى أدائه والارتفاع
فى مستواه. ولذلك ينبغى أن يكون هذا التقويم هادفاً وموضوعياً وبناء بعيداً عن
التحيزات الشخصية أو اعتبارات المجاملة والمحسوبية. وبالمثل يمكن أن يقال أن كتابة
التقارير عن المعلمين ليست أيضاً هدفاً فى ذاته وإنما إذا كان لابد من الإبقاء
عليها كوسيلة أن تكون أيضا هادفة وموضوعية وبنائه وتستهدف إعطاء صورة صادقة عن
جوانب القوة والقصور وينبغى أن تتضمن الاقتراحات الإيجابية لمعالجة جوانب القصور.
وربما كان من الأفضل أن يكون التقرير نفسه موضع مناقشة بين الموجه والمعلم نفسه مع
إشراك المدرس الأول وناظر المدرسة فى هذه المناقشة.
أهداف الإشراف والتوجيه الفنى الحديث:
يستهدف
الإشراف أو التوجيه الفنى فى مفهومه الحديث تحقيق الأغراض الرئيسية الآتية:
1-
تحسين العملية التربوية من خلال
القيادة المهنية لكل من نظار المدارس ومعلميها.
2-
تقويم عمل المؤسسات التربوية وتقديم
المقترحات البناءة لتحسينه.
3-
تطوير النمو المهنى للمعلمين وتحسين
مستوى أدائهم وطرق تدريسهم.
4-
العمل على حسن توجيه الإمكانيات
البشرية والمادية وحسن استخدامها.
وفى سبيل
تحقيق هذه الأهداف يقوم المشرف أو الموجه الفنى بوظائف رئيسية من أهمها:
1-
الابتكار والبناء: إن توقعات الدور
الذى يقوم به المشرف أو الموجه الفنى تفرض عليه أن يبتكر أفكارا جديدة وأساليب
مستحدثة لتطوير العملية التربوية وما يرتبط بذلك من وضع هذه الأفكار والأساليب موضع
الاختبار والتجريب. والمشرف أو الموجه الفنى بحكم طبيعة عمله واتصاله بالممارسات
التربوية فى مختلف المدارس يقوم بدور الوسيط فى نشر المعلومات الجديدة والأفكار
المستحدثة ومثله فى هذا مثل النحلة التى تنتقل من زهرة إلى زهرة فتبعث النماء
والحياء فيها وفى نفس الوقت تحيل رحيقها إلى شهد رضاب.
وهكذا يعمل
الموجه الفنى على الابتكار والبناء عاملا باستمرار على دفع عجلة العمل التربوى إلى
الأمام.
2- معالجة الخطأ: من وظائف المشرف أو الموجه الفنى أن
يعالج أى خطأ فى الممارسات التربوية وأن يصحح هذا الخطأ. وليس معنى هذا أن ينصرف
هم الموجه الفنى إلى تصيد الأخطاء كما كان يفعل زميله فى الماضى وإنما عليه بحكم
خبراته وتجاربه أن يكتشف ما يطرأ له من جوانب سلبية وما يراه من فجوات والأهم من
هذا أن يقدم اقتراحاته البناءة لمعالجة هذه السلبيات وسد هذه الفجوات. وقد يتطلب
ذلك منه عمل مناقشة مع المعلم إذا كان الموضوع متعلقا به أو مع المدرس الأول إذا
كان الموضوع متعلقا بالمادة الدراسية ككل أو مع ناظر المدرسة إذا كان الأمر متعلقا
بالمدرسة.
3- تفادى الخطأ: هناك مثل يقول الوقاية خير من
العلاج وهذا يعنى بالنسبة لعملية الإشراف الفنى أن يستهدف حماية العملية التربوية
من الوقوع فى الممارسة الخاطئة. وهذا يقتضى من الموجه الفنى مساعدة المعلمين الجدد
على التكيف مع عملهم الجديد بنجاح والقيام بمسئولياتهم بكفاءة وتنبيههم إلى ما
ينبغى عليهم عمله وما يتوقع منهم وما لا يوقع منهم. وهو بحكم ما لديه من خبرات
يستطيع أن يتوقع الصعوبات التى يمكن أن يصادفها المعلمون فى عملهم وأن ينبههم
إليها ويساعدهم على تلفيها.
بعض عقبات الإشراف الفعال:
ومن أهم
العقبات التى تحول دون الإشراف أو التوجيه الفنى الفعال نقص الخبرة الفعلية لدى
المشرف أو الموجه أو اهتمامه بالجوانب النظرية أكثر من النواحى العملية والتطبيقية
وبالنواحى الإدارية أكثر من الفنية وبالشكليات دون الجوهر وبالسلبيات دون
الإيجابيان ونقص النقد البناء والامتداح وكلمات التشجيع وعدم وجود الاتصالات
الكافية وخوف المعلمين من الصورة التقليدية للتفتيش والخوف من المجاملة أو
المحسوبية و العداء الشخصى من جانب المشرف وأخيرا الاستماع إلى الإشاعات والوشايات
وتصديقها من جانب المشرف أو الموجه الفنى.
الشروط التى يجب توافرها فى الموجه الفنى:
هناك عدة
شروط رئيسية ينبغى توافرها فى المشرف أو الموجه الفنى حتى يستطيع أن يؤدى وظيفته
بفاعلية وكفاءة. وفى مقدمة هذه الشروط المؤهل الدراسى المناسب والخبرة الكافية
وإلى جانب ذلك ينبغى توفر عدة صفات شخصية فى مقدمتها القدرة على كسب احترام وثقة الآخرين
وتوفر الحماس والتفاؤل والأصالة والقدرة على ابتكار الأفكار الجديدة والتنوع الفنى
فى القدرات الشخصية والتفتح الذهنى وسعة العقل والحيلة والقدرة على امتداح عمل الآخرين
وتقديره والتعاطف ولين الجانب حتى لا يرهبه الآخرون. وأن يكون ديمقراطيا لا تسلطيا
مستبدا مفعما بالإنسانية يتميز بالصبر وطول البال غير حاد المزاج هاش باش يتميز
بالقدرة على تكوين علاقات بناءة وسليمة مع الآخرين. وهذه الشروط يمكن أن تتخذ
أساسا طيبا فى اختيار المشرفين أو الموجهين الفنيين.
أنماط
الإشراف التربوي
1
ـ النمط السلطوي :
ويقابل التفتيش الإداري التقليدي الذي
اختفت صورته في كثير من الأنظمة التعليمية ، ويهتم هذا النمط السلطوي بالضبط
والربط والانصياع الحرفي لأوامر إدارات التعليم وتوجيهاتها .
2
ـ النمط الجماعي :
ويتخذ هذا النمط صورة اللجان الفاحصة ، بمعنى أن المشرفين يشتركون في عمليات
التقييم كفريق عمل يزور المدرسة أو المعلم . ويشارك جميع أفراد الفريق في دراسة
أوضاع المدرسة أو أحوال المعلم ، ويقدمون تقريراً موحداً يعكس محصلة وجهات نظر
الفريق .
إن هذا النوع من الإشراف بالرغم من عدم
جدواه من ناحية خدمة العملية التعليمية لأنه غير موجه إلى تنمية المعلم في عمله ،
ولكنه أقل سوءاً من النمط السلطوي الذي تتأثر نتائجه بنوازع المفتش الشخصية ومزاجه
الفردي .
3
ـ النمط التشاوري الإرشادي :
وهو نمط الإشراف الذي يستهدف مساعدة المعلمين على النمو في المهنة ومؤازرتهم
لتحقيق أهداف عملهم التعليمي . ويتبنى المشرفون من هذا النمط مبدأ وحدة العمل
التربوي وتكامله ، ويعتمدون في أسلوب عملهم على توظيف خبراتهم في خدمة المعلم
ومساعدته على تجديد وسائله وطرقه ومعارفه من خلال محاورته وتقديم القدوة والنموذج
، وتوفير فرص النمو دون التقليل من شأن المدرس وقدراته ووجهات نظره .
وهناك تقسيم أخر للإشراف الفنى:
[
الإشراف التصحيحي - الإشراف الوقائي - الإشراف البنائي - الإشراف الإبداعي ]
1-
الإشراف التصحيحي :
إذا دخل المشرف التربوي صفاً، وفي نيته
اكتشاف أخطاء المعلم فسوف يعثر عليها؛ فالخطأ من سمة الإنسان، وقد يكون الخطأ
يسيراً وقد يكون جسيماً حسبما يترتب عليه من ضرر، والمشرف التربوي الذي يحضر إلى
المدرسة وفي نيته مسبقاً أن يفتش عن الأخطاء بتسقطها فمهمته سهلة ميسرة، إلا أن من
واجب المشرف التربوي إذا كان الخطأ لا تترتب عليه أثار ضارة، و لا يؤثر في العملية
التعليمية أن يتجاوز عن هذا الخطأ أو أن يشير إليه إشارة عابرة، وبأسلوب لطيف،
بحيث لا يسبب حرجاً لمن أخطأ، وبعبارات لا تحمل أي تأنيب أو تجريح أو سخرية، أما
إذا كان الخطأ جسيماً يؤدي إلى توجيه التلاميذ توجيهاً غير سليم، أو يصرفهم عن تحقيق
الأهداف التربوية التي خطط لها، فالمشرف التربوي هنا يكون أحوج ما يكون إلى
استخدام لباقته وقدراته في معالجة الموقف سواء في مقابلة عرضية أو في اجتماع فردي
بحيث يوفر جواً من الثقة والمودة بينه وبين المعلم، عن طريق الإشارة إلى المبادئ
والأسس التي تدعم وجهة نظره، وتبين مدى الضرر الذي ينجم عن الأخطاء التي وقع فيها
المعلم. ثم يصل معه إلى اقتناع بضرورة التخلص من هذه الأخطاء، وهنا تكون فائدة
الأشراف التربوي التصحيحي وفاعليته في توجيه العناية البناءة إلى تصحيح الخطأ دون
إساءة إلى المعلم أو الشك في قدرته على التدريس.
2-
الإشراف الوقائي :
المشرف التربوي رجل اكتسب خبرة في أثناء
ممارسته للتعليم مسبقاً وقيامه بزيارة معلمين ووقوفه على أساليب تدريسهم. ولديه
القدرة في أن يتنبأ بالصعوبات التي قد تواجه المعلم الجديد عند مزاولته التدريس
بالإضافة إلى أن المشرف التربوي يتميز بقوة ملاحظته وقدرته على أن يستشف روح
التلاميذ، وأن يدرك الأساليب التي تؤدي إلى إحراج المعلم، وإزعاجه، وقلقه وخلق
المتاعب له، وهنا تأتي مهمة المشرف التربوي في التنبؤ بالصعوبات والعراقيل، وأن
يعمل على تلافيها والتقليل من أثارها الضارة وأن يأخذ بيد المعلم ويساعده على
تقويم نفسه ومواجهة هذه الصعوبات والتغلب عليها ذاتياً.
3-
الإشراف البنائي :
يتعدى الإشراف التربوي هنا مرحلة التصحيح
إلى مرحلة البناء، وإحلال الجديد الصالح محل القديم الخاطئ، فليس من المهم العثور
على الخطأ، بل أن نمتلك المقترحات المناسبة والخطة الملائمة لمساعدة المعلم على
النمو الذاتي والإفادة من تجاربه، وبداية الإشراف هنا هي الرؤية الواضحة
للأهداف ا لتربوية وللوسائل التي تحققا إلى أبعد مدى، لذا ينبغي أن تنصب أنظار
المشرف والمعلم على المستقبل، لا على الماضي، إذ إن الغاية من الإشراف البنائي لا
تقتصر على الأفضل، وإنما تتجاوز ذلك إلى المستقبل بإشراك المعلمين في رؤية ما
ينبغي أن يكون عليه التدريس الجيد وأن يشجع نموهم وأن يستثير المنافسة بينهم
من أجل أداء أفضل ويوجهها لصالح التربوي.
4-
الإشراف الإبداعي :
وهذا النوع من الإشراف يعتمد على النشاط
الجمعي وهو نادر التنفيذ، حيث لا يقتصر على إنتاج الأحسن، بل يتطلب من المشرف أن
يشحذ الهمة، ويحرك ما عنده من قدرات خلاقه لإخراج أحسن ما يمكن إخراجه في
مجال العلاقات الإنسانية بينه وبين المعلمين. وبينهم وبين الأقران معاً.
والمشرف التربوي المبدع هو الذي يعمل على اكتشاف قدرات المعلمين واستخراج جهودهم
ومساعدتهم على تحقيق الأهداف المنشودة، ويعمل على ترقية أعمالهم ويعد نفسه واحداً
منهم لا متصدرا لهم دائماً.
ويمكن أن نضيف إلى التصنيفات السابقة أنماط
الإشراف التالية ، التي أصبح يركز عليها حديثاً :
1
ـ الإشراف الإكلينيكي :
وهو نمط إشرافي تم تطويره في السبعينات من القرن العشرين ، ويركز على تحليل عمليات
التعليم والتعلم والتفاعل بين المعلم والمتعلم في داخل غرفة الصف .
2
ـ الإشراف كعملية اتصال بين المشرف ومدير المدرسة والمعلم :
ويقوم هذا النمط على فرضية مؤداها : أن المشرف التربوي ومدير المدرسة والمعلم
يعملون معاً من أجل غرض واحد ، وهو تحقيق أعلى مردود من عملية التعلم والتعليم .
وعلى ذلك فإن تفويض المعلم صلاحيات القيام بالعمل التعليمي لا يعفي مدير المدرسة
والمشرف التربوي من المسؤولية عن العملية التعليمية ، وهكذا فإنهما يحتاجان أن
يلعبا أدواراً تتصل بدور المعلم في غرفة الصف وتتآزر معه بطريقة تزيد من فعاليته
.
مداخل أو أساليب عملية الإشراف:
تعتبر
المداخل أو الأساليب (الوسيطة) intermediate approaches
من أحدث الأساليب العالمية فى عملية الإشراف، وأهم خصائص هذه المداخل ما يأتى:
1-
اندماج المعلم فى معظم الأنشطة التى
تحيط بالحقل التعليمى مثال ذلك: جمع المعلومات والبيانات، والإحساس بالمشاركة فى
حل المشكلات، وتحليل المعلومات.
2-
مشاركة الموجه فى حل المشكلات،
ومشاركته فى الأنشطة المختلفة مثل المعلم تماماً.
3-
تعاون كل من الموجه والمعلم بصورة
وظيفية لأجل هدف مشترك، وهذا الهدف المشترك هو تحسين أداء المعلم الوظيفى وتحسين
العملية التعليمية.
4-
يتطلب تحسين أداء أعضاء هيئة
التدريس دراسة الموقف الحقيقى أو المشكلة الحقيقية مع استخدام المعلومات الحقيقية
الواقعية أو التحليل الذاتى أو الملاحظة من جانب الآخرين.
5-
التغذية المرجأة، عن طريق الموجة،
وعن طريق المعلمين الآخرين نتيجة للتعامل، وبالتالى إتاحة فرص النمو وتحسين أداء
أعضاء هيئة التدريس.
6-
تؤكد هذه المداخل أو الأساليب
الوسيطة بطريقة مباشرة على تحسين عملية التعليم والتعلم داخل الفصل.
والإشراف
الجيد يعتمد أساساً على الثقة والعلاقات الإنسانية بين أعضاء هيئة التدريس، وكذلك
يستطيع الموجه أن يستخدم العلاقات الإنسانية كمفتاح أو أسلوب منفذ لأفضل أداء
بالنسبة للعاملين معه فى الحقل التعليمى.
أساليب
الإشراف التربوي:
تنوعت أساليب الإشراف التربوي وتطورت بتطور
الإشراف نفسه فمنها الأساليب الفردية وأخرى جماعية ومن تلك الأساليب :
1-
زيارة المدرسة. 2-
زيارة المعلم للفصل .
3-
المقابلة الفردية بعد الزيارة . 4-
التزاور لتبادل الخبرات .
5-
الاجتماع بالهيئة التعليمية. 6-
المؤتمرات التربوية .
7-
الدروس النموذجية . 8-
لقاءات المشرفين .
9-
الاجتماع بمعلمي المادة . 10-
الدورات التدريبية .
11-
القراءات الموجهة . 12-
النشرات التوجيهية
وظائفالإشرافالتربوي:
أ- وظائف إدارية، ومنها:
1- تحمل مسئولية القيادة في العمل التربوي.
2- التعاون مع إدارة المدرسة.
3- حماية مصالح الطلبة.
4- إعداد تقرير شامل في نهاية كل عام دراسي.
ب- وظائف تنشيطية
ومنها:
1- حث المعلمين على الإنتاج العلمي والتربوي.
2- المشاركة في حل المشكلات التربوية القائمة في
المدرسة ولدى إدارة التعليم.
3- مساعدة المعلمين على النمو الذاتي وتفهم طبيعة
عملهم.
4- متابعة كل ما يستجد من أمور تربوية وتعليمية.
ﺠ- وظائف
تدريبية ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق:
1.
الورش الدراسية.
2.
حلقات البحث.
3.
النشرات.
د- وظائف
بحثية ومنها:
1- الإحساس بالمشكلات والقضايا التي تعوق مسيرة العملية
التربوية.
2- السعي إلى تحديد المشكلات والتفكير الجاد في حلها وفق برنامج يعد لهذا
الغرض.
هـ- وظائف
تقويمية ومنها:
1- قياس مدى توافق
عمل
المعلم مع أهداف
المؤسسة التربوية ومناهجها وتوجيهاتها.
2- التعرف على
مراكز القوة في
أداء المعلم والعمل على تعزيزها.
3- اكتشاف نقاط
الضعف في أداء المعلم والعمل على
علاجها وتداركها.
و- وظائف
تحليليه ومنها:
1- تحليل المناهج
الدراسية.
2- تحليل أسئلة الاختبارات من خلال
المواصفات الفنية المحددة لها.
ز- وظائف
ابتكارية ومنها :
1-
ابتكار أفكار جديدة وأساليب مستخدمة لتطوير العملية
التربوية.
2-
وضع هذه الأفكار والأساليب موضع الاختبار
والتجريب.
3-
تعميم هذه الأفكار والأساليب بعد تجريبها وثبوت صلاحيتها.
وصلى الله على سيدنامحمد وعلى اله وصحبه وسلم..