الإشراف التربوي
يعتبر الإشراف التربوي ركنا هاما من أركان المنظومة التربوية ، والذي يقع على عاتقه تنفيذ السياسة التعليمية في أي مجتمع ، وتوجيه الإمكانات البشرية والمادية نحو تحقيق أهداف التربية والتعليم التي يسعى المجتمع إليها.
ويقع على عاتق المشرف التربوي مهام كثيرة وعبء كبير في توجيه المعلمين وإرشادهم أثناء خدمتهم ، لمواجهة التغيرات العالمية المعاصرة و المتسارعة في المعرفة العلمية والتكنولوجية وتوظيفها من أجل خدمة العملية التعليمية التعلمية وتحقيق أهدافها .
إن واقع التعليم في الوطن العربي يواجه ضعفا كبيرا في بنيته في العديد من الجوانب ، لذلك فقد تم التركيز في الآونة الأخيرة على ضرورة تطوير العملية الإشرافية ، والتأكيد على أهمية الدور الذي يطلع به المشرف التربوي ، سواء في مراكز صنع القرار التربوي أو في المدارس أو في داخل الغرفة الصفية ، على اعتبار أن عملية الإشراف التربوي هي أحد العمليات الأساسية والهامة جدا للإدارة التربوية المتطورة والتي تدخل في صميم تطوير العمل التربوي.
من هنا نجد أن الإشراف التربوي قد تطور مفهومة ابتداء من الثلث الأول للقرن الماضي وحتى اليوم ، فبعد أن كان المفتش التربوي يهتم بشكل مباشر بمراقبة المعلمين وتصيد أخطائهم والنزعة نحو انتقادهم ومحاسبتهم و إلقاء الأوامر والتعليمات التي لا تنتهي عليهم ، والتعامل معهم على اعتبار انهم كائنات مسخرة لخدمة العملية التعليمية ، تغيرت هذه الصورة البشعة لاحقا ، وزالت النظرة الشوفينية والنزعة التسلطية التي كان يتسم بها المفتش التربوي ، وأصبح عمل المشرف التربوي يفرض عليه اتباع المقاييس الديموقراطية ، واحترام مشاعر المعلمين ، والحوار معهم ، وبذلك تحول دور المشرف التربوي من التفتيش إلى التوجيه ثم تغير إلى الإشراف التربوي الحديث والقائم على أسس علمية راسخة تكرس الحوار والنقاش الديموقراطي كأساس في العملية الإشرافية .
هذه التطورات جعلت عملية الإشراف التربوي مفتاح هاما للتقدم في العملية التعليمية ، ولا بد منها لنجاح العمل التربوي بشكل عام ونجاح المعلم في أداء واجباته بشكل خاص ، وبالتالي رفع المستوى التربوي والتعليمي لدى الطلاب اللذين هم المحور الأساسي للعملية التربوية برمتها .
والعمل الإشرافي ، شأنه شأن بقية عناصر النظام التربوي ، يواجه معوقات أو مشكلات تقف في طريقه حجر عثرة ويتطلب حلها تذليل الكثير من المصاعب ، واتخاذ قرارات هامة على أعلى المستويات ، وإجراء حوار ديموقراطي مع كافة الجهات ذات الصلة .
هذه المعوقات تختلف في حدتها وفي طبيعتها من نظام تربوي إلى آخر ، وإن كانت تشترك في العديد من القواسم المشتركة والتي سوف أناقشها بإيجاز في هذا البحث المختصر ، مستعرضا أولا مفهوم الإشراف التربوي ومميزاته ، ومقومات المشرف التربوي ومهامه الرئيسة ، ومختتما بحثي ببعض التوصيات التي قد تسهم في حل هذه المشكلات التي تقف في وجه المشرف التربوي وتعيق قيامه بواجباته وتنفيذ مسئولياته التي كلف بها .
مفهوم الإشراف التربوي
الإشراف التربوي Educational Supervision ، هو نشاط علمي منظم تقوم به سلطات إشرافيه على مستوى عال من الخبرة في مجال الإشراف ، بهدف تحسين العملية التعليمية التعلمية ، ويساعد في النمو المهني للمعلمين من خلال ما تقوم به تلك السلطات من الزيارات المستمرة للمعلمين وإعطائهم النصائح والتوجيهات التي تساعدهم على تحسين أدائهم ( حسين ، عوض الله ، 2006 ، 16 ) .
وقد تعددت تعريفات الإشراف التربوي ، فقد ذكر بعض الباحثين أن معني (( أن تشرف )) ، هو أن تنسق وان تحرك وان توجه عمل المدرسين في اتجاه واحد محدد ، باستخدام ذكاء التلاميذ ( الأفندي ،1976، 8 ) .
ونظرا لشمول وتعدد مهام المشرف التربوي ، فقد تعددت تعريفات الإشراف التربوي ، فالباحث تشارلز بوردمان وفي كتابه ( الإشراف الفني في التعليم ) يعرف الإشراف بأنه المجهود الذي يبذل لاستثارة وتنسيق وتوجيه النمو المستمر للمعلمين في المدرسة ، فرادى وجماعات ، لكي يفهموا وظائف التعليم فهما أحسن ، ويؤدوها بصورة أكثر فاعلية ، حتى يصبحوا اكثر قدرة على استثارة وتوجيه النمو المستمر لكل تلميذ نحو المشاركة الذكية والعميقة في بناء المجتمع الديموقراطي الحديث ( السعود ،2002، 67 ).
أما وايلز Wiles – 1969 ، فيرى أن الإشراف التربوي ، نشاط يوجه لخدمة المعلمين ومساعدتهم في حل ما يعترضهم من مشكلات للقيام بواجباتهم على أكمل صورة ( السعود ، 2002،67 ).
ويعرفه جيمس بأنه الوسيلة التي تستخدم لمساعدة المعلمين وتحسين حالتهم المهنية والعملية ( حسين ، عوض الله ، 2006، 17 ).
كما يعرفه الباحث أحمد حجي بأنه عملية إدارية تشمل كافة مراحل التعليم وتنظيماته ومستوياته الإدارية وكافة جنبات نظمه ( حسين ، عوض الله ، 2006 ، 17 ).
أما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، فقد عرفت الإشراف التربوي بأنه عملية شاملة للموقف التعليمي بكل عناصره : المعلم ، الطالب ، المنهج ، البيئة المدرسية ، كما انه أداة اتصال وتفاعل بين المؤسسات التعليمية والإدارة ، وتنمية شاملة لقدرات العناصر المشاركة في العملية التعليمية ، كما انه تحسين الواقع الميداني ( حسين ، عوض الله ، 2006، 17 ).
ويجمع التربويون على أن عملية الإشراف التربوي ، هي خدمة فنية متخصصة يقدمها المشرف التربوي المختص إلى المعلمين الذين يعملون معه ، بقصد تحسين عملية التعلم والتعليم ، وتعمل الخدمة الإشرافية على تمكين المعلم من المعرفة العلمية المطلوبة والمهارات الأدائية اللازمة ، على أن تقدم بطريقة إنسانية تكسب ثقة المعلمين وتزيد من تقبلهم وتحسن من اتجاهاتهم ( عطوي ، 2001، 231) .
وتأسيسا على ما سبق ، وبالنظر إلى أن الإشراف التربوي عملية متكاملة منظمة ، فإنه يمكن تعريف الإشراف التربوي ، بأنه جميع النشاطات التربوية المنظمة التعاونية المستمرة ، التي يقوم بها المشرفون التربويون ومديرو المدارس والأقران والمعلمون أنفسهم ، بغية تحسين مهارات المعلمين التعليمية وتطويرها ، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية التعلمية ( السعود ، 2002، 69 ).
مميزات عملية الإشراف التربوي
يمكن توضيح أهم مميزات عملية الإشراف التربوي في النقاط التالية:
1. عملية استشارية ، تقوم على احترام رأي كل من المعلم والطالب ، وتهدف إلى تهيئة فرص تعليمية متكاملة ، وتشجع على الابتكار والإبداع من ناحية ، والمشاركة في صنع واتخاذ القرارات من ناحية أخرى.
1. عملية منظمة تعتمد على التخطيط أساسا لها .
3. عملية قيادية ، تتمثل في القدرة على التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التعليمية ، لتنسيق جهودهم من أجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها ( حسين ، عوض الله ، 2006، 16 ).
1. عملية تعاونية ، حيث يتعاون كل من المشرف ومدير المدرسة والمعلم لإنجاح العملية التربوية والتعليمية.
2. عملية مستمرة ، بمعنى أنها تتم على مدى العام الدراسي.
6. عملية إنسانية ، فهي تهدف قبل كل شيء إلى الاعتراف بقيمة الفرد ، بصفته إنسانا ، لكي يتمكن من بناء صرح الثقة المتبادلة بينه وبين المعلم ( حسين ، عوض الله ، 2006 ، 16 ).
1. عملية شاملة ، فهي تهتم بجميع العوامل المؤثرة في سير العملية التربوية.
2. عملية تتألف من مجموعة كبيرة من النشاطات التربوية ، كالتدريب والتخطيط والتقويم والتنسيق.
9. عملية الإشراف التربوي ، ليست هدفا في حد ذاته ، بل هي وسيلة لتوجيه المعلمين وإرشادهم وتزويدهم بكل جديد في مجال عملهم مما يكفل لهم تحسين مهاراتهم التعليمية وتطويرها داخل حجرة الصف وخارجها ( السعود ، 2002 ، 71 ) .
مقومات المشرف التربوي
لا بد أن تتوفر لدى المشرف التربوي صفات خاصة ، تؤهله لأن يقوم بواجباته الموكلة إليه على أتم وجه ، وهذه الصفات الخاصة ، تتعلق أولا بشخصيته وباستعداده العلمي والمهني وقدراته وطريقة تعامله مع الجماعة وكفايته للقيام بعمله القيادي ، كما يجب أن يتصف المشرف التربوي بالشجاعة والصبر وقوة الإرادة والمثابرة على العمل والتصميم على بلوغ الأهداف والغايات وتكرار المحاولة ( الإفندي ، 1976، 28 ).
فالمشرف التربوي لا بد أن يكون قادرا على العمل المستمر والهادف إلى رفع سوية المعلمين ورفد العملية التربوية بأفكار جديدة وخلاقة من أجل الرقي بمستوى الطلاب لتحقيق السياسة التربوية للدولة على أكمل وجه .
كذلك فإن المشرف التربوي الحديث والذي يتمتع برصيد وافر من الثقافة العلمية والفكرية الواسعة ، لا بد أن يتحلى بالأساليب الديموقراطية للحوار مع المعلمين والإدارات التربوية وان يكون مخلصا وصادقا مع نفسه ومع الآخرين ، وميالا للمودة ، كما ينبغي أن يتمتع بشخصية ديناميكية قوية وجذابة تستأثر بقلوب وعقول من يتعاملون معه ، وفي نفس الوقت عليه أن يتحلى ببعد النظر والقدرة على الابتكار والإبداع وتذليل العقبات التي قد تعترض سير العملية التربوية والتعليمية .
ويمكن تلخيص مقومات المشرف التربوي في النقاط التالية:
1. الخبرة الواسعة : والتي تعني الإلمام الجيد بمهام وظيفته وبالبعد المعرفي للمادة الدراسية التي تخصص بها ، ويندرج تحت ذلك :
أـ المعرفة الوافية في حقل التخصص .
ب ـ مهارات تخطيط الدروس .
ج ـ القدرة علي عرض الدروس النموذجية .
د ـ تحليل معوقات الدروس .
هـ ـ الإلمام بأساسيات القياس والتقويم وإعداد الاختبار الجيد وتحليل نتائجه .
و ـ معاونة المعلمين في عملية التقويم الذاتي .
ز ـ معرفة حاجات المعلمين والبرامج المناسبة لتطويرهم وتدريبهم .
1. التعاون والحوار المستمر ، ويؤدي ذلك إلى تنمية المهارات الاجتماعية بين المعلمين والمشاركة في اتخاذ وصنع القرار.
2. الابتكار والتجديد ، ويكون ذلك باكتشاف طرق التعليم الأكثر نجاحا وقدرة على تطوير عملية التعليم .
3. إتقان مهارات التواصل ، سواء كان شفهيا أو كتابيا أو باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة والحاسوب وغيرها .
5. القدرة على التخطيط الجيد ، ويعني ذلك امتلاكه للمهارات اللازمة لتوجيه عمله جيدا من خلال الخطط التي يقوم بوضعها ، سواء كانت خطط يومية أو أسبوعية أو فصلية أو سنوية .
6. المؤهلات الشخصية ، وهي تلعب دورا هاما في إنجاح عمل المشرف التربوي ، كالصدق والأمانة والصبر والمثابرة واللباقة والتواضع والجد في العمل ، كما يدعم ذلك تحصيله الدراسي العالي والدورات المتخصصة التي خضع لها في مجال الإشراف التربوي الحديث.
مهام المشرف التربوي
يطلع المشرف التربوي بالكثير من الأعمال الهامة والمحورية في العملية التربوية ، ويمكن حصرها في ثلاثة مجالات رئيسة هي :
أ- المجال الفني.
ويهتم هذا المجال بتحسين أداء المعلمين ورفع كفايتهم الإنتاجية من خلال اتباعه لأساليب إشرافية متعددة ( عطوي ، 2001 ، 235) .
ومن أهم الأعمال الفنية التي يطلع بها المشرف التربوي :
1ـ إعداد خطة إشرافية شاملة علي شكل مراحل .
2ـ الإطلاع على التعليمات واللوائح ذات العلاقة بالعمل التربوي والتعليمي .
3ـ دراسة التقارير الإشرافية السابقة دراسة تحليلية .
4ـ دراسة التوصيات السابقة للمشرفين .
5ـ مقابلة المعلمين الجدد والوقوف لجانبهم .
6- إجراء البحوث والتجارب التربوية .
7- إعداد تقرير نهائي واضح عن واقع العمل .
ب- مجال الإشراف الإداري في المدارس.
حيث يقوم المشرف التربوي في هذا المجال بالأعمال التالية :
1. متابعة تدريس المبحث الذي يشرف عليها حسب التعليمات والإرشادات.
2. دراسة النتائج الفصلية والسنوية وتقديم التوصيات اللازمة لتحسين أداء الطلاب.
3. توزيع مفردات المواد على أسابيع الفصل الدراسي.
4. مراعاة القدرة الاستيعابية للفصول .
5. متابعة ما يطرأ في المدارس من مظاهر غير عادية ومعالجتها .
6. متابعة جداول توزيع وترتيب الدروس.
7. المشاركة في تدقيق جداول العلامات الفصلية والسنوية ونتائج الإكمال حسب التعليمات.
8. التأكد من انتظام المعلمين والطلبة في المدارس
9. متابعة أعمال صيانة ونظافة المدرسة ومرافقها المختلفة.
10. متابعة توفير الكتب والأدلة المدرسية للطلاب والمعلمين.
11. متابعة النشاطات المدرسية والمساهمة في التخطيط لها .
ج- مجال العمل المكتبي.
1. تقديم خطة سنوية وفصلية حول ما ينوي القيام به أثناء العام الدراسي معزز بالتواريخ الدقيقة.
2. كتابة التقارير حول نتائج زياراته للمدارس وللمعلمين.
3. المساهمة في كتابة الردود والمراسلات بين مديريته والوزارة والمدارس.
4. إعداد إحصائيات تبين مدى توفر التجهيزات في المدارس التابعة له.
5. المساهمة في إعداد خطة تشكيلات المدرسة .
6. إعداد النشرات والبحوث .
7. وضع خطط تدريب للمعلمين.
معوقات الإشراف التربوي
يواجه الإشراف التربوي ، شأنه شان بقية عناصر النظام التربوي الأخرى ، بعض المشاكل والمعوقات ، التي تقف حائلا دون تحقيق المشرف التربوي لأهدافه التي يتطلع إلى إنجازها على أرض الواقع.
وفي دراسة هامة قام بها الباحث راتب السعود في عام 1994 ، تناولت بشكل مباشر معوقات العمل الإشرافي في الأردن ، وقد خلصت هذه الدراسة إلى أن أهم المعوقات يمكن أن تندرج تحت مجالات رئيسة خمسة ، وهي ( مرتبة حسب الأولوية ) :
1. المعوقات الاقتصادية / المالية .
2. المعوقات الإدارية / المؤسسية.
3. المعوقات التربوية / المهنية / الفنية.
4. المعوقات الاجتماعية / البيئية .
5. المعوقات الشخصية / الذاتية . ( السعود ، 2002 ، 146 )
أولا : المعوقات الاقتصادية / المالية
وهي تشمل :
1. قلة توفر الوسائل التعليمية اللازمة لعمليتي التعلم والتعليم .
2. قلة وجود حوافز مادية للمشرفين وللمعلمين ، وقلة الراتب الشهري.
3. قلة توافر المكتبات والكتب والمراجع في المدارس والمتخصصة في زيادة التحصيل المسلكي لدى المعلمين .
4. عدم توفر الأموال اللازمة لشراء بعض الأجهزة والتقنيات الحديثة لتنفيذ بعض الفعاليات الإشرافية.
5. عدم وجود أجهزة حاسوب وعدم توفر خدمات الإنترنت لدى الكثير من المشرفين التربويين.
ثانيا : المعوقات الادارية او المؤسسية
1- كثرة الأعباء الإدارية على المشرف التربوي وعلى المعلم:
العملية التربوية عملية معقدة ومتشابكة ومتعددة الجوانب تحتاج إلى وقت وجهد وإخلاص ، ومع هذا يكلف المشرف التربوي بزيارة عدد كبير من المدرسين يفوق النصاب المقرر وأحيانا يصل إلى الضعف ، ومع هذا تسند إليه أعمال إدارية تحد من نشاطه الميداني وربما قطع خطته من أجلها مما يؤثر على عطائه ونشاطه في إعداد النشرات والندوات والبرامج التدريبية والمتابعة الفعلية لمهامه الأساسية ، كذلك المعلم يشكو من تزاحم الأعمال الموكلة إليه وتراكمها مما لا يوفر له الوقت للاطلاع على توصيات المشرف والتخطيط لتنفيذها والاستفادة منها.
2- قلة الدورات التدريبية للمشرفين التربويين والمعلمين:
التدريب أثناء الخدمة ضروري للمشرف التربوي وللمعلم لأن المواقف التي يواجهها كل منهما متغيرة ومتحركة فهما يعملان للإنسان ، ودون التدريب تتناقص المعلومات وتندثر وربما يسير المعلم على أسلوب واحد في تدريس طلابه فيطبعهم بطابع واحد وكذلك الحال للمشرف التربوي.
3- ضعف قدرة مديري المدارس على ممارسة الإشراف التربوي:
الإدارة المدرسية قيادة تربوية تنفيذية وإشرافية وعليها من المسئوليات ما يجعلها تحتاج إلى كفايات تربوية متميزة ، إلا أن بعض هذه الإدارات تشكو من ضعف إما في الشخصية وإما في القدرة على الإشراف والمتابعة والتقويم وإما في القدرة العلمية والتربوية وقد تكون إدارة متزمتة أو مهملة وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على كل عناصر العملية التربوية في المدرسة.
4- ضعف الوعي بمسئولية العمل لدى بعض المشرفين التربويين والمديرين والمعلمين.
5- غياب معايير اختيار المعلمين الأكفاء.
6- تدريس المعلمين لمواد غير تخصصهم.
7- عدم توافر الأماكن اللازمة لعقد الاجتماعات والبرامج.
8- عدم تزويد المدارس بالوسائل المساعدة للإشراف التربوي.
9- قصور التعاون بين المشرف التربوي ومدير المدرسة.
10- تذمر بعض المديرين من التحاق المعلمين بدورات في أثناء العمل الرسمي.
11- دمج الإشراف التربوي والإداري.
12- عدم كفاية الوسائل اللازمة لرصد نشاطات الزيارات الصفية.
ثالثا : المعوقات التربوية / المهنية / الفنية
وتشمل مجموعة المعوقات التي ترتبط بالمعلم وبالمشرف ومنها:
1. عدم تنفيذ بعض المعلمين لتوجيهات المشرف التربوي.
2. ضعف كفايات المعلم في المجالات الأكاديمية أو المسلكية.
3. ضعف كفاية بعض المشرفين التربويين.
4. مقاومة الكثير من المعلمين للتغير والتجديد .
5. ضعف انتماء المعلم إلى المهنة ، ونظرتهم السلبية لمهنة التعليم .
6. اكتظاظ الطلاب في الصفوف الدراسية .
7. عدم مشاركة المعلمين في التخطيط التربوي لعمليتي التعلم و التعليم .
8. عدم توفر مكتبة إشرافية متخصصة .
9. ضعف النمو المهني للمعلم حيث يوجد بين صفوف المعلمين نوعيات يحتاجون إلى صبر وقيادة تربوية متأنية وحازمة ومن هؤلاء:
أ- المعلم الكسول وهو الذي يعزف عن العمل رغبة في الراحة وإيثارا لها على العمل.
ب- المعلم المتجمد الذي يقف عند حد معين لا يتجاوزه لاعتقاده أنه بلغ القمة.
ج- المعلم الرافض وهو الذي يرفض وجه نظر الآخرين فلا يستفيد منهم.
د- المعلم المستبد أي الذي لا يرعى إلا نفسه فلا يستشير ولا يقبل المشورة.
هـ – المعلم المتبرم من التدريس إلى درجة التزمت وهو الذي لم يجد وظيفة إلا التدريس.
و- المعلم المتهاون واللامبالاة بمهنة التدريس وينتشر ذلك بين صفوف المدرسين.
ز- المعلم الذي يمارس أعمالاً أخرى غير التدريس.
1. صعوبة المناهج
2. عدم دقة أساليب التقويم التربوي الممارس.
3. عدم قناعة المعلم بتوجيهات المشرف.
4. عدم تنويع أساليب الإشراف التربوي.
رابعا : المعوقات الاجتماعية او البيئية
ويقصد بها مجموعة المعوقات التي تنشأ عن النظام الاجتماعي السائد في المجتمع ، كظروف العمل غير المريحة للمشرف ، والعلاقات العائلية غير المستقرة ، ووجود خلافات عشائرية بين المشرف التربوي والمعلم ، وقلة الحوافز التي تقدم للمشرف ، واختلاف جنس المشرف والمعلم أو المعلمة حيث قد يواجه المشرف الذكر صعوبة في التواصل مع المعلمات لأسباب دينية أو اجتماعية ، وكذلك الأمر بالنسبة للمشرفة التي تتعامل مع المعلمين الذكور ( السعود ، 2002 ، 147 ).
خامسا : المعوقات الشخصية او الذاتية
ويشمل ذلك المعوقات التي ترتبط بشخصية المشرف التربوي ، والذي يفترض أن يكون قياديا وواسع الإطلاع ، وذي شخصية متميزة.
ومرد ذلك ، ضعف كفايات المشرف التربوي في المجالات الأكاديمية والمسلكية ، وعدم متابعته للمستجدات في مجال تخصصه ، وعدم قدرته على تصميم البرامج التدريبية وتنفيذها ، أيضا عدم قدرته على القيام بواجباته لأسباب صحية ونفسية ، وقلة ثقته بنفسه ، واضطراب مشاعره وعدم استقراره العاطفي.
أيضا يمكن أن تكون العلاقة الضعيفة بين كل من المشرفين والمديرين والمعلمين لها اثر سلبي على سير العملية الإشرافية ، بالإضافة إلى أن وجود مشاكل شخصية وعداوات قديمة بين المشرفين والمعلمين ، قد ينجم عنها عرقلة العلمية الإشرافية برمتها.
دراسة أدولف أنرو و هارولد تيرنو حول المعوقات الإشرافية
لقد أشارت دراسة قام بها كل من الباحثين أدولف أنرو و هارولد تيرنو Unruh and Turner في عام 1970 ، إلى وجود ثماني مشكلات رئيسية هامة في ميدان الإشراف التربوي وهي :
1. غياب الهوية المهنية Professional Identity وتعني عدم الاعتراف بالإشراف التربوي كمهنة مثل غيرها من المهن ، وأيضا عدم وجود وصف محدد ودقيق لمهام المشرف التربوي .
2. غياب الإطار المرجعي Frame Of Reference بسبب غياب الهوية المهنية وعدم تحديد مهام المشرف بدقة ووضوح .
3. صعوبات التسلسل الهرمي Hierarchy Difficulties حيث قد يصنف المشرف التربوي من الإداريين وأحيانا يصنف من ضمن القائمين بالأعمال الفنية كونه يستهدف ويتعامل بشكل مباشر مع المعلمين .
4. التعارض مع دور مدير المدرسة Confrontation With Principal قد يحدث تعارض بين سير عمل المشرف التربوي ومدير المدرسة في موضوع تقييم المعلمين ومنح الجدارة والعلاوات الاستثنائية .
5. غياب نظام الحوافز Reward System في كثير من الأحيان تفتقر التشريعات والقوانين إلى نظام دقيق ومحدد للحوافز الخاصة بالمشرفين التربويين ، كذلك قد يتم التغاضي عن إنجازات المشرفين التربويين وعدم تقديم حوافز معنوية لهم .
6. المواجهة مع المعلمين Confrontation With Teachers كثيرا ما يواجه المشرف التربوي نوعيات خاصة من المعلمين غير المتعاونين أو العداونين أو اللامبالين وبالتالي يحدث بينه وبينهم خلافات وقد يصل الأمر إلى العراك والتجريح .
7. ارتفاع حجم الصف Large Class Size عندما يتجاوز عدد الطلاب في الصف 35 طالب كمعدل وسطي ، فان ذلك يقلل بشكل كبير من حجم التفاعل بين الطلاب في الصف الواحد وبالتالي يتعثر العمل الإشرافي .
8. علو توقعات المجتمع Hugh Community Expectations نظرا للتحديات العلمية والتكنولوجية والثورة في مجال الاتصالات فان المجتمع برمته يتوقع من المشرفين التربويين إحداث نقلة نوعية التعليم ، وهذا ما يحمل المشرف التربوي مسئوليات جسيمة ( السعود ، 2002 ، 142 ) .
معوقات محددة تخص كل فئة وتعرقل سير عملية الإشراف التربوي
في دراسة تفصيلية نشرها الدكتور راتب السعود في كتابه الإشراف التربوي اتجاهات حديثة وتناولت المشكلات والصعوبات التي تواجه الإشراف التربوي على الصعيد العربي ، توصل فيه إلى نتائج شبه متطابقة ، ويمكن تقسيمها بدقة إلى أربعة مجالات رئيسة هي :
1. مشكلات ذات صلة بالمشرف التربوي.
2. مشكلات ذات صلة بالمعلم.
3. مشكلات ذات صلة بمدير المدرسة.
4. مشكلات ذات صلة بمديرية التربية والتعليم أوبالوزارة.
وفيما يلي عرض لأهم هذه المشكلات الإشرافية التي تواجه كل فئة في قطاع التربية والتعليم .
المشكلات الإشرافية ذات الصلة بالمشرف التربوي
1. عدم معرفة وإدراك بعض المشرفين لأهداف الإشراف التربوي.
2. افتقار بعض المشرفين للمؤهلات العلمية والمسلكية اللازمة .
3. اقتصار بعض المشرفين عملية الإشراف على الزيارات الصفية المفاجئة.
4. إهمال بعض المشرفين للتعليم المستمر وعدم حرصهم على نموهم المهني.
5. سوء علاقة بعض المشرفين مع بعض المعلمين.
6. عدم ثقة بعض المشرفين بالمعلمين.
7. افتقار بعض المشرفين للموضوعية والنزاهة.
8. تمتع بعض المشرفين بالنعرات العشائرية والطائفية.
9. شعور بعض المشرفين بالتعالي وافتقارهم للديموقراطية السليمة.
10. استغلال بعض المشرفين لمراكزهم بشكل سيء .
11. تنسيب بعض المشرفين أنفسهم لإعطاء دورات خاصة وهم يفتقدون إلى الكفاءة اللازمة ، ويكون الهدف من ذلك تحقيق مكاسب مادية فقط.
12. وصول بعض المشرفين إلى مراكزهم عن طريق المعارف والمحسوبيات .
المشكلات الإشرافية ذات الصلة بالمعلم
1. انعدام الكفاءة المهنية لدى بعض المعلمين.
2. ضعف التحصيل الدراسي والمسلكي لدى بعض المعلمين.
3. عدم وجود دافعية لدى بعض المعلمين للتدريس نابع عن كراهية مهنة التدريس.
4. إهمال بعض المعلمين في تنفيذ توجيهات المشرف التربوي.
5. عدم ثقة بعض المعلمين بالمشرفين التربويين والنظر إليهم على انهم سيوف مسلطة على أعناقهم.
6. وجود درجة عالية من الإحباط لدى بعض المعلمين بسبب العوامل المادية والاجتماعية.
7. كراهية بعض المعلمين لمهنة التعليم بسبب التصرفات غير الأخلاقية لبعض أولياء أمور الطلبة.
8. إحباط بعض المعلمين من الطلاب بسبب إهمالهم وافتقارهم للتربية المنزلية السليمة.
9. تمتع كثير من المعلمين بكفاءة علمية وثقافية ومسلكية تفوق كفاءة المشرف التربوي.
10. كثرة اشتراك بعض المعلمين في نشاطات خارج المدرسة والتي ليس لها علاقة بالتدريس بل هي مضيعة للوقت والجهد.
المشكلات الإشرافية ذات الصلة بمدير المدرسة
1. ميل بعض مدراء المدارس إلي التشكيك المستمر في عطاء معلميهم.
2. افتقار مدراء بعض المدارس للمتابعة الفنية لمعلميهم.
3. عدم تعاون مدير المدرسة مع المشرف التربوي.
4. تدخل بعض المشرفين في عمل مدير المدرسة بطريقة فجة.
5. تذمر مدراء بعض المدارس من اشتراك معلميهم في دورات متخصصة خلال أيام التدريس.
المشكلات الإشرافية ذات الصلة بمديرية التربية والتعليم أو بوزارة التربية والتعليم
1. تعيين بعض المشرفين بناءا على المحسوبية والواسطة والمعارف دون الالتفات إلى الكفاءة.
2. كثرة الأعباء الوظيفية الملقاة على كاهل المشرف التربوي ومطالبته دائما بتنفيذها في الوقت المحدد.
3. افتقار بعض المشرفين للدورات الإشرافية المتخصصة التي تعقدها الوزارة أو المديرية.
1. قلة عدد المشرفين التربويين بالنسبة لعدد المعلمين.
2. عدم وجود مشرف متخصص مسئول لكل مرحلة تعليمية.
3. قلة الأجهزة التعليمية والوسائل وأجهزة الحاسوب التي يزود بها المشرف التربوي.
4. عدم حث المشرفين التربويين على مواكبة التقنية الحديثة والتقصير في تزويدهم بخدمة الانترنت .
5. قلة المواصلات من أماكن عمل المشرفين إلى المدارس التي يرغبون في زيارتها .
6. عدم وجود تنسيق بين المشرف ومديريته والمدرسة والمعلم .
7. عدم وجود متابعة من قبل مديريات التربية ووزارة التربية والتعليم لعمل بعض المشرفين التربويين والتحقق من ساعات دوامهم والتزامهم بتنفيذ الخطط التي تم إعدادها سابقا.
8. عدم اهتمام بعض المسئولين بتقرير المشرف التربوي.
التوصيات
1. تخفيف الأعباء الموكلة إلى المشرف التربوي وتفريغه لعمل الإشراف.
2. تخفيف الأعباء الموكلة إلى المعلمين بإيجاد مراقبين وكتبه ومدخلي بيانات في المدارس والنظر في نصاب المعلم.
3. تنمية قدرات المشرف التربوي ، وتطوير الكفايات التربوية والتعليمية للمشرف التربوي ، من خلال عقد دورات التدريب بشكل مستمر ، وإقامة ورش العمل المتخصصة ، والتشجيع على التعاون في مجال الإشراف مع الدول العربية المحيطة في إطار ما يعرف بالتبادل الثقافي.
4. إيجاد معايير علمية محددة لاختيار المشرف التربوي ومدير المدرسة والمعلم.
5. إقامة برامج تدريبية طويلة وقصيرة المدى لتوعيتهم بمهام عملهم وأساليب تنفيذها ثم المتابعة بتأني وتدريبهم من خلال المواقف التي تقابلهم.
6. التشجيع على إعداد البحوث التربوية للمشكلات الميدانية ووضع حوافز مادية ومعنوية لذلك.
7. الإسراع في تطوير المباني المدرسية وتجهيزها لخلق بيئة مدرسية فاعله.
8. الحد من اكتظاظ الصفوف الدراسية بالطلاب والطالبات حتى يستطيع المعلم تحقيق أهداف عملية التعلم والتعليم.
9. ضرورة اهتمام أصحاب القرار بتوصيات المشرف التربوي.
10. ضرورة التركيز على تحقيق أهداف التعليم وأهداف المشرفين والمعلمين على حد سواء لخلق روح الانتماء لمؤسساتهم التعليمية وضرورة أن يكون هناك جهاز تناط به هذه المهمة لسد فجوة الانتماء المهني.
11. تزويد المشرفين بالتقنيات العلمية والتكنولوجية اللازمة لتسهيل العمل الإشرافي .
12. توثيق علاقة المشرف التربوي مع المدارس التي يشرف عليها .
13. رصد الأموال اللازمة لتطوير مهنة الإشراف.
14. إعداد وصف وظيفي دقيق لمهام وواجبات المشرف التربوي والتعميم على كافة الأطراف المعنية بضرورة التقييد بها .
15. ضرورة أخذ رأي المشرفين التربويين المتخصصين عند تغير المناهج المدرسية ، ومعرفة رأيهم وتصوراتهم في التغيرات والتحسينات التي يمكن أن تتم على مناهجنا.
16. إشراك المشرفين التربويين في وضع أسئلة الثانوية العامة ، وكافة الأسئلة الوطنية .
17. أخذ رأي المشرفين التربويين في كافة القضايا التربوية وخصوصا تلك التي لها علاقة بالمعلمين والطلاب.