الإشراف التربوي التطوري
يعد الإشراف التربوي التطوري أحد الاتجاهات الحديثة في مجال الإشراف التربوي. وهو يهتم بالفروق الفردية لدى المعلمين. و يعود ظهوره إلى الدكتور (كارل جلكمان).1981م
اسس الإشراف التربوي التطوري
بنى جلكمان نظريته على الأسس التالية:
يختلف المعلمون في مستوى تفكيرهم التجريدي ومستوى دافعيتهم للعمل، لأنهم أصلاً متباينون في خلفياتهم وخبراتهم الشخصية والعملية.
يختلف المعلمون في مستوى قدراتهم العقلية، فعليه فهم بحاجة إلى أساليب إشرافية مختلفة.
ضرورة السعي المتواصل لزيادة قدرات كل معلم ليحقق أعلى مراحل التفكير والدافعية نحو العمل.
التفكير التجريدي
هو القدرة على التنظير حول احتمالات ومواقف مبنية على فرضيات مجردة لبلوغ استنتاجات صحيحة مع قلة الاعتماد على الأشياء الحسية.
مستويات التفكير التجريدي:
تفكير تجريدي منخفض.
تفكير تجريدي متوسط.
تفكير تجريدي مرتفع.
الأساليب الإشرافية التي اتبعها جولكمان لتطوير قدرات المعلمين وإمكاناتهم:
أولاً: الأسلوب الإشرافي المباشر:
هو أسلوب يؤكد على وضع الأسس التي ينبغي أن يسير عليها العاملين في الميدان التربوي لبلوغ أهدافهم، وتحسين أدائهم، بما يعود على أبنائنا الطلاب بالمنفعة.
وهو أن يعطي المشرف التربوي توجيهات مباشرة للمعلم .
يستخدم هذا الأسلوب مع العاملين في الميدان التربوي الذين يتصفون بالتفكير التجريدي المنخفض.
ثانياً: الأسلوب الإشرافي التشاركي:
هو أسلوب يؤكد على أن عملية التدريس هي حل للمشكلات، وعليه يشترك المشرف التربوي والمعلم بوضع خطة عمل تشتمل على ( أهداف، وإجراءات تنفيذ، وتقويم، ومتابعة ) في سبيل تحسين عمليتي التعليم والتعلم.
يستخدم هذا الأسلوب مع العاملين في الميدان التربوي الذين يتصفون بالتفكير التجريدي المتوسط.
ثالثاً: الأسلوب الإشرافي غير المباشر:
هو أسلوب يؤكد على أن عملية التعلم تعتمد في الأصل على خبرات ذاتية، عليه فالمعلم يجب أن يتوصل إلى حلول نابعة من ذاته، بغرض تحسين مستوى طلابه.
يستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين في الميدان التربوي الذين يتصفون بالتفكير التجريدي العالي.
http://al3loom.com/wp-content/upload...utionary-2.jpgلتطبيق الإشراف التربوي التطوري يجب مراعاة الآتي:
ينبغي إشراك المشرفين التربويين المتحمسين فقط لفكرة الإشراف التربوي التطوري .
ينبغي أن يخضع جميع المشرفين التربويين للتدريب.
ينبغي أن يخضع المشرفين التربويين ذوو التفكير المتوسط والمنخفض إلى تدريب مكثف.
خطوات عملية في ممارسة الإشراف التربوي التطوري
والمتابعة بجدية الإصغاء بفاعلية Listening
الصمت عندما يتحدث أحد العاملين في الميدان التربوي.
الإيضاح استيضاح Clarifying
يطرح المشرف أسئلة توضيحية بغرض معرفة المشكلة بوضوح
التشجيع Encouraging
يهيئ المشرف الجو الاجتماعي بغرض تشجيع العاملين في الميدان التربوي للتحدث أكثر حول قضايا لها علاقة بالمشكلة.
العرض أو التقديم Presenting
يعرض المشرف ملاحظاته وأفكاره الخاصة به حول الصعوبات والعقبات للمشكلة.
حل المشكلة Problem Solving
يبدأ المشرف التربوي في المناقشة مع العاملين في الميدان التربوي بعرض عبارات تهدف للوصول إلى حلول للمشكلة.
المناقشة Negotiating
يحاول المشرف أن يحيط بالقضية من خلال طرح أسئلة على المعلم، كأن يقول: ماذا ستفعل في هذا الموقف؟ وماذا يجب أن أعمل؟ وماذا يجب أن تفعل أنت لتحسين هذا الموقف.
النموذج القدوة أو المثال Demonstrating
يقوم المشرف ( أو أحد المعلمين من هو أكثر فاعلية وأكثر تحفيزاً للطلاب ) بأداء العمل ليرى المعلم – الذي يواجه مشكلة – كيف يعمل في مثل هذه الظروف.
إصدار التوجيهات Directing
يقوم المشرف التربوي بتوجيه المعلم لما يجب أن بقوم به بالتفصيل.
التحفيز وتعزيز الموقف Reinforcing
عندما يطلب المشرف التربوي من المعلم إنجاز عمل ما، ويقوم بإنجازه، يتم تعزيز هذا الموقف بتحفيزه بأن يُشار إلى هذا التقدم في تقويمه في المرة القادمة.
اختبار لقياس استخدام المشرف التربوي لأساليب الإشراف التربوي التطوري
صمم كارل جلكمان وتمشيرو اختبارا عام 1981م يتكون من قسمين رئيسين :
القسم الأول: عبارة عن ثلاثة أسئلة، يقدر المشرف مستواه ذاتياً، بوضع نسبة مئوية لاستخدام الأساليب الإشرافية سالفة الذكر على أن يكون مجموع النسبة المئوية للأساليب 100%
القسم الثاني: يتكون من (15) مجموعة كل مجموعة تحتوي على فقرتين (ا،ب) فقط يختار المشرف التربوي إحدى الفقرتين وهذه الأسئلة موجودة في كتاب الدكتور البابطين من صفحة 129 إلى صفحة 131.
كيف تتعرف على التفكير التجريدي لدى المعلمين؟
بالقراءة والاطلاع على الدراسات والأبحاث وكتابات الإعلام في هذا الحقل.
ملاحظة المعلم ملاحظة مباشرة أثناء أدائه لمهامه التدريسية داخل حجرة الصف.
يفترض أن يكون أسلوب المشرف التربوي – لفترة زمنية محدودة – أسلوب تشاركي، وبعد التعرف على مستويات التفكير لدى المعلمين الذين يشرف عليهم يختار الأسلوب الإشرافي المناسب.
يمكن للمشرف اختيار أحد الاختبارات لقياس مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين، ونأخذ على سبيل المثال قياس الاستدلالات المنطقية حسب نظرية بياجيه الذي قام بترجمته الدكتور عبدالله المقوشي
مميزات الإشراف التربوي التطوري
بهتم بمراعاة الفروق الفردية لدى العاملين في اميدان التربوي من خلال استخدام أساليب إشرافية متنوعة.
يؤكد الإشراف التربوي التطوري على دوره في تطوير وتنمية طاقات العاملين في الميدان التربوي وقدراتهم، ويقلل من دور التقييم وإصدار الأحكام في الممارسات الإشرافية.
يتم اختيار الأسلوب الإشرافي بناءً على احتياجات العاملين في الميدان التربوي الشخصية والمهنية الفعلية.
ينحو الإشراف التربوي التطوري نحواً علمياً، باستخدام مراحل واضحة ومرتبة منطقياً تسهم في إلغاء الأحكام الذاتية للمشرف التربوي
يشيع الإشراف التربوي التطوري مناخاً مؤسسياً سليماً وصحيحاً، نتيجة لتأكيده على تطوير قدرات العامل في الميدان التربوي وإمكاناته، وتجنب تصيد أخطائه وقدراته.
6. يوفر الإشراف التربوي التطوري اختبارات علمية لتشخيص قدرات العامل في الميدان التربوي وسبل تطويرها بما يعكس إيجاباً على العملية التعليمية التعلمية.
المآخذ على الإشراف التربوي التطوري
اختيار المشرف التربوي التطوري للأسلوب الإشرافي المناسب للعامل في الميدان التربوي يؤثر سلباً على علاقة الزمالة والتعاون بينه وبين المشرف التربوي، فينظر لها على أنها علاقة رئيس ومرؤوس.
يرى البعض أن تحديد الأسلوب الإشرافي بناءً على مستوى التفكير -فقط – غير كافٍ، فيرون إضافة متغير الدافعية للعمل.
تطبيق هذا الأسلوب يتطلب تقليل نصاب المشرف التربوي من العاملين في الميدان التربوي، مما يترتب عليه زيادة كبيرة في أعداد المشرفين التربويين. مما يشكل أعباءً مالية على ميزانية التعليم.
يتطلب تطبيقه ميدانياً عدداً كبيراً من الذين يتسمون بتفكير تجريدي عالي، وقد يصعب توفير مثل هذا العدد.
يتطلب لتطبيق هذا الأسلوب تهيئة الميدان، وتدريباً مكثفاً لجميع المشرفين التربويين، مما يترتب عليه صعوبات إدارية وفنية ومالية.