(مخرجات الاعلام والتعليم ) يتفق الإعلام والتعليم في أن كلا منهما يهدف إلى تغيير سلوك الفرد ، فبينما يهدف التعليم إلى تغيير سلوك التلاميذ إلى الأفضل نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك الجماهير ؛ فالتلميذ الذي ينطق كلمة جديدة لم يتعود عليها من قبل قد تعلم شيئا فسلك أنواعا من السلوك اللغوي غير سلوكه الأول الذي اعتاد عليه 0 كما أن التعليم والإعلام أصلا عملية تفاهم ، وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات ، إذ لا يمكن أن يعيش فرد معزولا دون أن يتفاهم مع من معه بشأن هذا العمل ويتعاطف معه فيه 0 والإعلام بأشكاله المتنوعة في إدارات الإعلام عملية تفاهم تقوم على تنظيم التفاعل بين الناس من خلال الحوار الهادف 0
ويتميز جمهور التعليم عن جمهور الإعلام بالتجانس ، فالتلاميذ في مختلف مراحل التعليم متجانسون من حيث التحصيل والخبرات السابقة والسن والزمن ، أما جمهور الإعلام فهم المواطنون كلهم في المجتمع أو جزء منه0 كما يتميز جمهور عملية التعليم عن جمهور عملية الإعلام في أن الأول مقيد في حين أن الثاني طليق ، فليس التلاميذ في أي مرحلة أحرارا في اختيار المادة التي يدرسونها ، أما جمهور الإعلام فحر طليق 0 ويتميز التعليم عن الإعلام بصفة المحاسبة على النتائج ، فالطالب مسئول عن نجاحه ، أما في حالة الإعلام فليس منا إلا نادرا من هو مسئول عن متابعة برنامج أو قراءة مجلة 0 ويتميز التعليم عن الإعلام أيضا من حيث الدافعية ؛ إذ أن الدافع إلى التعليم واضح للمتعلم وضوحا منطقيا في كثير من الأحيان وهو النجاح ، بينما نجد الدافع إلى الإعلام غير واضح الوضوح الفكري المنطقي الملازم للتعليم 0 كذلك يتميز التعليم عن الإعلام في وجود صلة مباشرة متبادلة بين المتعلم والمعلم وهو التفاعل المباشر ، بينما لا توجد في الإعلام باستثناء بعض الحالات كما في الاتصال المباشر 0
مجالات الإعلام التربوي وبرامجه :
تتنوع مجالات الإعلام التربوي وبرامجه ، ومن ذلك على سبيل المثال :
1- برامج التربية الوقائية : لمكافحة بعض السلوكيات والعادات والممارسات غير المرغوب فيها مثل:
التسرب ، الغياب ، المخدرات ، التدخين ، الغش في الامتحانات ، السلوك العدواني ، الانحرافات الأخلاقية .
2- برامج التربية البيئية : وتهدف إلى تحسين تفاعل الإنسان مع بيئته ، وبصفة خاصة التوعية في مجالات : ترشيد استخدام الماء ، ترشيد استخدام الطاقة ، مكافحة التلوث بأنواعه ، المحافظة على مكونات البيئة ، الحث على النظافة ، المحافظة على الممتلكات العامة .
3- برامج الإرشاد التربوي: لما تمثله من البرامج من تحسين للعملية التعليمية ورفع كفايتها وزيادة فعاليتها ، ونظراً لتشعب جوانب العملية التعليمية وصعوبة فصل عناصرها بعضها عن بعض فان برامج الإرشاد التربوي ينبغي أن تتنوع لتشمل المجالات التالية :
أ) الطالب : ترشيد سلوكه داخل المدرسة بدءاً بالحرص من على إيلافه الجو المدرسي وانتهاء بربطه بمدرسته ليظل متعلماً طوال الحياة ، وما يتبع ذلك من برامج تخاطب الطالب في مختلف المراحل الدراسية والمواقف الحياتية التي يمر بها.
ب) المعلم : بصفته عصب العملية التعليمية ، لرفع كفايته المهنية ، على أن تخصص له البرامج التي تسعى إلى تحسين أدائه وتوفير أحداث المعلومات التربوية والتخصصية له ، كما يجب العناية ببرامج التدريب على رأس العمل ، لزيادة ارتباطه بكل ما يستجد في مجال العلم والمعرفة والتربية .
ج) أولياء الأمور: لتعريفهم بدورهم البارز في العملية التعليمية والتربوية ، وحثهم على ممارسة هذا الدور المكمل لما تقوم به المدرسة ، و إشعارهم بمسئوليتهم التربوية تجاه أبنائهم قبل الدراسة وفي أثنائها .
د) البرامج التعليمية المتخصصة : التي تيسر تعلم المواد الدراسية المتنوعة بأسلوب تربوي إعلامي يتناسب مع طبيعة المادة ، وإمكانات المتعلم (الطالب) الذي توجه إليه هذه البرامج .
هـ) الإدارة المدرسية : لكونها جزءاً لا يتجزأ من الكيان التعليمي ، وذلك بتوفير البرامج المناسبة التي تجعل القائمين على أمر الإدارة المدرسية يستشعرون دائماً عظم المسئولية الملقاة على عواتقهم من أجل النهوض بالتعليم ، كما توفر لهم البرامج الإعلامية التدريبية التي تصقل خبراتهم وتنمي معارفهم وتوثق ارتباط عناصر العملية التعليمية بعضها بالبعض الآخر .
4-برامج التوعية العامة : ويقصد منها توعية المحيطين بالعملية التعليمية وذوي العلاقة بها بما يضمن مشاركتهم في توفير المناخ الملائم لتحقيق الأهداف التربوية التي تسع
أ) برامج التوعية الأسرية : لتعريف الأسرة بواجباتها نحو أبنائها ، وتيسير السبل أمامهم للإقبال على التعلم من غير عوائق أو صعوبات .
ب) برامج محو الأمية وتعليم الكبار : وتوجه بصفة خاصة إلى الأسرة بما يسهم في محو الأمية في المحيط الذي يعيش فيه الطلاب .
ج) برامج التوعية الموسمية المتعلقة بالمناسبات المختلفة و بخاصة موسم الحج ,و شهر رمضان المبارك واليوم الوطني و الإجازات … و ذلك لتوعية الجميع بما ينبغي أن يكون علية حال الطالب و أسرته في هذه المناسبات المهمة .
د) برامج للحث علي المشاركة الإيجابية في أسابيع المرور و النظافة و الشجرة والصحة ويوم الطفل واليوم العالمي لمحو الأمية , وغيرها من المناسبات التوعوية , ذات البعد التربوي التي تنمي في الطالب سلوكا إيجابيا نحو امته ووطنه .
5 – برامج الثقافة والتراث وتشمل :
أ) برامج لتعميق الثقافة الإسلامية في نفوس الناشئة ,والتعريف بأهم التوجيهات التربوية في الإسلام والكشف عن الحياة المشرقة للمفكرين المسلمين ,والتعريف بجودهم التربوية والعلمية .
ب) برامج لنشر التراث والتعريف به , والتصدي لمحاولات تشويه التراث والثقافة الإسلامية.
ج) برامج لصيانة فطرة الطفل المسلم وحمايته من التيارات الوافدة التي يتعرض لها .
د)برامج لتعريف الشباب بتاريخ أمتهم وحاضرها وبوطنهم وماله من مكانة متميزة ، وما يمكن أن يتسنمه في المستقبل من مكانه فائقة بين الأمم ، والتأكيد على دور الشباب المنتج الفعال في هذا الميدان الحيوي
هـ) برامج للتعريف بالتطورات التقنية المعاصرة، التي تقف بالشباب على كل جديد في مجال معارف العلوم ، وتنمي فيهم الرغبة في الاستزادة من معطيات الثقافة المعاصرة المتطورة .