هلموا ايها الموجهون نحو توجيه تربوي فعال:
التوجيه التربوي هو دينمو العملية التربوية والتعليمية فمتى ماكان التوجيه التربوي قائماً بعمله كما ينبغي فإن التعليم بالمدارس سيكون في تقدم مستمر , إنه العين الساهرة التي لاتغفل عن سلبيات الميدان التربوي ومعالجتها .
مر التوجيه التربوي في اليمن بمرحلتين من التفتيش إلى التوجيه التربوي بينما بعض الدول العربيه مر بثلاث مراحل التفتيش الى التوجيه الى الاشراف ؛ ولعل من المعروف أن تغيير المسمى ليس من قبيل الترف أو حب التغيير ؛ وإنما من قبيل تشخيص العمل وممارسته بما يتلاءم مع ذلك المسمى .
فالتفتيش التربوي يعني أن يدس المفتش أنفه وأصبعه ولسانه ليشم ويتذوق ويتحسس بل ويتجسس ويتكلم بعنف الرئيس الآمر ؛ ولعلنا لا نعدو كبد الحقيقة إذا قلنا أن المفتش حتى وإن كان مدنياً فإنه كان يتعامل كالضابط العسكري مع جنوده , فلا رحمة ولا تهذيب ولا لين .
أما " التوجيه التربوي " فقد ترك التفتيش وأساليبه القاسية ؛ وظل يسيطر على دقائق الأمور بكل تفاصيل العملية التعليمية والتربوية , وعليك أن تفهم معناه كما يمكنك أن تفهم أن قبطان السفينة أو كابتن الطائرة يوجه الطائرة أو السفينة في مسارها توجيهاً دقيقاً وفق الخرائط التي قد رسمت له مسبقاً لخط سير الرحلة ,
وكما أن الموجه التربوي يقود العملية التعليمية والتربوية بتحكم قوي كما يتحكم قائد السفينة بدفتها ؛ فإن الإشراف التربوي يعني شيئاً آخر ؛ وإذا أردت أن تعرف بدقة معنى الإشراف التربوي فعليك أن تتذكر كيف يمكن لصحفي مطل على جبل شاهق فيرى كيف تدور المعركة ثم يكتب رأيه في كيف يجب أن تدار دون أن يكون هو مكان قائد المعركة أو الجندي الذي يقاتل ؛ عليه فقط أن يبين نقاط القصور ونقاط القوة والتميز بالخطة التي تدار بها العملية التربوية والتعليمية مع إمكانية أن يضع نصائح من خلالها يساهم في معالجة أوجه الضعف والقصور والرقي بمستوى الآداء على أنه يجب أن يكون هو كمرسل والمعلم كمستقبل أن يبدلا لهجة الأوامر إلى مشاورة و مناصحة , وتقديم الخبرات له في كل مناحي العملية التعليمية وعليهما تقبل تلك النصائح و تطبيقها ليس من قبيل تنفيذ الأوامر ؛ وإنما من قبيل اكتساب الخبرات الجديدة والعمل على تطوير الآداء .
ومع ذلك فقد تغير المسمى في بعض الدول العربيه من التوجيه التربوي إلى الإشراف التربوي ؛ ولكن ظل العمل الممارس كما كان سابقاً هو التوجيه التربوي ,
فأصبح الموجه التربوي أخاً وصديقاً للمعلم ؛ فحين يأتي الموجه يستمع المعلم إلى توجيهاته بروح الأخ الأصغر الذي ينشد الاستفادة , على أن واقع الميدان لا يمكن أن يجعلنا أن ننظر إلى الأمر بمثل هذه الصورة الوردية , فبعض المعلمين إذا فقد مظلة الخوف من المحاسبة أساء العمل و أبدى لا مبالاة بالأداء , ولذالابدّان يوضح الموجه التربوي للمعلم نقاط الضعف بأدائه ثم يتابعة في زياراه اخرى ثم يترك المحاسبة في حال لم تنتج نصائحه وارشاداته للمعلم يتركها للإدارة المدرسية ويرفع التقرير لإدارة التوجيه والى مكتب التربيه بالمديريه ؛ غير أن الحقيقة أن كثير من مديري المدارس هينين لينين بعيدين عن المتابعة الجادة والمسئولة , واذا كان الامر هكذا فلماذا سمي مدير المدرسة موجهاّ تربوياً مقيماً .
[img]
[/img]