نحو إشراف تربوي متجدد
بقلم/ محمد الصلاحي
إطلالة على المشهد
في البداية لا بد من القول إن الواقع التربوي كما هو منظور بالعين المجردة واقع مرعب يتموضع في أسفل درجات الانحطاط المؤسسي في الدولة اليمنية ، فالتربية والتعليم كمؤسسة لم تحقق أهدافها كما ينبغي ، أو كما يفترض أن تكون رسالتها قد وصلت إلى المجتمع وحتى مع وجود بعض النجاحات في بعض المؤسسات القائمة ، فالملاحظ أن التربية ليست طرفا فاعلا مسجلا حضوره في هذا النجاح . فالمؤسسة التربوية منهارة كماً وكيفاً إن في القرار التربوي أو الخطط والبرامج أو في القوانين واللوائح أو في الإدارة المدرسية أو القيادة التربوية أو في المنهج التربوي أو في المستوى التعليمي أوفي تدريب وتأهيل المعلم أوفي المعلم أو الطالب وأقرب مثال على ذلك ارتفاع نسبة أمية القراءة والكتابة في اليمن من 35 0/0 عام 1978م إلى 70 0/0 في عام 2010م .وهذا يشير بدون لبس إلى أن البلد يسير نحو الهاوية .. فضلا عن إن هناك أمية أخرى سائرة في الاتجاه نفسه ، أعني بها أمية المتعلمين أنفسهم ، قد تصل إلى 80 0/0 على وجه التقريب . فهي أمية في المادة العملية والمعرفية و في المهارة والممارسة و في استخدام الكمبيوتر والإنترنت و وسائل التقنية الحديثة لأنهم – أصلا - لم يحصلوا على الخدمة التعليمية بالصورة الصحيحة . وليس ذلك سوى نتيجة طبيعية لإهمال التربية وإغفال دورها وأهميتها .. وكل هده التحديات جعلت قطاع التوجيه أمام مهمة صعبة لا يستطيع نتيجة لذلك أن يقوم بعملية الإشراف التربوي على الشكل المطلوب .
واستئناسا باللائحة لتنفيذية للتوجيه و كذا خبرتنا التربوية و التوجيهية في العمل التربوي إضافة إلى النشرات التوجيهية الصادرة من الإدارة العامة للتوجيه التربوي ومن الية التحديث والتطوير واستئناسا بما تم تقديمه من قبلنا لمعالي الوزير وجناب السيد وكيل الوزارة لقطاع المناهج التوجيه بما يتعلق بالرؤية التربوية الثورية لإصلاح التعليم في اليمن ...ونظرا لتوجهات قيادة القطاع نحو تحقيق ثورة تعليمية تجتث السلبيات المتعاظمة في المؤسسات التربوية واستشعار منا للمسؤولية ، رأيت أن أكتب هذه الورقة حتى تكون نواة لتطوير وتحديث التوجيه الذي هو في الأساس الجهاز المعني بكل هذه المعالجات والتي تتبلور في المحاور التالي
أولا:الأهداف
تطوير مستوى الأداء لدى (الموجه-الإدارة المدرسة–المعلم + ال)-1
تطوير مسار التوجيه الفني والإداري--2
--تحديث وسائل الاتصال والتواصل بين قمة الهرم التربوي وقاعدته-3
تحديث أدوات ووسائل التقويم التربوي—4
ترجمة خطط وبرامج قطاع المناهج والتوجيه إلى واقع ملموس
ثانيا: وسائل تحقيق الأهداف
1-افتتاح مكتبة متخصصة في قضايا التربية والتعليم بما في ذلك الكتاب الدراسي لكل طبعة جرت فيها تعديلات النتائج المتوقعة ..
اطلاق مكتبة الكترونية تتوفر فيها المناهج المدرسية وأدبيات التربية والتعليم الكترونيا -2
3- اصدار موقع الكتروني يهتم بالتوجيه والمناهج والتقويم .
4-إلزام كل موجه بفتح أيميل للتراسل مع الآخرين .
5- إصدار حولية متخصصة في قضايا التعليم تنشر الانجازات العلمية الرصينة.
6-إصدار دورية متخصصة في قضايا التعليم تنشر المقالات المتخصصة .
7-إصدار مجلة شهرية تهتم بقضايا التعليم.
8-إصدار صحيفة أسبوعية إخبارية متخصصة في قضايا التعليم ..
9-إعادة النظر في الموجهين الحاليين من خلال عملية إحصائية دقيقة تخرج بقاعدة بيانات حقيقية تكشف من يستحق ان يكون موجها ممن لا يستحق أن يكون موجها ..
10-التأهيل فقط لمن تنطبق عليهم معايير الالتحاق بالتوجيه ممن يعملون حاليا في مجال التوجيه سواء أولئك الذين لديهم قرارات وزارية أو الذين ليس لديهم قرارات وزارية.
11-وضع ضوابط جديدة للالتحاق بالتوجيه بما في ذلك مؤهل الماجستير على الأقل للمتقدم .
ثالثا:أساليب التقويم التربوي :
من أجل الوصول الى نتائج حقيقية لا بد من الاهتمام بمسألة التقويم لأنها تعطيك المؤشر الصحيح عن لجملة من الواقائع التي تعيشها بالضبط .. وتريك أين وصلت خطوط سيرك في برامجك واين أعيقت وعلى ضوء ذلك تستطيع أن تتخذ القرار المناسب إزاء ما تريد فعله .. ولعل أهم وسائل التقويم المستخدمة حتى يومنا هذا ما سأجمله لكم في السطور التالية ومن ذلك :
التقارير – الزيارات الميدانية – اللجان الفنية – الملاحظة المباشرة – استمارة التقييم – الندوات والورش والمؤتمرات التربوية. التقارير الإعلامية – الريبورتاجات– التحقيقات الصحفية – المقابلات الصحفية – البلاغات الرسمية والشعبية – تحقيقات النيابة –الأحكام القضائية...
ربعا النتائج المتوقعة
1- عند افتتاح مكتبة متخصصة في قضايا التربية والتعليم يرتقع نسبة الوعي ونسبة الأداء لدى الموجهين و ينعكس ايجابيا على المعلمين والطلاب..
عند افتتاح مكتبة الكترونية تتوفر فيها المناهج المدرسية وأدبيات التربية والتعليم الكترونيا .. تجعل الموجهين على اطلاع مستمر ودائم على كل جديد .
3- عند افتتاح موقع الكتروني يهتم بالتوجيه والمناهج والتقويم . يسهل عملية الحصوا على المعرفة لمنتسبي التربية والتعليم
4- عند إلزام كل موجه بفتح أيميل للتراسل مع الآخرين يسهل عملية التواصل بين جميع أطراف العملية التعليمية
5- عند إصدار حولية متخصصة في قضايا التعليميسمح ويسهل للباحثين نشر أبحاثهم العلمية وبقية الأطراف من تستفيد من هذه الابحاث .
6- إصدار دورية متخصصة في قضايا التعليم تنشر المقالات المتخصصة ...نشر المقالات العلمية تحدث التفاعل اللازم في الوسط التعليمي
7- عند إصدار مجلة شهرية تهتم بقضايا التعليم تجعل المهتمين على صلة وثيقة بقضايا التعليم
8- عند إصدار صحيفة أسبوعية إخبارية متخصصة في قضايا التعليم .. تجعل المجتمع متابع ومشارك في العملية التعليمية ..
9- عند إعادة النطر في الموجهين الحاليين تنكشف حقائق من يستحق ان يكون موجها ومن لا يستحق أن يكون موجها ومن ثم تصحح الأخطاء السابقة وهي كثيرة بالطبع ..
10- عند التأهيل فقط لمن تنطبق عليهم معايير الالتحاق بالتوجيه نضمن الجودة في التعليم والتطبيق الصحيح للمعيارية والشفافية والنزاهة و الكفاءة
11- عند وضع ضوابط حديثة للالتحاق بالتوجيه يكون مستقبل التوجيه في أفضل حالاته ويقدم خدماته على أعلى المستويات
محمد الصلاحي
12/ 2 2013م