( التلميذ وإكراهات الواقع المدرسي والمهني) ::::::::::::::::::::::::::::::::من حق كل فرد/تلميذ أو طالب، أن يبني مشروعه المدرسي والمهني، ويرى مستقبله بعيون وردية. ومن الواجب مساعدته على تحقيق الأهداف التي يرسمها لنفسه، وذلك بتيسير الظروف، وإزالة العراقيل، وتدليل الصعوبات التي تعترضه، حتى يندمج ضمن آليات الإنتاج، حسب ميولاته وقدراته الفكرية والجسمية. فباعتبار كل فرد/تلميذ أو طالب إنسانا، وباعتبار كل إنسان طاقة بشرية خلاقة، يجب الاعتناء بها وإعدادها تربويا ونفسيا ومهنيا، والعمل على استثمارها وفق المهنة أو العمل أو التخصص المناسب لها، وفسح لها مجال الابتكار والإبداع، وتحقيق الذات، ومن ثمة، المساهمة، كمواطن صالح، في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، فإنه من الواجب إدماج كل فرد/ تلميذ أو طالب ضمن مجالات الإنتاج وفق مشروعه الشخصي الذي قام ببلورته وسهر عليه طوال سنوات الدراسة والتكوين. إن الطفل منذ أن تطأ قدماه المدرسة، يجد نفسه أمام حواجز وعراقيل عدة خلال مساره الدراسي، فمن الامتحانات وتقييم تحصيله الدراسي بشتى الوسائل والطرق، التي يمكن أن تؤدي به إلى الرسوب والتكرار ومغادرة الأسلاك التعليمية، إلى نظام الحصيص الذي يوقف مسيرة نسبة لا يستهان بها من التلاميذ، خصوصا عند عتبات التوجيه، إلى المباريات الانتقائية التي تقصي أغلبية المتبارين وتضع حدا لطموحاتهم، لتتبخر مشاريعهم المدرسية والمهنية، وبالتالي تكبح جماحهم، وتزرع فيهم اليأس والإحباء وتصدهم عن العمل المنتج والإبداع المشروع. وبصفة عامة فعمليات الانتقاء الشديد وتطبيق نظام الحصيص، سواء عند عتبات التوجيه المدرسي، أو الالتحاق بالتكوين المهني في مختلف مستوياته، أو ولوج مؤسسات تكوين الأطر، من مراكز ومدارس ومعاهد عليا، تشكل عقبة أمام عدد كبير من التلاميذ والطلبة، وتثني عزائمهم، وتقصي الغالبية العظمى منهم، من مجالات الإنتاج المنظم، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، التي تتطلب موارد بشرية مؤهلة، ليعتنقوا مهنا عشوائية لا تصب في دواليب رقي المجتمع وازدهاره.