سيمفونية آينشتين الناقصة تعد بمستقبل أفضل.
قضى أينشتين السنوات الأخيرة من حياته باحثا عن معادلة طولها بوصة واحدة، تجمع القوى الكونية الأربعة ، و هى
الجاذبية و الكهرومغناطيسية و النووية الضعيفة و النووية القوية فى نظرية عرفها بإسم "نظرية كل شئ". كانت رغبة أينشتين ملحة لايجاد هذه المعادلة الخارقة التى توحد كل القوى كونية معا، و حجته فى ذلك أن نظرتنا للكون سوف تختلف كليا اذا أوجد تلك المعادلة.
قد يخطر ببالنا الآن سؤال ..
و ما الفائدة من معادلة كهذه و كيف ستغير نظرتنا للكون ،اذ اننا الآن نعيش من دون المعادلة الموحدة و قد وصلنا الى أقصى درجات الرفاهية بفضل التكنولوجيا و يزداد تقدمنا يوم بعد يوم؟
لطالما أعتقدت ان الكثير من الفيزيائين و الرياضيين يبحثون عن المعادلات المنمقة و الحلول الانيقة غير عابئين بفائدة هذه المعادلات أو الحلول و لكننى أعترف الآن ان هذه النظرة قد تكون سطحية بعض الشئ .
مفهوم التوحيد قد طبق من قبل فى القرن الثامن عشر الميلادى من قبل العالم "جيمس ماكسويل" اذ أوجد المعادلة التى تحكم العلاقة بين قوتين من أكبر قوى الكون "الكهربية" و" المغناطيسية" و دمج بينهم ليصبحوا قوة واحدة و هى "الكهرومغناطيسية". وحد ماكسويل العلاقة بين المغناطيسية و الكهربية فى معادلة واحدة و الفضل يرجع الى هذه المعادلة فيما وصلنا إليه الآن فى مجال الاتصالات اللاسلكية و الاقمار الصناعية و التليفون المحمول و كل شئ فى حياتنا قد اصبح "لاسلكى". بما أننا قد رأينا تأثير التوحيد على القوتين الكهربية و المغناطيسية و أدركنا التأثير الهائل لهذا التوحيد ....لنا أن نتخيل الآن الأثر الحادث إذا ما تمكن البشر من توحيد قوى الكون الاربعة.
للأسف توفى آينشتين قبل أن يحقق حلمه و يجد تلك المعادلة و ظلت سيمفونيته معلقة تتحدى عقول أفذاذ العلماء حتى الآن مع ظهور بعض بوادر من الأمل فى نظرية الأوتار الفائقة. هل سوف يصيح أحد العلماء قريبا "وجدتها!وجدتها!" ليعلنها على العالم...أم ستظل تلك المعادلة أسيرة محاولات فاشلة فى مخطوطات أينشتين القديمة؟