كيف احتفل الرسول صل الله عليه وسلم بالمولد النبوي؟
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات , وبرحمته تدفع البلايا , والمهمات وبجوده وكرمه تطيب الحياة ويطيب الممات. والصلاة والسلام على المبعوث لإقالة العثرات , وتسهيل الصعوبات خير رسول أرسله الله للناس في هذه الحياة. أما بعد
فلقد أمرنا الله بالتدبر والتفكر ، وحثنا على ألاَّ نلغي عقولنا أو أن نسلمها لآخرين يسيروننا كيف ما أرادوا .
كما أن علينا طرح التساؤلات والبحث عن الإجابات التي ترتاح لها ضمائرنا في ما يرضي الله ورسوله.
ومن هنا فإنني أطرح بعض التساؤلات حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يناصره البعض ويعارضه البعض الآخر ، وفيها أقول :
س1 / هل الاحتفال بالمولد جزء من الدين أو مكمل له؟
إن كانت الإجابة بـ (لا) فلماذا نعمله ؟
وإن كانت الإجابة بـ (نعم) فلماذا لم تنزل به آية أو يأتي في شأنه حديث ؟
فالله سبحانا يقول في محكم التنزيل على لسان حبيبنا عليه الصلاة والتسليم : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.
س2 / هل في القيام بهذا الاحتفال خير ورحمة للأمة الإسلام ؟ وهل كان الرسول صل الله عليه وسلم يعلم بهذا الخير ويخفيه ، أم إنه جاهل به ؟
وأستغفر الله أن أظن أن رسولنا الكريم يعرف خير ا لنا ولا يخبرنا به
أو أن يكون جاهلا بالدين ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى ..
روى الطبراني بإسناد صحيح عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه))
وأشهد أنك يا حبيب الله قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة , فصلوات ربي وسلامه عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وأصحابك الغر الميامين.
س4 / هل كان الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم أجمعين في جهل عن هذا الخير ولذلك لم يحتفلوا بالمولد؟
إن من المؤكد أننا لسنا أتقى منهم ، ولا بأفضل منهم علما بالشرع وفقه الدين . ويكفيهم أنهم استقوا علمهم من بيت النبوة .
س5 / هل يعقل أن يكون حبنا للرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من حب الصحابة وآل البيت له ؟
فعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه .
وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ .
ولد الرسول عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين 12 ربيع الأول
ويقول عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن صيام يوم الاثنين
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
فمن خلال هذا الحديث يتبادر للذهن التساؤلات التالية تماشيا مع التفكير الاحتفالي :
س6 / لماذا بدل أن نحتفل بيوم 12 من ربيع الأول فقط أن نحتفل بيوم 12 من كل شهر؟ تعظيما لهذا الرقم (12) والذي ولد فيه الرسول عليه الصلاة والسلام؟
س7 / أو لماذا لا نحتفل في كل يوم اثنين من كل أسبوع تعظيما لرسول الله لأنه ولد فيه ونزل عليه القرآن فيه؟ و قد أوصانا به في الحديث .
وأخيرا ........
س8 / ما هو الأعظم عند الله الصيام أم الاحتفال ؟
س9 / لماذا اخترنا الاحتفال وتركنا عبادة الصيام ؟ أوليس تنطبق علينا في احتفالنا عوضا عن الصيام الآية (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذه دعوه لنستخدم عقولنا ..
وأسأل الله لي ولكم الهداية والرشاد