التعليم الإلكتروني
( المفهوم والأنواع وطرق التوظيف في التدريس )
مقدمة:
في ظل طوفان المعلومات، والتغير المتلاحق،ونمو المعرفة بمعدلات سريعة ، والذي نتج عن ثورة المعلومات التي نعيشها الآن، أصبح العالم كما يذكر سالم (2004م،ص283) يعيش ثورة علمية وتكنولوجية كبيرة، كان لها تأثير على مختلف جوانب الحياة، وأصبح التعليم مطالباً بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي منها زيادة الطلب على التعليم، مع نقص عدد المؤسسات التعليمية ، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة فضلاً عن ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التربية والتعليم، ليظهر نموذج التعليم الالكتروني E-learning ليساعد المتعلم على التعلم في المكان والزمان المناسبين له من خلال محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة (نصوص-صوت-صورة-حركة) ويُقدم من خلال وسائط الكترونية مثل الحاسب والانترنت وغيرهما ، وبالتالي فإن التعليم الالكتروني يعد نمطاً جديداً من أنماط التعليم ، فرضته التغيرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم حتى يومنا هذا، ولم تعد الطرق والأساليب التقليدية قادرة على مسايرتها، ولذا أصبحت الحاجة ملحة لتبني نوعاً آخر من أنواع التعليم وهو التعليم الإلكتروني.
مفهوم التعليم الإلكتروني:
لم يتم اتفاق كامل حول تحديد مفهوم شامل يُغطي جميع جوانب مصطلح "التعليم الإلكتروني", فمعظم المحاولات والاجتهادات التي اهتمت بتعريفه نظرت كل منها للتعليم الالكتروني من زاوية مختلفة حسب طبيعة الاهتمام والتخصص والغرض, مما أدى إلى ظهور العديد من التعاريف للتعليم الإلكتروني ، الأمر الذي حدا ببعض المهتمين إلى القول بأن عدد ها بعدد الذين قاموا بتعريفه ، ومن خلال التتبع لهذه التعريفات يوجد بأنها أما تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس أو كنطام متكامل له مدخلاته وعملياته ومخرجاته .
ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس ، مايلي :
تعريف العريفي (2003م،ص6 ) للتعليم الإلكتروني بأنه : " تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزونة في الحاسب الآلي أو عبر شبكة الإنترنت " .
تعريف الموسى والمبارك ( 2005 م،ص113) للتعليم الإلكتروني بأنه " طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ، ورسومات , وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية ، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم والمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكثر فائدة " .
تعريف زيتون ( 2005م ،ص24) للتعليم الإلكتروني بأنه " تقديم محتوى تعليمي ( إلكتروني) عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته إلى المتعلم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى ومع المعلم ومع أقرانه سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة وكذا إمكانية إتمام هذا التعلم في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته ، فضلاً عن إمكانية إدارة هذا التعلم أيضاً من خلال تلك الوسائط".
ويلاحظ بأن وجهة النظر السابقة ترى بأن التعليم الإلكتروني طريقة تدريس يتم من خلالها نقل المحتوى إلى المتعلم من خلال الوسائط الالكترونية.
ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كنظام ، مايلي :
تعريف الشهري (2002م ،ص38) للتعليم الإلكتروني بأنه " نظام تقديم المناهج ( المقررات الدراسية) عبر شبكة الانترنت ، أو شبكة محلية ، أو الأقمار الصناعية ، أو عبر الاسطوانات ، أو التلفزيون التفاعلي للوصول إلى المتعلمين ".
تعريف غلوم (2003م،ص3) للتعليم الإلكتروني بأنه "نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة من الوسائل منها :أجهزة الحاسوب و الإنترنت و البرامج الإلكترونية المعدة أما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات"
تعريف سالم ( 2004م،ص289 ) للتعليم الإلكتروني بأنه " منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للمتعلمين أو المتدربين في أي وقت وفي أي مكان باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل ( الإنترنت ، القنوات المحلية ، البريد الإلكتروني ، الأقراص الممغنطة ، أجهزة الحاسوب .. الخ ) لتوفير بيئة تعليمية تعلمية تفاعلية متعددة المصادر بطريقة متزامنة في الفصل الدراسي أو غير متزامنة عن بعد دون الالتزام بمكان محدد اعتماداً على التعلم الذاتي والتفاعل بين المتعلم والمعلم " .
وبالاستفادة مما سبق وبناء على الإمكانات المتاحة في التعليم ولحداثة التعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية يعرف الكاتب التعليم الإلكتروني بأنه"طريقة لتقديم الخبرات التعليمية في بيئة تعليمية /تعلمية تفاعلية متعددة المصادر بالاعتماد على الحاسب الآلي وشبكات الانترنت ؛ مما يؤدي إلى تجاوز مفهوم عملية التعليم والتعلم جدران الفصول الدراسية ويتيح للمعلم دعم ومساعدة المتعلم في أي وقت سواء بشكل متزامن أو غير متزامن"
ويقتضي التعريف السابق للتعليم الإلكتروني عدداً من الخصائص ،هي :
• التعليم الإلكتروني تعليماً مرن يحدث في أي وقت ومن أي مكان تتوافر فيه أدواته وبالسرعة التي تناسب المتعلم .
• التعليم الإلكتروني لايقتصر فقط على تقديم المحتوى ولكنه يهتم بجميع عناصر المنهج (الأهداف - المحتوى -الأساليب والأنشطة - التقويم).
• التعليم الإلكتروني يُقدم المحتوى بالاعتماد على الوسائط المتعددة ( الصوت ، الصورة ، النص ، الحركة) عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة (الحاسب ، الانترنت ).
• التعليم الإلكتروني ليس شرطاً أن يكون تعليم عن بُعد بل قد يحدث داخل الفصل الدراسي .
• التعليم الإلكتروني يغير صورة الفصل التقليدي ( إلقاء من قبل المعلم وإنصات من المتعلم ) إلى بيئة تعلم تفاعلية بين المتعلم ومصادر التعلم المختلفة وبينه وبين زملاءه ومعلمه.
• التعليم الإلكتروني لايلغي دور المعلم ولكنه يغير منه ويسانده، ويتيح مساعدته للمتعلم في أي وقت .
أنواع التعليم الالكتروني:
تنحصر أنواع التعليم الإلكتروني تبعاً لزمن حدوثه في نوعين ، هما :
أولاً : التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning )) :
وهو التعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة((chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية (virtual classroom) أو باستخدام أدواته الأخرى . ومن ايجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
وهو أكثر أنواع التعليم الإلكتروني تطوراً و تعقيداً ، حيث يلتقي المعلم و الطالب على الإنترنت في نفس الوقت ( بشكل متزامن ) .
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني المتزامن مايلي:
• اللوح الأبيض(Whit Board )
• المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)
• المؤتمرات عبر الصوت (Audio conferencing)
• غرف الدردشة (Chatting Rooms)
ويتفق الكاتب مع المختصون الذين يرون بأن التعليم الإلكتروني التزامني قد يحدث أيضاً داخل غرفة الصف وباستخدام وسائط التقنية من حاسب وانترنت وتحت إشراف وتوجيه المعلم .
ثانياً : التعليم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous E-learning )) :
وهو التعليم غير المباشر الذي لايحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، مثل الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية ومن ايجابيات هذا النوع أن المتعلم يحصل على الدراسة حسب الأوقات الملائمة له ، وبالجهد الذي يرغب في تقديمه ، كذلك يستطيع الطالب إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك.
ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزله.
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني غير المتزامن ، مايلي:
• البريد الإلكتروني.
• المنتديات.
• الفيديو التفاعلي.
• الشبكة النسيجية .
ومهما اختلفت التسميات فأن أنواع التعليم الإلكتروني تنحصر في النوعين المذكورين أعلاه ، ومن باب الاطلاع على ماورد في الأدبيات في مجال أنواع التعليم الإلكتروني نورد مايلي :
• تعليم إلكتروني بالتحكم الذاتي: يتحكم الدارس في وقت تشغيل و إنهاء الدرس مثل استخدام مواد تعليمية مخزنة على أقراص مدمجة.
• تعليم إلكتروني بالبث المباشر من الموقع التعليمي على شبكة الإنترنت : يشبه التعليم التقليدي لكن عن طريق البث الإلكتروني المباشر و بدون ضرورة وجود المدرس مع الدارسين في نفس القاعة أو الفصل.
فيما يضيف السليطي (2003م ،ص ص48-52) لأنواع التعليم الإلكتروني ، مايلي :
• قواعد بيانات المعارف (Knowledge Databases)
توجد هذه القواعد على مواقع على الشبكة ، تعرض المناهج والشروحات المفهرسة والتوجيهات والتعليميات ، حيث تعرض المعلومة بشكل فعال ، يُمكن المستخدم من استخدام كلمة رئيسة أو عبارة للبحث عن قاعدة بيانات ، وفي المقابل تمكنه هذه القاعدة من اختيار كلمة من قائمة أبجدية للبحث عنها .
• الدعم الفوري (Online Support)
ويكون على هيئة المنتديات ، وغرف الحوار ، ولوحات الإعلانات على الشبكة ، والبريد الإلكتروني ، أو دعم المراسلة اللحظي ، وهذا يتيح فرصاً أكبر للأسئلة والحصول على الإجابات بصورة فورية .
ويرى الكاتب بأن السليطي يقصد في قواعد البيانات الاستفادة من المعلومات المخزنة على الشبكة العالمية للمعلومات مباشرة دون التعامل مع أشخاص ، أما الدعم الفوري فهو المتعلق بالحصول على المعلومات من أشخاص بشكل متزامن أو غير متزامن في حال عدم توافرها على الشبكة العالمية للمعلومات أو صعوبة الحصول عليها . ويرى الباحث بأن هذين النوعين متضمنين في أنواع التعليم الإلكتروني الرئيسة التزامني وغير التزامني .
ويتفق الباحث مع التصنيف الذي يقسم التعليم الإلكتروني إلى نوعين : التعليم الإلكتروني المتزامن – والتعليم الإلكتروني غير المتزامن ، باعتبار التعليم الإلكتروني إما يحدث بشكل متزامن من خلال الاتصال بالمعلم أو الزملاء باستخدام الأدوات الملائمة لذلك ، أو بشكل غير مباشر من خلال البحث بمصادر المعلومات أو استخدام أدوات التعليم الإلكتروني غير التزامني .
أدوات التعليم الإلكتروني :
يمكن تصنيف أدوات التعليم الالكتروني إلى نوعين ، هما أدوات التعليم الإلكتروني المتزامن ، وأدوات التعليم الالكتروني غير المتزامن ، وفيما يلي حصر لكل منهم :
أ- أدوات التعليم الإلكتروني المتزامن .
ويقصد بها تلك الأدوات التي تسمح للمستخدم الاتصال المباشر ( In Real time ) بالمستخدمين الآخرين على الشبكة ، ومن أهم هذه الأدوات ما يلي :
1) المحادثة ( Chat ) : وهي إمكانية التحدث عبر الانترنت مع المستخدمين الآخرين في وقت واحد ، عن طريق برنامج يشكل محطة افتراضية تجمع المستخدمين من جميع أنحاء العالم على الانترنت للتحدث كتابة وصوتاً وصورة .
2) المؤتمرات الصوتية ( Audio Conferences ) : وهي تقنية إلكترونية تعتمد على الانترنت و تستخدم هاتفاً عادياً وآلية للمحادثة على هيئة خطوط هاتفية توصل المتحدث ( المحاضر ) بعدد من المستقبلين (الطلاب) في أماكن متفرقة .
3) مؤتمرات الفيديو ( Video Conferences) : وهي المؤتمرات التي يتم التواصل من خلالها بين أفراد تفصل بينهم مسافة من خلال شبكة تلفزيونية عالية القدرة عن طريق الانترنت ويستطيع كل فرد متواجد بطرفية محددة أن يرى المتحدث ، كما يمكنه أن يتوجه بأسئلة استفسارية وإجراء حوارات مع المتحدث ( أي توفير عملية التفاعل ) وتمكن هذه التقنية من نقل المؤتمرات المرئية المسموعة (صورة وصوت ) في تحقيق أهداف التعليم عن بعد وتسهل عمليات الاتصال بين مؤسسات التعليم .
4) اللوح الأبيض ( White Board ) : وهو عبارة عن سبورة شبيهة بالصبورة التقليدية وهي من الأدوات الرئيسية اللازم توافرها في الفصول الافتراضية ، ويمكن من خلالها تنفيذ الشرح والرسوم التي يتم نقلها إلى شخص أخر .
5) برامج القمر الصناعي ( satellite Programs) : وهي توظيف برامج الأقمار الصناعية المقترنة بنظم الحاسب الآلي والمتصلة بخط مباشر مع شبكة اتصالات مما يسهل إمكانية الاستفادة من القنوات السمعية والبصرية في عمليات التدريس والتعليم ويجعلها أكثر تفاعلاً وحيوية وفي هذه التقنية يتوحد محتوى التعليم وطريقته في جميع أنحاء البلاد أو المنطقة المعنية بالتعليم لأن مصدرها واحد شريطة أن تزود جميع مراكز الاستقبال بأجهزة استقبال وبث خاصة متوافقة مع النظام المستخدم.
ب- أدوات التعليم الالكتروني غير المتزامن :
ويقصد بها تلك الأدوات التي تسمح للمستخدم بالتواصل مع المستخدمين الآخرين بشكل غير مباشر أي أنها لاتتطلب تواجد المستخدم والمستخدمين الآخرين على الشبكة معاً أثناء التواصل ، ومن أهم هذه الأدوات ما يلي :
1) البريد الالكتروني ( E-mail ) : وهو عبارة عن برنامج لتبادل الرسائل والوثائق باستخدام الحاسب من خلال شبكة الانترنت، ويشير العديد من الباحثين إلى أن البريد الالكتروني من أكثر خدمات الانترنت استخداماً ويرجع ذلك إلى سهولته .
2) الشبكة النسيجية ( World wid web ) : وهو عبارة نظام معلومات يقوم بعرض معلومات مختلفة على صفحات مترابطة ، ويسمح للمستخدم بالدخول لخدمات الانترنت المختلفة .
3) القوائم البريدية (Mailing list ) : وهي عبارة عن قائمة من العناوين البريدية المضافة لدى الشخص أو المؤسسة يتم تحويل الرسائل إليها من عنوان بريدي واحد .
4) مجموعات النقاش ( Discussion Groups ) : وهي إحدى أدوات الاتصال عبر شبكة الانترنت بين مجموعة من الأفراد ذوي الاهتمام المشترك في تخصص معين يتم عن طريقها المشاركة كتابياً في موضوع معين أو إرسال استفسار إلى المجموعة المشاركة أو المشرف على هذه المجموعة دون التواجد في وقت واحد.
5) نقل الملفات ( File Exchange ) : وتختص هذه الأداة بنقل الملفات من حاسب إلى آخر متصل معه عبر شبكة الانترنت أو من الشبكة النسيجية للمعلومات إلى حاسب شخصي.
6) الفيديو التفاعلي ( Interactive video ) : وهي التقنية التي تتيح إمكانية التفاعل بين المتعلم والمادة المعروضة المشتملة على الصور المتحركة المصحوبة بالصوت بغرض جعل التعلم أكثر تفاعلية ، وتعتبر هذه التقنية وسيلة اتصال من اتجاه واحد لأن المتعلم لا يمكنه التفاعل مع المعلم و تشتمل تقنية الفيديو التفاعلي على كل من تقنية أشرطة الفيديو وتقنية أسطوانات الفيديو مدارة بطريقة خاصة من خلال حاسب أو مسجل فيديو .
7- الأقراص المدمجة ( CD ) : وهي عبارة عن أقراص يتم فيها تجهيز المناهج الدراسية أو المواد التعليمية وتحميلها على أجهزة الطلاب والرجوع إليها وقت الحاجة ، كما تتعدد أشكال المادة التعليمية على الأقراص المدمجة ، فيمكن أن تستخدم كفلم فيديو تعليمي مصحوباً بالصوت أو لعرض عدد من آلاف الصفحات من كتاب أو مرجع ما أو لمزيج من المواد المكتوبة مع الصور الثابتة والفيديو ( صور متحركة ).
نماذج توظيف التعليم الالكتروني في التدريس :
يتم استخدام التعليم الالكتروني في التدريس وفقاً لثلاث نماذج حسب مقدار توظيف التعليم الالكتروني في التدريس حددتها هارازيم(Harasim) وزملاءها كما تذكر ذلك هاشم ( 2003م، ص 176) فيما يلي :
1- النموذج المساعد أو المكمل ( Adjunct ) : وهو عبارة عن تعليم الالكتروني مكمل للتعليم التقليدي المؤسس على الفصل حيث تخدم الشبكة هذا التعليم بما يحتاج إليه من برامج وعروض مساعدة ، وفيه توظف بعض أدوات التعليم الالكتروني جزئياً في دعم التعليم الصفي التقليدي وتسهيله ورفع كفاءته .
ومن أمثلة تطبيقات النموذج المساعد ما يلي :
أ- قيام المعلم قبل تدريس موضوع معين بتوجيه الطلاب للاطلاع على درس معين على شبكة الانترنت أو على قرص مدمج .
ب- قيام المعلم بتكليف الطلاب بالبحث عن معلومات معينة في شبكة الانترنت .
ج- توجيه الطلاب بعد الدرس للدخول على موقع على الانترنت وحل الأسئلة المطروحة على هذا الموقع ذات الصلة بالدرس .
2- النموذج المخلوط ( الممزوج ) ( Blended ) : وفيه يطبق التعليم الالكتروني مدمجاً مع التعليم الصفي ( التقليدي ) في عمليتي التعليم والتعلم ، بحيث يتم استخدام بعض أدوات التعليم الالكتروني لجزء من التعليم داخل قاعات الدرس الحقيقية ، ويتحمس كثير من المتخصصين لهذا النموذج ويرونه مناسبته عند تطبيق التعليم الالكتروني ،باعتبار أنه يجمع ما بين مزايا التعليم الالكتروني ومزايا التعليم الصفي ، ولذا سيتم التفصيل في هذا النوع بشكل أكبر ، فيما يلي :
إن استخدام التعليم الممزوج أصبح أحد المتطلبات الرئيسة لهذا العصر وذلك لتغير أولويات ومتطلبات التعليم كما يذكر الخان (2005م ،ص340) من متعلم إلى آخر ، ولذا يجب على المنظمات والمؤسسات أن تستخدم طرق تعلم مزيج في استراتيجات التعلم للحصول على المحتوى المناسب وبالشكل والوقت الملائم للأفراد ، ويظم التعلم المزيج وسائط تقديم متعددة ، ومصممة ليكمل بعضها بعضاً ، وتعزز تعلم السلوك وتطبيقه .
وقد تتضمن برامج التعليم الممزوج أشكالاً متعددة من أدوات التعلم ، مثل : البرامج التعاونية أو الافتراضية المباشرة ، والمقررات الإلكترونية المعتمدة السرعة على المتعلم نفسه ، وأنظمة دعم الأداء الإلكتروني الملحقة في البيئة المبنية على مهام العمل ، وأنظمة إدارة التعلم ، ويولف التعلم المزيج أنشطة مختلفة تعتمد على الأحداث التعليمية ، بما في ذلك الفصول التقليدية ( وجهاً لوجه ) والتعليم الإلكتروني المتزامن ، والتعلم الذاتي السرعة ( المعتمد في سرعته على المتعلم نفسه ) .
وفي أبسط المستويات تجمع تجربة التعليم الممزوج ما بين أشكال التعلم المباشر على الانترنت وغير المباشر ، وعادة ما يعني التعليم الإلكتروني المباشر على الانترنت " استخدام الإنترنت والإنترانت " في حين أن التعليم غير المباشر هو الذي يحدث في إطار الصفوف التقليدية .
مزايا التعليم الممزوج(Blended learning ) :
يمكن تحديد أهم مميزات العليم الممزوج كما يذكر الخان (2005م ،343) ، بما يلي :
1- يحسن من فاعلية التعليم وذلك من خلال توفير تناغم وانسجام أكثر ما بين متطلبات المتعلم والبرنامج التعليمي المقدم .
2- توسيع مدى الوصول : إن إتباع أسلوب تقديم واحد فقط ،يحدد حتماً صور وأنماط الوصول إلى البرنامج التعليمي أو نقل المعرفة ،فيما يتيح نموذج التعليم المخلوط صوراً متعددة للوصول إلى المتعلمين.
3- زيادة فاعلية الاستفادة من برامج التعليم المكلفة : إن دمج أساليب تقديم مختلفة يؤدي إلى الاستفادة من البرامج المقدمة ، فالبرنامج الإلكتروني يحتاج إلى تكاليف باهظة ولكن تقديمه من خلال الجلسات التعليمية الافتراضية ودمجه بمواد ذاتية السرعة وبسيطة مثل الوثائق ، ودراسة الحالات ، والوقائع المسجلة للتعليم ، والتعيينات النصية والعروض التقديمية ،قد يوازي نفس التكلفة .
ومن أمثلة تطبيقات النموذج الممزوج ما يلي :
1- يتم تعليم درس معين أو أكثر من دروس المقرر داخل الصف الدراسي دون استخدام أدوات التعليم الالكتروني ، وتعليم درس آخر أو بعض دروس المقرر باستخدام أدوات التعليم الالكتروني ، ويتم التقويم باستخدام أساليب التقويم التقليدي و الالكتروني تبادلياً .
2- يتم تعليم درس معين تبادلياً بين التعليم الصفي والتعليم الالكتروني ، كأن تبدأ بتعليم الدرس داخل الصف ، ثم تستخدم التعليم الالكتروني ، ومثال ذلك بأن تشرح درس معين مثل درس في الدول المثلثية ، ثم تنتقل إلى احد المواقع لترى بعض الأمثلة على الدول المثلثية ثم تعود إلى الكتاب وتكمل الدرس وهكذا .
3- النموذج الخالص ( المنفرد ) ( Totally online) : وفيه يوظف التعليم الالكتروني وحده في انجاز عملية التعليم والتعلم ، حيث تعمل الشبكة كوسيط أساسي لتقديم كامل عملية التعليم () وهو صورة للتعليم عن بعد المعتمد على التعليم الإلكتروني ) .
ومن أمثلة تطبيقات النموذج الخالص ما يلي :
1- أن يدرس الطالب المقرر الالكتروني انفرادياً عن طريق الدراسة الذاتية المستقلة ، ويتم هذا التعليم عن طريق البرمجيات المحملة على الأقراص المدمجة أو على الشبكة النسيجية ( الويب ) أو الشبكة المحلية.
2- أن يتعلم الطالب تشاركياً من خلال مشاركته لمجموعة معينة في تعلم درس أو انجاز مشروع بالاستعانة بأدوات التعليم الالكتروني التشاركية مثل ( غرف المحادثة - مؤتمرات الفيديو ) .