درس في الميزان
مما لا يدع مجالاً للشك أن المعلم يحمل بين جنبيه هماً ثقيلاً ألا وهو إفهام الطلاب درسه وتوصيل المعلومات التي خطط لها ، واستهدف وصولها إلى أذهان أبنائه الطلاب ، ولكن ذلك لن يكون سهلاً ميسوراً دونما تخطيط متقن ، وإعداد جيد ؛ ولذا حتى لا يضيع جهد المعلم سدى ولا يتبدد وقته ، فعليه أن يهتم بثلاثة مغذيات تقف به على حالة درسه ، واستيعاب طلابه وفهمهم له ، فيخرج من فصله هانئ البال ، منشرح الصدر .
والمغذيات الثلاثة في مقدمتها التغذية المتقدمة ، وهي التي تهتم بتحليل الدرس ، ومعرفة محتوياته ، وعناصره وترتيبها وتنظيمها واختيار ما يناسبها من طرق العرض التي تتلاءم وقدرات الطلاب ومدى استيعابهم لهذا المحتوى وهذا يلزم المعلم بتبسيط الصعب، ووضع تصور بديل بتغيير طريقة التدريس إذا أشكل على الطلاب أمراً ما . فماذا يقدم ؟ وماذا يصنع ؟
أما الثانية : فهي التغذية المعالجة ، وهي التي يهتم فيها المعلم باختيار رسائله التي يُرسلها إلى طلابه محملة بالمعلومات ، والمفاهيم والمصطلحات العلمية وتساعد المعلم على التأكد من سير الدرس في وجهته الصحيحة، وتساعده أيضاً على معرفة المشكلات الطارئة ، وكيفية علاجها والخلاص منها .
أما الثالثة : فهي التغذية الراجعة ، وهي التي يقوم بها المعلم غالباً في نهاية الدرس لقياس ومعرفة مقدار ما حققه من نجاح في ضوء الأهداف المرسومة للدرس قبل شرحه ؛ ولذا فالمعلم البصير الحصيف الذي يخطط لدرسه، ويرسم له الأهداف ثم يقيمهُ مستعيناً بالله ، وهنا نقول له إن درسك في الميزان.