أصبحت الإدارة المدرسية عملية هامة في المجتمعات المتقدمة ، وتزداد أهميتها باستمرار بزيادة مجالات ونشاطات الإنسانية ، واتساعها وكثرة التحديات التي تواجهها ، والإدارة بشكل عام علم من العلوم له مقوماته وأسسه وأصوله ونظرياته ، وهي تتطور وتتجدد حتى تتلاءم مع ظروف المجتمعات وتتعايش معها ومع تقدمها من خلال التفاعل اليومي بين مدير المدرسة والمعلمين والبيئة المحيطة ، وما تحدثه هذه العملية التفاعلية من سلوكيات سيكولوجية تؤثر سلبا أو إيجابا في نتائج المدرسة ، الأمر الذي يتطلب معرفة نوعية السلوك للمدير أثناء أدائه لمهامه الإدارية والبنيوية والإنسانية والاجتماعية وعليه فإن مدرسة القرن الحادي والعشرين ، تتطلب من مدير المدرسة جهدا إضافيا من أجل أن يوجه ويدير مدرسته بطريقة عصرية حضارية ديموقراطية متوازنة ومدركة لحجم التحديات التي تواجهه ، ويكون ذلك من خلال التخطيط الدقيق للأهداف التربوية التي تسعى المنظومة التعليمية لتحقيقها . إن المشاركة الواعية والمناقشة الهادفة والتعلم المستمر واللقاءات المتنوعة والحوار البناء داخل وخارج المدرسة ، أمورا لا بد من أن يتبعها مدير أي مدرسة ليحقق أهداف المؤسسة التربوية التي يرأسها ، وكذلك عليه أن يدرك أهمية تفويض الصلاحيات للعاملين معه في المدرسة ليشتركوا معه في المسؤولية والقيام بأعباء المدرسة والإشراف عليها كي يكون هناك التزام جماعي بتنفيذ هذه الأهداف