من أساليب تحقيق الأمن النفسي للأطفال في السنة النبوية
=-=-=
يعد تحقيق الأمن النفسي للطفل أمر في غاية الأهمية حيث أنه يسهم في تحقيق : الشعور بالسكينة والهدوء والإحساس بالثقة , وهو مؤشرٌ لبناء الشخصية السوية , وشرط لانتظام حياة الطفل واستقرارها , ويمنح الاستقرار والنجاح والشعور بالقوة , وله أثر في تحقيق معنى الانتماء للأسرة.
إلا أن الأطفال بطبيعتهم لا يستطيعون التعبير عن هذه الحاجة وبناء عليه يصير هناك مسؤولية على الوالدين تتمثل في ضرورة التعرف إلى حاجات الأطفال السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بنموهم وتطور نمو فكرهم عن أنفسهم وعن علاقتهم بغيرهم من المحيطين بهم ، وكذلك التعرف إلى رغبات الأطفال ودوافعهم التي تكون وراء سلوكهم ، وقد يعجزون عن التعبير عنها .
من هنا كان من الضروري التعرف الى التوجيهات النبوية في هذا الشأن . فقد أشارت السنة النبوية المطهرة الى أهمية الأمن في حياة الإنسان حيث قال صلى الله عليه وسلم " من أصبح منكم أمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " ( رواه الترمذي ) .
أما منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تحقيق الأمن النفسي للصغار فيتجلى في أحاديث كثيرة منها : أمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعدل والرفق بين الأبناء حيث قال : " اعدلوا بين أبنائكم ، اعدلوا بين أبنائكم ، اعدلوا بين أبنائكم " .
والعدل بين الأبناء في العطية أو التعزيز والمدح والثناء أو الاهتمام و اللعب يورث المحبة والوفاق والارتياح بين الأبناء والآباء , أما التمييز بينهم فقد يورث البغض والكراهية والفرقة والتوتر وعدم الاستقرار النفسي .
ويأتي من أساليب تحقيق الأمن النفسي للأطفال في الهدى النبوي ما وروى مسلم عن جرير بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من يُحرم الرفق يحرم الخير كله " .
والرفق في معاملة الأطفال بالمسح على رؤوسهم وملاطفتهم ومحاولة تفهم مشاعرهم وتقديرها وعدم التسفيه ، فقد يحزن الطفل على فقدان لعبة او تعرضها للكسر ، فلا يصح أن نقابل ذلك بقول سوف أعوضك عنها بأخرى ، فمثل هذا الرد قد يجعل الطفل يشعر بأنه لا داعي للارتباط والتمسك بشيء طالما يمكن تعويضه أو استبداله ، ومن هنا تضيع قيمة الحب والارتباط بالأشياءالتي يجب ان تكون موضع اهتمام وتقدير.
كما أن حسن تربية الأبناء وتوجيههم و إرشادهم إلى ما يصلحهم من أهم عوامل تحقيق الأمن لهم انطلاقًا من تعليمهم الأوامر وحثهم على تجنب النواهي . كما ان المن النفسي يتحقق من خلال الأمر بأداء العبادات في سن مبكرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"
والمتأمل لتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابقة يجد أنها جميعا دروس تربوية ينبغي على الآباء الاستفادة منها في تحقيق الأمن النفسي للأطفال , وعليهم تقديم النصح اللطيف ، والموعظة الحسنة ، والرفق و اللين وبسط الجناح ، وإشعار الأبناء بالعطف والحنان فكل ذلك يُحقق لهم حالة الأمن النفسي بإذن الله تعالى .