(العلاقات الانسانية واثرها في العمل الاشرافي )
العلاقات الإنسانية تمثل أهم أركان العملية الإشرافية، لا غنى عنها في حياة المشرف التربوي خلال عمله، فهي تعد أحد العوامل المهمة في إدارة الرجال الأكفاء داخل الإدارة التعليمية أو الميدان التربوي. وهنا نتساءل: لماذا هذا المشرف مميز في إشرافه؟.
الإجابة واضحة من خلال تعامل مهذب راق، ينبع من شخصية تحسن التصرف مع الأشخاص، وينبع من دراية بعملية الإشراف التربوي، فالتعامل مع الجميع يتضح من أسلوب فني بحت. يستطيع أن يدعم ويوصل ما يحتاجه هذا المعلم في الميدان. فالمشرف التربوي الناجح هو من يستطع أن يكسب المعلمين بالمعاملة الطيبة، فهو في الأصل معلم، ويتعامل مع الجميع بأسلوب هادف وطريقة سليمة، وهذه من الصفات الرئيسة المميزة للشخصية الإدارية الناجحة، وبخاصة في ميدان التربية والتعليم.
وفي الجانب الآخر مدير الإدارة أو القسم، من يتعامل مع زملائه بعلاقة إنسانية طيبة، تجعله على قمة الهرم الإداري عن طريق الأخذ والعطاء والحوار الهادف، وهو ما يؤثر سلبا أو إيجابا على سير العملية التربوية، والمدير الناجح من يستطع أن يدير إدارته بأسلوب يستطيع من خلاله أن حل مشكلات الموظفين، والمشرفين والمعلمين، ويقوم بتفويض الصلاحيات للجميع، ويتابع سير العمل مع الالتزام بجانب المحاسبة، ويستطيع متابعة الأمور عن قرب، فالعلاقات الإنسانية ليست كافية، وإنما من شأنها التمهيد لشق الطريق التربوي الصحيح؛ لأن الفرد أيا كان موقعه يدرك جميع الأمور سواء كانت سليمة أو العكس.
إن السعي لإيجاد علاقات إنسانية طيبة وسليمة بين الجميع في أي إدارة تربوية ينجز أهدافها بأسلوب راق وسلس، وعلينا أن نتذكر دائما، أننا في عملنا نتعامل مع عنصر بشري أكثر من تعاملنا مع العنصر المادي، وهدفنا من ذلك أن ندفع بالإنسان اجتماعيا ليقوم بتأدية دوره، ويكون قادرا على تحسينه وتطويره إذا وفرنا له المناخ التنظيمي المناسب؛ لأن الإنسان بطبعه يحمل الكثير من المتناقضات والمفارقات الإنسانية بداخله، لذا لا بد أن يقوم عمله على أساس هيكل من العلاقات الاجتماعية. كما أن من لا يستطيع إيجاد علاقات إنسانية في محيطه العملي، فعليه أن يذهب، فليس العمل الإشرافي ـ سواء إداريا كان أو ميدانيا ـ مناسبا له