دور القيادة المدرسية في الوقاية من المشكلات في الميدان التربوي
أولا : أبرز أسباب المشكلات
من قراءة واقع القضايا في الميدان التربوي ودراسة أسباب حصول المشكلات تبرز الأسباب التالية:
1. عدم الإلمام بالواجبات الوظيفية ، وعدم الرجوع للوائح والأنظمة ، وخاصة القواعد التنظيمية للمدارس.
2. القصور في مهارات اتخاذ القرار، وعدم الأخذ بمبدأ الشورى وتبادل الآراء والحوار والمناقشة.
3. تغييب مبدأ الشفافية فيما يتعلق بتقويم الأداء الوظيفي ، و عدم تمكين الموظف من الاطلاع على درجة أدائه الوظيفي وتوافقه مع مستوى أدائه مع أن ذلك حق للموظف .
4. عدم المتابعة الجيدة لتنفيذ القرارات .
5. القصور في فهم الأنظمة والتعليمات ، واعتقاد بعض المفاهيم الخاطئة ، ومنها على سبيل المثال :
أ /تصور البعض أن مجرد التوقيع في دفتر الدوام يعني استحقاق أجر يوم كامل ولو لم يكن الموظف على رأس العمل طيلة يومه ، مع أن هذا غير صحيح على إطلاقه، وتترتب عليه أمور أخرى حسبما يقتضيه النظام ، ( فالأجر مقابل العمل ) .
ب /النظرة إلى الشكاوى على أنها حلول للمشكلات دون النظر إلى أسبابها والعوامل المؤثرة في حدوثها , وقيام بعض المشكلات على سوء الظن وافتراض سوء النوايا .
ثانيا : الأدوار الوقائية
الوقاية خير من العلاج ، حيث من الممكن تلافي الكثير من المشكلات قبل وقوعها ، وذلك بتوفيق الله أولا ثم باتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحقق ذلك ، ومنها:
إرشادات عامة وقائية لجميع شاغلي الوظائف التعليمية :
• الشعور بالمسئولية ، والالتزام بأخلاقيات المهنة ، وتحقيق القدوة الحسنة ببذل الأفضل لنأخذ بالمقابل أفضل ما لدى الطرف الآخر .
• الترفع عن مواطن الشبهات داخل بيئة العمل وخارجه ، والابتعاد عن مواطن الريب ، وإزالة اللبس بمجرد توقع حدوثه ، وذلك بتوضيح ما يلزم سدا للذريعة ، حيث أصل هذا المبدأ قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( على رسلكما إنما هي صفية ............) الحديث . أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما ، عن صفية أم المؤمنين ، رضي الله عنها .
• تنمية العلاقات الإنسانية المتوازنة بما لا يخالف الأنظمة مع القيام بما يسند إلينا من مهام في إطار اللوائح والأنظمة المنظمة للعمل بما يحقق الدور الكبير في السعي إلى سلامة الصدور والبعد عن الشكوك والظنون ، فحصول جميع شاغلي الوظائف التعليمية على الإرشادات العامة ، وبالخصوص مهام واختصاصات كل منهم حسب تخصصه ينبغي أن يكون في طليعة بدايات العمل المدرسي ، بما في ذلك إبراز اللوائح و الأنظمة ، وجعلها في متناول يد كل زميل ، لأنها القاسم المشترك بين الجميع ، والضابط لعمل كل فرد، والحكم عند الاختلاف ، مع ضرورة متابعة ما يستجد منها ، حتى لا ندع مجالا لحصول مشكلة ما , بسبب الجهل بالأنظمة والاختصاصات .
• تحقيق مبدأ الأمن الوظيفي بإعطاء الأمان لكل من يعمل في المؤسسه التعليميه ، وبروح الفريق الواحد، مع المناصحة الفردية ما أمكن ذلك ، دون ارتكاب مخالفة نظامية أو تصيد الأخطاء .
• الصدق وتحري الصواب في المعالجة , وتذكر أن الخطأ لا يعالج بالخطأ ، ولا يبرر به وإن كثر ، وأنه لا يصح إلا الصحيح ، كما أن الجميع مطالب به ، وما أعظم التوجيه الرباني إذ يقول جل ذكره : ((قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون )) سورة المائدة ، آية رقم 100
• محاسبة الذات قبل الشروع في اتخاذ إجراءات العمل مع الإحاطة والدراية التامة بحقوق وواجبات الجميع ، والابتعاد عن بناء التصورات على الظنون أو التوقعات وما أجمل التوجيه الرباني قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) سورة الحجرات ، آية رقم 12
• تطبيق الأساليب التربوية في التعامل مع الطالب، حسب المرحلة العمرية التي يمر بها ، والاهتمام بالإصغاء إليه، وإعطائه الثقة في نفسه، وتجنب معاقبته بدنيا ونفسيا، وعلى سبيل المثال : كم هو جميل حين تتعرف على أسماء الطلاب الذين تتعامل معهم ،وتخاطب كلا منهم باسمه لتعطيه جانبا من الأمان والإحساس بالاحتواء التربوي .