هناك ممارسات من بعض طلابنا داخل وخارج الصف يؤكد الحاجة الفعلية الى المشرف التربوي خاصة في مدارسنا الاساسيه .
لقد ابتدأت وزارة التربية والتعليم في اليمن بمحاولاتها لضبط نوعية المعلمين بفحص أداء المعلم بما سمي بالتفتيش المركزي ، يضم انذاك عددا من المعلمين لهم خبرة واسعة في مواد دراسية كاللغة العربية والإنجليزية أو العلوم والرياضيات والاجتماعيات هؤلاء كانوا يقومون بزيارة المدارس بشكل مفاجئ ، ويتولى كل واحد منهم حسب تخصصه فحص معلومات التلاميذ في مواد دراستهم ، ويبني على ضوء ذلك الفحص حكمه على أداء المعلم ، فيوصي بترقيته أو تثبيته أو نقله .
وخلال العقود الثلاث الأخيرة من القرن العشرين توصلت الدراسات التربوية إلى تجديد المسميات على ضوء التعديلات على مضمون التفتيش ، فغدا أقرب إلى " التوجيه الفني " منه إلى التفتيش ، أي أنه أصبح جهدا يهدف إلى مساعدة المعلم على النمو في المهنة والكفاءة في الأداء ، وشيئا فشيئا تطورت الأمور واصبح نمو التلميذ هو الهدف ، وأضحى تطور العملية التربوية بجوانبها المتعددة هو الغاية ، وأصبحنا أمام مصطلح " الإشراف التربوي " وما يقابله من مضامين جديدة .
وانطلاقا من هذه الحقيقة تتجلى امامنا صورة التفاعل الانساني والاجتماعي بين المعلم والطالب والوصول بالعملية التربوية إلى أعلى درجة ممكنة من أجل رفع الكفاءة التعليمية ، والتطلع اليها كعملية ديمقراطية تعاونية ، طرفاها المشرف التربوي والمعلم ، وكلما قدمناه من تحديد لاهداف الاشراف التربوي وكيفية ايجاد الارضية الصلبة لهذا المشروع التربوي يبقى الواقع الميداني والنمط الحقيقي الفعلي لعمل الاشراف التربوي اليوم منوطا بزيارات ميدانية الى مديريات الاشراف التربوي التابعة الى وزارة التربية للاطلاع عن كثب عمل الاشراف التربوي وكيفية تنفيذ البرامج والخطط التي تسعى اليها الوزاره ؛ فألاشراف التربوي هو منهج انساني وتربوي ورقابي وتوجيهي ايضا؛ الغرض منه ايجاد اسلوب او طريقة لمتابعة عمل المدارس وكيفية متابعة طرق التدريس وتقوية العلاقات بين المعلم والطالب ليس فقط داخل المدرسة وانما وضع الخطط العلمية التي من خلالها يتم ارساء قواعد اخلاقية وتربوية لدى الطالب لكي يمارسها وينتهجها خارج المدرسة , فضلا عن ذلك فان الاشراف التربوي عامل مساعد لذوي الطالب في التربية والاخلاق الحميدة .
واكيد ان عملنا مع المدارس هو عمل تضامني انطلاقا من فهمنا لكيفية عمل المشرف التربوي وبناء على هذا يسعى المشرف اولا الى معرفة وتقصي مستوى العلاقة الانسانية بين المعلم والتلميذ ثم الاطلاع عن كثب على مستوى حرص المعلم وادائه داخل الدرس واسلوبه في توصيل المعلومات الى طلبته؛ ليست هذه فقط مهمات المشرف التربوي وانما تتعداها الى ملاحظة مستوى النظافة ومدى توفير المستلزمات المدرسية والتزام المعلم والادارة بالوقت وامور كثيرة تدخل في مهمات المشرف وعند وصوله الى قناعات معينة عندها يقوم برفع تقرير الى مديرية الاشراف التربوي ثم الى المديرية العامة ثم الى الوزارة لتنفيذ التوصيات التي جاء بها تقرير المشرف التربوي ،
مشاكل ومعوقات
نعاني من مشكلة كثيرا ما تم طرحها على ولم نجد لها حلا او جوابا اليمن ؛هي ان الوزارة تنظر الى المشرف التربوي على انه معلم لا اكثر اي عدم وجود درجة وظيفية للمشرف التربوي وبدون مخصصات ونحن نتعرض الى ضغوط كثيرة من قبل المشرفين اضافة الى ما نعانيه من مشكلة قلة المدارس فنحن من سنة 1980 لم نشهد بناء اكثر من عشر مدارس.
وفيما يتعلق بسلوكيات الطلبة في المدارس في بلادنا هناك بعض التلاميذ خاصة في الصفوف الخامس والسادس الابتدائي يحملون معهم الموبايل ويقومون بمشاكسات فيما بينهم لذا اوصي ذويهم بضرورة عدم توفير الموبايل الذي يلهيهم عن الدراسة وهم مقبلون على امتحانات البكلوريا اضافة الى وصيتي لهم بمساعدة ابنائهم على الدراسة ومتابعتهم جيدا لانهم في مرحلة نضج معينة .
ويبقى هم الدروس الخصوصية حاضرا امام ظهور التدريس الخصوصي للطلبة الى الحد الذي يرى الطالب نفسه راسبا ؟
وهنا أرى ان المطلوب بذل اكبر جهد من الاستاذ داخل الفصل الدراسي من اجل ايصال المادة الى الطالب واستيعابها بشكل افضل الامر الذي يسهم في التقليل من هذه الظاهرة فضلا عن متابعة الاهل الى ابنائهم الطلبة بما يعزز الرغبة لديهم بالاجتهاد والحرص على الدراسة املا في النجاح وتحقيق طموحات التلميذ والعائلة لمستقبل افضل لهم .