منتدى التوجيـــــه التربــــوي العـربي
أهلا ومرحباً بك زائرنا الكريم
يســـــــــعدنا أنضمــــــــــــــــامكم
لمنتدى التوجيه التربوي العربي
منتدى التوجيـــــه التربــــوي العـربي
أهلا ومرحباً بك زائرنا الكريم
يســـــــــعدنا أنضمــــــــــــــــامكم
لمنتدى التوجيه التربوي العربي
منتدى التوجيـــــه التربــــوي العـربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى التوجيـــــه التربــــوي العـربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لك الله يايمن
العولمه والثقافه Icon_minitimeالجمعة يناير 01, 2016 6:51 am من طرف صالح شبيل

» برامج التعليم المفتوح المعتمدة من جامعه عين شمس
العولمه والثقافه Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 12, 2014 1:41 pm من طرف دينا يحيى

» من أبرزالمؤسسات التربوية والتعليميه وأثرها في تربية الفرد والمجتمع
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:15 am من طرف killer

» قطوف من حدائق الايمان
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:15 am من طرف killer

» التمويه و التخفي عند الحيوانات
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:15 am من طرف killer

» خواطر علمية حول قواعد الصحة في الطعام والشراب
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:14 am من طرف killer

» خطر كتمان العلم وفضل التعليم وما قيل في أخذ الأجر عليه
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:13 am من طرف killer

» ثلاجات تبريد وتجميد للايجار بجميع الدول
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:13 am من طرف killer

» أهم وسائل رعاية الموهوبين في البرامج التعليمية
العولمه والثقافه Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2014 8:13 am من طرف killer


 

 العولمه والثقافه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح شبيل
Admin
صالح شبيل


عدد المساهمات : 508
تاريخ التسجيل : 07/02/2013
العمر : 46
الموقع : منتدى التوجيه التربوي العربي

العولمه والثقافه Empty
مُساهمةموضوع: العولمه والثقافه   العولمه والثقافه Icon_minitimeالأحد فبراير 10, 2013 2:40 pm

العولمه والثقافه:

" ليس للعلم وطن، ولا للحكمة دار، بل العاقل من له في كل أرض مدرسة، وعلى كل طريق أستاذ ".
تعريفات:
للعولمة تعريفات مختلفة، تتفاوت بحسب أفكار المعرّف لها، واتجاهاته، ومن الملاحظ أنّه من الصعب إعطاء تعريف واحد محّدد لها، ومن التعريفات المختلفة تعريف جيمس روزانو، أحد أبرز علماء السياسة الأمريكيين، الذي يرى بأن هناك علاقة بين الاقتصاد والسياسة والثقافة والأيدولوجيا، حيث تشمل إعادة تنظيم الإنتاج وانتشار أسواق التمويل وتداخل الصناعات عبر الحدود وتماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول، وغير السلع كثير(1).
ويرى صادق العظم أن العولمة هي اتجاه الإنسانية نحو الرأسماليّة وتحت سيطرة دول المركز وقيادتها، وفي ظل سيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافيء(2).


ويعرّفها عبد الباري درّة بأنّها ظاهرة أو حركة معقّدة لها أبعاد سياسيّة وتكنولوجيّة واقتصاديّة وثقافيّة واجتماعية وحضارية لها تأثيرٌ عميقٌ في حياة الأفراد والمجتمعات والدول(1).
ويعرّفها عبد المجيد الصلاحين بأنها "حرية حركة السلع ورأس المال والأيدي العاملة والخدمات عبر الحدود الوطنية والإقليمية(2)، وفي رأيه فإن هذا تعريف شامل لكل جوانب العولمة ولا يقتصر على جانب واحد فقط.

ومن التعريفات الأخرى للعولمة للكاتب ذوقان عبيدات ما يلي(3):
- دمج سكان العالم معاً ليشعروا بأنهم في مجتمع واحد.
- توحيد العالم، بمعنى محاولة الوصول إلى مجتمع عالمي واحد تحكمه حكومة عالمية واحدة، وثقافة رئيسة واحدة، ويشمل العولمة الاقتصادية والثقافية والسياسية.
- إكساب الشيء صفته العالمية، أي أنه منتشر في كل العالم ومعروف، ويتنقل به، وهي كلمة جديدة أدخلت للقاموس اللغوي عام 1991م.
- الأمركة، أي إدخال الهيمنة الأمريكية على السلع والبضائع والأفكار والمعلومات، أي طبع الأشياء في العالم بطابع أمريكي(4).
- تحويل العالم إلى قريةٍ كونية بفعل تبادل المعلومات بين جميع الأفراد في جوانب العالم كافة، ويساعد في ذلك ثورة الاتصالات والتقدم التقني، بحيث يؤثر كل فرد في الآخر ويتأثر به، وهذا يتطلب سلطة كونية لضبط التوازنات، والإبقاء على تأثير القانون، والحيلولة دون اقتراف الجرائم(5).
- المحافظة على حقوق الإنسان، باعتباره إنساناً له الحق في الحياة الكريمة، الحرة، بعيداً عن الضغوط والعذاب والتعذيب، والاستغلال، والإكراه، والقهر، وتتضمن الحياة الجيدة الأمور الآتية:
* إنساناً مثقفاً واعياً بقضايا إنسانية يحافظ عليها ويعيش من أجلها.
* إنساناً حرّاً يستمتع بحريته ويمارسها بدون قيود.
* إنساناً فاعلاً ومتفاعلاً مع الكون الذي وجد فيه.
* إنساناً مبتكراً وخلاقاً ومبدعاً.
* إنساناً في كامل وعيه الذاتي، والمجتمعي، والكوني(6).

أما أنا فأرى العولمة بأنها نشر مكونات ثقافة المجتمع المحلي في أرجاء المعمورة بهدف تذويبها وحلول أخرى محلها، وبالطبع لن يكون هذا لصالح دول العالم الثالث ومنها الدول العربية وإنما سيكون لصالح الدول الكبرى الأقوى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بسبب عجز دول العالم الثالث عن التأثير في الآخرين لقلة مواردها المادية،


(1) درّة، عبد الباري، "العولمة وإدارة التعدّد الحضاري والثقافي في العالم وحماية الهويّة العربيّة والإسلامية"، موجود في : العولمة والهوية، 1999م، ص 53.
(2) الصلاحين، عبد المجيد ، "العولمة"، موجود في: العولمة من منظور شرعي، 2002م، ص 44.
(3) عبيدات، ذوقان ، شبابنا ..أين نحن من العولمة؟، 2000م، ص ص 20- 21.
(4) عبيدات، ذوقان ، ، المرجع السابق، 2000م، ص 20.
(5) ، (6) المرجع السابق، ص 32.

وضعف إدارتها، وهي إحدى مسببات ضعفها، في حين سيكون من السهل سيطرة عناصر مجتمعات الدول الغنية لتوافر المادة لديها والتطور التقني الفني المتمثل بوسائل الاتصال المختلفة مثل الأقمار الصناعية والحواسيب والهواتف النقالة والإنترنيت، وغيرها من عوامل القوة ومسبباتها، مما يجعلنا أكيدين من استفادة هذه الدول على حساب الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث.

مجالات العولمة ومظاهرها:
للعولمة مجالات عديدة، تتداخل معاً، وتؤثر على بعضها البعض، وهذه المجالات هي:
أ‌. الاقتصادية.
ب‌. الثقافية والإعلامية.
ت‌. السياسية.
ث‌. الإدارية والإنسانية.
ج‌. الاجتماعية.
ح‌. التكنولوجية.
خ‌. القانونية.

ويمكن تمثيل هذه المجالات بالنموذج الآتي الموضح بالشكل رقم 1(الخضيري، محسن ، العولمة الاجتياحية، 2001م، ص 34.):













الشكل رقم 1.

ويوضح النموذج العولمة وعلاقتها بهذه الجوانب، حيث تتأثر الجوانب بالعولمة وتؤثر فيها، كما يوضح علاقة الجوانب المختلفة ببعضها البعض.
وما يهمنا هنا هو العولمة الثقافية، والمقصود بها جعل الثقافة واحدة لكل العالم، وهذا يعني مصادر عديدة مختلفة للثقافة وروافدها، تأتي من أنحاء العالم المختلفة، وتصب في بوتقة واحدة، لتنصهر فتشكل كلا واحداً، ينفذ من كل الأبواب، ويصل إلى كل الأنحاء، وفي هذا تحدياً كبيراً، لثقافات قد تكون مغايرة ومختلفة عما سيأتيها، وقد تنساب بسهولة في مجتمعات، وتعارض في مجتمعات أخرى، وعلى أي الأحوال فإن هجمة الثقافة المعولمة تتم بآليات ثلاثة هي:
1. ظهور الثقافة الوطنية والقومية بصورة مهزوزة، وضعيفة، بسبب الانقسامات الداخلية والخلافات والتفكك، وظهور الشروخ الحضارية المختلفة فيها لأسباب مختلفة منها ضعف الإعلام الوطني، وقوة الإعلام الغربي، وضعف الإيمان بالثقافة الوطنية والثقة بها، والانبهار بمكونات الثقافة الغربية، بسبب إظهارها بمظهر إيجابي قد يغاير الواقع، وانبهار صغار السن ممن يرحلون لغايات الدراسة أو التجارة وغيرها، بالحرية التي يمنحها الغرب لهم، ولأسباب أخرى عديدة، مما يظهر الثقافة الغربية وكأنها المنقذ للإنسانية، والمرتقي بها إلى أعلى المستويات، محققة العدالة الاجتماعية.
2. بناء تيار ثقافة العولمة من خلال ذوبان الثقافة الوطنية والقومية تحت تأثير ثقافة العولمة، واجتياحها بحيث تفقد الثقافة الوطنية أبرز خصائصها ومقوماتها، وهنا تكمن الخطورة، وبحيث تصبح ماضياً قد يندثر، وقد يتم تذكره فقط دون ممارسته فعلياً، مما يجعله ينطوي تحت لواء العولمة، وينسحق بها ولا يكون مرشداً لها ورائداً، بحيث تبدأ ثقافة الشعوب بالاندثار، واستبدالها بثقافة العولمة، والسؤال المطروح هنا: لمصلحة من هذا الاستبدال؟
3. ظهور معابر وجسور لنقل معايير القيم الوطنية إلى الثقافة العالمية، بحيث تصبح الثقافات المختلفة روافداً للثقافة العالمية، وبما يتوقع لها أن تصبح أكثر شمولية وتكاملاً، بانتقالها من محيط ضيق هو الوطن الواحد إلى محيط أوسع هو العالم، وبما يضمن احترامها وتقديرها من الشعوب الأخرى دون اندثارها وضياعها.
ويلاحظ أن ثقافة العولمة، وبالأخص الجانب الثقافي منها وهو ما سأطلق عليه من ألان فصاعداً مفهوم "العولمة الثقافية"، قد أصبحت قوة لها خصائص الانتخاب والانتشار، فقد دخلت إلى كل مجتمع عبر وسائل الإعلام المختلفة والاتصال، وانتخب منها أفضل الموجود في ثقافات الأمم والشعوب فأصبحت انتقائية، تضم النخبة والأفضل، وهي منفتحة على أنحاء العالم المختلفة، الغني والفقير، الثالث والمتقدم، لا تحدها حدود، ولا يمنعها عائق، فأي حدث ثقافي يحصل في مكان معين في العالم، تجده قد وصل إلى الأمكنة الأخرى، وكنتيجة حتمية فإنه يصعب مقاومتها، ولا بد من قبولها كحقيقة واقعة توحد بين الاتجاهات المختلفة، والآراء، ولكن مرة أخرى، وبوعيٍ متوقع لا بد لنا من أن نتساءل : لمصلحة من هذا القبول؟ وكيف لنا أن نحافظ على هويتنا الوطنية وعناصر ثقافتنا دون أن تسير نحو الغروب والأفول؟

تاريخ العولمة:
تعددت النظرات حول نشأة العولمة، وتاريخها، ومن المفيد أن نلقي الضوء على بعضها هنا، فحسب نظرة المؤلف محسن الخضيري في كتابه العولمة الاجتياحية، مر مصطلح "العولمة" بالمراحل التالية:
1. المرحلة الأولى وهي مرحلة التكوين، أو المرحلة الجنينية: وهي المرحلة التي حدث فيها التردد في المفهوم، بين مؤيد ومعارض، وكانت محل نقاش وتفاوض، ولم تكن أوضاعها مستقرة، وكان الفراعنة أول من تبنى فكرة العولمة وعمل على تحقيقها، كما أشار لذلك الكاتب محسن الخضيري أن مصر الفرعونية كانت مركز الحضارات منذ أكثر من سبعة آلاف عام، وكانت نقطة الاتصال والتواصل بين الحضارات وتمثلت مفاهيم العولمة والحضارة حينذاك في "الفرعون"، وفي فتوحات الفراعنة المختلفة، وتطور بعدها مفهوم العولمة واختلط بكل من مفهوم الغزو العسكري لقائد تاريخي بأهداف اقتصادية وسياسية ودينية ومذهبية، وتمثل ذلك في:
- الدول الفرعونية.
- الامبراطورية الإغريقية.
- الامبراطورية الرومانية.
- الفتوحات الإسلامية في عصور النهضة الإسلامية، وأهمها:
* الخلافة الأموية الإسلامية.
* الخلافة العباسية.
* الخلافة العثمانية.
- الامبراطورية التتارية المغولية.
- عمليات الاستعمار والسيطرة على العالم والتي قامت بها دول أوروبا وأهمها:
* الامبراطورية الهولندية.
* الامبراطورية البرتغالية.
* الامبراطورية الإسبانية.
* الامبراطورية الفرنسية.
* الامبراطورية الانجليزية.
* الرايخ الألماني ومحاولات السيطرة وتكوين امبراطورية أوروبية.
- الامبراطورية الروسية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية.
- الامبراطورية الأمريكية وسيطرتها.
وتخلل ذلك انعكاسات فكرية وعقائدية للقادة وتأثر مناطق نفوذهم بها، وظهرت مفاهيم متعددة نتيجة العولمة الأولية ومحاولة تعميمها على مستوى العالم، مثل:
- الألعاب الأوليمبية.
- جوائز نوبل للسلام.
_ توقيت جرينتش والزمن العالمي.
- التاريخ الميلادي للتقويم الجريجوري.
- إنشاء عصبة الأمم.
- إنشاء الأمم المتحدة.
- البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
- صندوق النقد الدولي.
وقد تداخلت عوامل كثيرة وتشابكت في هذه الفترة الجنينية لتؤثر في مفهوم العولمة يمثلها الشكل التالي رقم 2(1):












الشكل رقم 2.

ويتمثل الغزو والاجتياح العسكري (الموضح بالشكل) في استخدام القوة للحصول على المرغوب، ودون رضا الطرف الآخر، بحيث تكون الغلبة للطرف القوي، ويتراوح المرغوب من الكلأ والماء، إلى الغنائم والثروات، إلى الجزية والضرائب، ثم إلى السيطرة على المواد الخام واستعمار البلدان.



وقد تحول إلى أحزاب وكتل، علنية أو سرية، تهدف في النهاية إلى السيادة السياسية التي تنضوي تحت لواء هذا الفكر أو ذاك.
وفيما يتعلق بعامل الرؤية نحو الغد والتصور المشترك نحوه، ففيها تكمن الخطورة أيضاً في رأيي، حيث تتجه العولمة إلى تحويل العالم إلى قرية كونية واحدة، تحكمها مباديء واحدة وقيم، بحيث تذوب الهوية الوطنية تدريجياً، والسؤال الذي يكرر نفسه: لمصلحة من يحدث هذا، ومن المستفيد في النهاية؟
وبالنسبة لعامل الإعلام فيمكن أن ندعوه بالإعلام الجائر لقوة تأثيره على الفرد وسيطرته على قراراته، حيث ينقل الخبر له مباشرة، وبصورة يضمن معها اتخاذ قرار موجه، بغير ذي تفكير منطقي، مما يساهم في ارتجال القرارات وفق الطريقة التي يصاغ بها الخبر من الإعلام وبدون روية واستقلالية.
ويبقى العامل قبل الأخير في تشكيل مفهوم العولمة هو السيطرة الحضارية، بقيمها ومبادئها ومثلها، بحيث تسلب إرادة الذات، وتوجهها، وتجعلها متلقية لا ملقية، ومفعول بها وليست فاعلا ً، فتصبح على الهامش، ويلغى تأثيرها وإرادتها، وتنتقل من المركز إلى الأطراف والحواشي بحيث يقل تأثيرها ويزداد تأثرها بصانعي القرار ودول المركز، وكذا الحال بالنسبة للشعوب والدول، وهنا يختلط مفهوم العولمة بمفاهيم الاستعمار والغزو، والتجارة العالمية والمبادلات، وإملاء الإرادة على الآخرين وامتداد النفوذ والسيطرة والهيمنة، والامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وحركات التبشير والتنوير.
ويبقى المؤثر الأخير في العولمة وهو إملاء إرادة الإخضاع والخضوع دون توقف، والاستسلام لها، والإدمان عليها، ونسيان الذات، والإقبال على جديد المركز والتشوق له، ومحاولة تقليده، وخاصة عند عامة الشعب.
كل العوامل السابقة لتكوين المرحلة الجنينية جعلتها مرحلة شد وجذب، قلق وأمل، ترقب وخوف، ما بين الحالي والمتوقع، جاء بعدها بالحتمية مرحلة الولادة.
2. المرحلة الثانية، وهي مرحلة الميلاد: وتمثلت بإزالة الحواجز بين الدول المختلفة، مما ساهم في التقارب الفكري بينها، وسهل خروج ودخول رؤوس الأموال بينها، وحدث ذلك مع انتهاء دور منظمة الجات، وبداية عمل منظمة التجارة الدولية.
وترجع البدايات الأولى للمصطلح إلى فترة الهدوء والوفاق التي سادت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في السبعينات والثمانينات والتي أعقبت الحرب الباردة بينهما، والتي انتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية في التسعينيات بانهيار سور برلين وتوحد الألمانيتين تحت ضغط الشعوب، فظهرت أمريكا كقطب واحد عمل على نشر ثقافته وإعلامه مما أدى إلى زيادة الحديث عن العولمة ورضوخه لثلاث عوامل يظهرها الشكل التالي رقم 3 :






الشكل رقم 3.

وأبرز مظاهر هذه المرحلة وجود سوق ضخمة مسرحها العالم وتربطها موصلات من المعلومات والبيانات، ويزداد بها التماثل والمحاكاة فما يتعلق بأشكال الإنتاج للأفكار والسلع والخدمات وأشكال التسويق والإعلان والترويج وأشكال التسعير والائتمان وأنظمة البيع المختلفة، مما أدى إلى تعاظم الإحساس بالعولمة، وأصبح تياره واضحا ً ملموسا ً(1).
3. المرحلة الثالثة، وهي مرحلة النمو والتمدد: وهنا يمكن القول أن العولمة قد أصبحت قضية وظاهرة وحدثا ً مهما حاول البعض إنكارها أو التغاضي عنها، أو إهمالها، فمن الصعب إرجاعها إلى الخلف، في الوقت الذي أخذت فيه وبالذات الاقتصاد بالنمو، واختراق الحواجز، والتداخل مع اقتصاد الدول المختلفة، والتشابك معها، وكذا الحال في السياسة، والاجتماع والثقافة، وأصبحت المصالح مشتركة، وأصبح الواقع الفعلي للعولمة أكبر من مجرد التحالفات الاستراتيجية، فهي تعمل جاهدة على تكوين كيان خاص بها، أكثر من التحالف، وأعمق من التكامل، وأشمل من الاندماج، وبذا فهي تتحول من النسبية إلى المطلق (كما في الشكل)، في التسامح وتحوله إلى ابتلاع مصالح الآخرين والسيطرة عليهم والتغول(2).
ومن المهم في هذه المرحلة من التوسع أن نعترف بوجود العولمة، شئنا أم أبينا، وبفرضها نفسها على تاريخ الأمة، ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، ولكن من المهم جدا ً على الدول والأفراد وضع الخطوط العريضة المناسبة للتعامل معها، بحيث لا تندثر الهوية الوطنية والقومية، ويحافظ عليها من الانسحاق تحتها أو الذوبان فيها.
إن العولمة بمفهومها الحديث تعمل على إيجاد حضارة جديدة تأخذ من الحضارات السابقة ولكن بتكنولوجيا جديدة، وهي حضارية فكرية في الدرجة الأولى قبل أن تكون سياسية واجتماعية، واقتصادية وإنسانية(3).
إن الرؤى حول العولمة مختلفة، وأحيانا ًمتضاربة، وكثيرة، والطروحات كذلك، ولكن يمكن القول أن النظرة إليها قد اتخذت أشكالا ً ثلاثة هي:
- نظرة حتمية العولمة وأهميتها وضرورة الإسراع بالتعولم، واستغلال الفرص التي توفرها.
- نظرة خارجية تتراوح بين الموافقة على العولمة وممارستها، من حيث التباهي باستخدام المستورد من الملابس والسيارات والعطور والمجوهرات والاكسسوارات، واستخدام الهواتف الخلوية، والأقمار الصناعية والإنترنيت، وغيرها، وما بين رفضها فكريا ً وعمليا ً.

- نظرة رافضة لها جملة ً وتفصيلا ً، واعتبارها مصيدة للعالم من الدول القوية، وعليها مقاومتها، ومقاومة مصدريها وتعقبهم بالرفض.
وبالرغم من أشكال العولمة المختلفة هذه، إلا أنها أصبحت واقعا ً لا يمكن تجاهله، بل لا بد من التعامل معه، ومن الدلائل على واقعيتها الآتي:
- ما حدث في دول جنوب شرق آسيا منتصف 1997م، وما حدث في كل من كوريا، وإندونيسيا، وتايلاند، وماليزيا، وسنغافورة، واليابان، وما شهدته منطقة الشرق الأوسط من انهيارات اقتصادية كبيرة كانت العولمة، وبالذات الاقتصادية منها، سببها الرئيسي.




لقد تضاربت الرؤى، والأفكار، والطروحات، كما سبق وذكرنا حول تاريخ العولمة، ففي الوقت الذي يرى فيه محسن الخضيري في تصنيفه السابق لتاريخ العولمة بأن نشأتها كانت فرعونية الطابع، وأن المصريين القدماء هم أول من تبنى فكرتها وسعى إلى تحقيقها، يرى ذوقان عبيدات في كتابه "شبابنا..أين نحن من العولمة؟"، بأن ظهورها كان بأشكال مختلفة منذ بداية التاريخ الإنساني، وذلك عندما نشر اليونانيون أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو أفكارهم وتأثر بها الآخرون ومنهم المسلمون، وفي موضع آخر من كتابه يقول أن نشأة العولمة بدأت في مرحلتها الأولى في بداية القرن الخامس عشر، حين انتشرت أفكار الدين المسيحي وزادت سلطة الكنيسة، وبدأ الحديث عن وحدة العالم والإنسانية، وفي موضع ثالث من كتابه يقول بأن فكرة العولمة حديثة حيث نشأت في القرن التاسع عشر، عند استخدام القطار واختراع الهاتف، حيث تحول العالم من كبير جدا ً إلى متوسط الحجم، كما أن الكاتب يصنف ظهور عصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة في المرحلة الرابعة من تاريخ العولمة في حين يصنفها الخضيري في المرحلة الأولى.
ولتوضيح هذه الفروقات أجد ممن الضروري استعراض تاريخها كما ورد في كتاب المؤلف ذوقان عبيدات المذكور سابقا ً.
يستعرض الكاتب عبيدات ثلاث آراء لنشأة العولمة هي(2):
1. العولمة فكرة قديمة جدا ً: وليس أدل على ذلك من انتشار أفكار اليونان منذ بداية الحضارة الإنسانية والتاريخ، أمثال سقراط، وأفلاطون، وأرسطو، حيث انتشرت هذه الأفكار بين الكثير من الشعوب ومنهم المسلمين حيث ترجموها إلى العربية، وكذلك انتشار أفكار الرومان حيث نقلوا حضارتهم وثقافتهم إلى أرجاء العالم المختلفة.
2. العولمة فكرة لم تتحدد بعد: حيث نشأت في القرن الخامس عشر، وتطورت إلى ما نعرفه اليوم وفق المراحل الآتية:
- المرحلة الأولى: وبدايتها في القرن الخامس عشر، حيث انتشر الدين المسيحي وأفكار الكنيسة التي دعت إلى وحدة الإنسانية والعالم.
- المرحلة الثانية: وبدايتها في منتصف القرن الثامن عشر، عندما بدأ الحديث عن القانون الدولي والعلاقات الدولية، وضرورة احترام جميع الدول للقانون المذكور.
- المرحلة الثالثة: وامتدت من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، حيث شهدت اختراعات مختلفة في الاتصالات والمواصلات وتطورا ً بها، كما شهدت الكثير من الحروب العالمية.
- المرحلة الرابعة: وامتدت من منتصف القرن العشرين وحتى السبعينات من هذا القرن، وفيها ظهرت منظمات مختلفة مثل: عصبة الأمم، والأمم المتحدة، وأحداث عديدة مثل التنافس بين الدول للوصول إلى القمر، والتهديدات بحروب نووية.
- المرحلة الخامسة والأخيرة: وهي ما نشهده حاليا ً، بالمفهوم الواسع للعولمة، وتمثلت بإنشاء شركات دولية متعددة الجنسيات، وبانتهاء الحرب الباردة، وسيادة إحدى دول الأمم المتحدة على العالم، أو جميعها.



. العولمة فكرة حديثة جداً: وقد جاء في محاضرة للأستاذ عبد الرؤوف الروابدة مأخوذه من كتاب عبيدات المذكور سابقاً بأن فكرة العولمة تعود للقرن التاسع عشر، وأنها مرت بمرحلتين هما:
- الأولى وتمثل باستخدام القطار واختراع الهاتف، وتمتد من سنة 1800-1920م، حيث تحول العالم من كبير الحجم جداً إلى متوسطه.
- الثانية وتتمثل بحادثة سقوط جدار برلين في نهاية الثمانينات، حيث قويت ودعمت بوجود ثورة الاتصالات وثورة المعلومات، وتحول فيها العالم من متوسط الحجم إلى صغير جداً.

العولمة والعالمية:
العولمة والعالمية مفهومان مختلفان تماماً، ففي حين تشير العولمة إلى فرض سيطرة إحدى الدول على الأخرى وهيمنتها عليها، في أي جانب من جوانبها، الاقتصادية، أو السياسية، أو الفكرية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، وغيرها، تشير العالمية –وهي مفهوم قديم- إلى الأبعاد الإنسانية المشتركة بين جميع بني البشر، وهي أفكار إنسانية تلائم الجميع في الدول المختلفة، مثل الأدب العالمي وحقوق الإنسان وغيرها(1).
وفي قول لمحمد حافظ الجمال مأخوذ من كتاب عبيدات السابق، يقول: "إن العالمية نظرة أو سلوك إنساني يهدف إلى تحقيق أهداف إنسانية، تتعلق بالقيم والأخلاق، وحقوق الإنسان والحريات والثقافة والديموقراطية، وحين تسود العالمية العالم، فإنها تعمل على نشر قيم إنسانية ترتبط بثقافة الجميع، وبحاجات الجميع، أما حين تسود العولمة فإنها تعمل على إعلاء ثقافة ما وإهمال الثقافات الأخرى".
وعليه يمكن إجمال الفروق بين العالمية والعولمة بالآتي:
- لا ترتبط العالمية بثقافة معينة أو حدود، لذا فهي تعمل على نشر القيم الإنسانية والفكر دون تحفظ ولفائدة الجميع، فهي تشبه الإعمار والتنوير، في حين أن العولمة تعمل على نشر أحد جوانب العولمة كثقافة معينة مثلاً على حساب تدمير ثقافات أخرى، وهي بهذا تتضمن معنى الاستعمار.
- تركز العالمية على عناصر الإنسانية المتمثلة بالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان في حين تركز العولمة على حرية الاتصال والسياحة والقيم الخاصة بالتكنولوجيا والمعلومات.
- تنتج العالمية مزيداً من التسامح وحب الخير للجميع، في حين تنتج العولمة الفوقية والتسلط والعدوانية.
- هدف العالمية توحيد المصالح، وتوحيد الناس، وهدف العولمة التفكك، والتفريق، كما حصل عند ظهور الفئة المتنفذة المتسلطة، والفئة السائدة، وبعضها مما اتخذ ردود فعل على العولمة، فقد تكون حركات التطرف المختلفة كما في حالات العنف وأشكاله هي ردود فعل على ما أحدثته العولمة من ضغوط مادية ونفسية.
- في العالمية، لا تفرض الثقافة على العالم، بل ترتقي من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي وتنتشر بتلقائية، في حين تفرض الثقافة نفسها في العولمة دون استئذان.
ويوضح المفكر الإسلامي محمد عمارة نقاط جوهرية في موضوع العولمة والعالمية نوجزها بالآتي:
- الدين الإسلامي تحريرياً وليس تقييدياً، بمعنى أنه عالمي يحترم ثقافات العالم ولا يهدف إلى سيطرة ثقافته عليها وإلغاء هويتها، بل يعمل على توحيدها.




- مضمون العولمة الغربية سيطرة الفكر الغربي وحضارته على العالم.
- موقف الحضارة الغربية من الحضارة الإسلامية موقف عداء تاريخي منذ فجر الإسلام وحتى الآن.
- من الضروري التمييز بين عولمة السياسة والثقافة والاجتماع والعلم وبين عالمية الفكر، وهي نقطة مهمة جداً في نظري تعمل على الارتقاء الفكري والمحافظة على الهوية والتراث.

العولمة الثقافية، والهوية العربية والإسلامية، وتداعياتها:
انطلاقاً من فكرة أن العولمة هي الهيمنة الغربية والسيطرة على الآخرين، وجوانب العولمة المختلفة، وبالذات العولمة الثقافية، أي سيطرة الغرب وهيمنته على ثقافة الأمم الأخرى والشعوب، وأخص بالذكر العربية والإسلامية، فإنني سأتطرق إلى أهم جانب في هذا البحث وأخطره وهو العولمة الثقافية وتأثيرها على النواحي الوطنية والقومية والإسلامية للأمم المفروضة عليها.
وتعني الثقافة الكل المتكامل أو النسيج المترابط من العادات والتقاليد والقيم، وأسلوب حياة الجماعة ككل بجوانبها المادية والمعنوية، فبالإضافة للقيم والعادات والتقاليد فإنها تشمل اللغة، وطرق الزواج وعاداته، والطلاق، وتناول الطعام، وارتداء الملابس، ونمط البناء، وأنماط التفكير، والشعور، والتصرف، والمفاهيم، وكل ما يشمله، أسلوب الحياة.
يلاحظ من التعريف السابق وجود مكونات ثلاثة للثقافة هي:
أ. العموميات: وتشمل ما تشترك به جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العمر أو المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، وتمثل أساسيات الثقافة، والشخصية القومية للمجتمع، وعناصرها اللغة، والملبس، والمأكل، وأساليب التحية، والمعتقدات والقيم والتقاليد.
وتجمل فوائد العموميات بأنها تقارب بين اتجاهات الأفراد في الحياة، وأشكال تفكيرهم، وتوحد أنماطهم الثقافية، وتقرب اهتماماتهم، وتجعلها مشتركة، وتكسبهم الروح الجماعية التي تؤدي إلى التماسك الاجتماعي.
ب. الخصوصيات: وهي التي تشترك بها مجموعة معينة من أفراد المجتمع، وتميزها عن غيرها، وقد تكون هذه المجموعة مهنية كالمهندسين، أوالأطباء، أوالمعلمين، أوالتجار، أوالمحامين، أوغيرهم، وتتمثل بالعادات والتقاليد وأنماط السلوك الخاصة بهم.
وقد تكون المجموعات طبقية أي خاصة بطبقة معينة من المجتمع، وتصنف على أساس العرق والأصل أو الاقتصاد والمال.
ج. المتغيرات الثقافية: وهي عناصر الثقافة الوافدة من ثقافات أخرى، والتي قد تستقر في المجتمع الجديد إذا وجدت لها قبولاً من أهله، أو تندثر إذا لم تجد قبولاً واستحساناً لها، أو تبقى تتأرجح بغير استقرار إذا ما تضاربت الآراء حولها ما بين مؤيد ومعارض.
والمتغيرات هي العنصر المرن والنامي من الثقافة، وهي دليل حيوية الثقافة وتجددها، وكلما كانت الثقافة مرنه ونامية، كلما كانت أقدر على امتصاص التغيرات الثقافية، دون حدوث اضطراب فيها(1).
وتتضح الأهمية الكبرى للثقافة بكونها كالغذاء، تمثل أكسير الحياة لمستقبل الأجيال، والمثقفين هم أداة التغيير في سلوكيات الأفراد ونمط حياتهم(2)، ولعناصر الثقافة بكونها أسس تحديد هوية الأمة ومميزاتها، والحفاظ عليها، ومن هنا جاءت أهمية استعراضها هنا للتأكيد

عليها والتذكير بها، من أجل المحافظة على ثوابت الأمة عند هبوب عناصر الثقافة الوافدة بعامة والدخيلة بصورة خاصة، والتي بها يتم إحداث التغير الثقافي الذي يعتبر من الظواهر العامة للمجتمعات النامية منها والمتقدمة، بحيث يمكن أن يكون سريعاً أو بطيئاً، ويصيب كافة فروع العلوم والفلسفة والفنون وقد يشمل قوانين التغير الاجتماعي المختلفة وصوره العديدة، بحيث تبقى شامخة لا تتأثر بالتغير، إلا إذا كان للصالح العام، ولفائدة أفراد المجتمع، وبغير ذلك فهي متينة، ثابتة، كجذور الأشجار الضاربة في الأرض بعمق، ومن هنا جاءت أهمية توعية الطلبة دوماً بقدرات الأمة، وعناصر ثقافتها، بما يجعلهم يعتزون بها ويفخرون، وسيتم الحديث عن ذلك لاحقاً في بند اقتراحات وحلول للتعامل مع العولمة.
وبناءً عليه، فإن الهوية العربية تتمثل في كوننا عرباً، وثقافتنا عربية، نتحدث العربية، ونقرؤها، وننتمي إلى العروبة في أي مكان، ونمارس الأفعال العربية، ولدينا الرغبة في تعزيز ثقافتنا العربية وأساليب مختلفة سياسية ودينية، واقتصادية، واجتماعية، وغيرها، بين جميع الدول العربية، ونستطيع أن نقول أن هويتنا العربية الحالية هي ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ومن سبقونا، ومن هنا جاءت أهمية الحفاظ على الهوية العربية والقومية والإسلامية، بما يتماشى مع روح العصر، فلا خير في أمة ورجالها تنكرت لتراثها وهويتها واندفعت مع الجديد بلا هوادة أو تفكير(1).
لذا فإن التركيز على عولمة الثقافة له بعد في غاية الأهمية، ويتجلى ذلك في ما يسمى بالثقافة الاستهلاكية، التي تشمل وسائل التسلية والملذات، وإشباع الذات، والإيقاع السريع، والكسب الأسرع، كما يظهر في الوجبات السريعة، وملابس الجينز، والمسلسلات الأجنبية البعيدة عن ثقافتنا العربية وعاداتنا، والأعلام الإباحية وإثارة الغرائز، والحرية غير المضبوطة، المتمثلة بثقافة Star Academy ، ودالاس، وغيرها من المسلسلات الدخيلة على ثقافتنا العربية الغنية المتمثلة في مسلسلات صلاح الدين الأيوبي، وعمر المختار، وفيلم الرسالة، وغيرها، وانتشار المخدرات، والهجرة، والمضاربة في الأسواق المالية، مما يجعل
الثقافة التقليدية القيمية تنحدر إلى هذا النوع من الثقافة، بحيث تصبح مقروءة وليست مكتوبة، ومشاهدة وليست مروية، يساعد في ذلك التقدم التكنولوجي الكبير من تليفونات خلوية، وأقمار صناعية، وانترنيت، وغيرها مما يساعد في النقل السريع والانتشار.
وباختصار يمكن أن توحي العولمة الثقافية بأن الحياة لهو ومتعة ما دام الإنسان قادراً على أداء الصلاة والزكاة والإحسان والصدقات وغيرها مما تجعله يجمع الحسنيين(2)، ولك أن ترى ماذا يمكن أن تكون نتائج ذلك، إضعاف الدين والتدين، وجلب نتائج وخيمة على العائلة، والأسرة، من تفكك وأمراض وغيرها مما لا يسع المجال لذكره هنا، ومما يكون له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع.
ومما لا شك فيه أن هناك صراعاً كبيراً بين ما درج المثقف عليه وتربى، وما يحيط به الآن والمطلوب منه، وهذا الصراع يمثل أزمة وجود حقيقية، بين الماضي والحاضر، والأصالة والمعاصرة، قد تدفع به للهاث وراءها لكيلا يقال عنه رجعيٌ ومتزمتٌ، أو للمحافظة على تراثه وثقافته ليقال عنه أصيل محافظ على هويته وحضارته.
والخوف كل الخوف من العولمة الثقافية عند تأثر الشباب وهم القطاع الأكبر في العالم العربي بها، وبراعم الغد المؤمل بقرارها، لذا لا بد من إلقاء الضوء على الشباب والعولمة الثقافية بالآتي:



يشكل الشباب في المجتمع العربي ما نسبته أكثر من 40% من عدد سكانه البالغ 290 مليون نسمة، ويعتبر سكان العالم العربي أصغر سناً من سكان العالم أجمع(1).
ويعيش هؤلاء الشباب بين مد وجزر، تتجاذبهم قوى مختلفة، فهم في صراع وحيرة بين الماضي الذي ينقله لهم آباؤهم وأجدادهم والمتمثل في العادات المختلفة، والقيم، والاتجاهات، وأنماط الحياة المختلفة، وبالذات الدينية، والطلب منهم المحافظة عليها، والالتزام بها، مراعاة لموروثهم الحضاري، وتلبية لآبائهم، واحتراماً لهم، وبين ما يبث لهم في غالب وسائل الإعلام، وخاصة القنوات الفضائية الواسعة التعدد والانتشار، والتي تضعهم في غالبها في جو اللهو واللعب والإباحية التي تصل حد الابتذال، وإبعادهم عما اعتاد عليه أهلهم من الالتزام والمحافظة، وتأكيد المؤسسات الاجتماعية المختلفة على ذلك مثل المدرسة والكنيسة والجامع، وبذا يجد الشباب نفسه موزعاً بل مجزءاً وأحياناً تائهاً بين كل ما يدور حوله، إضافة إلى أنه يعيش في مجتمع لا يشجع الحرية، بل يعمل على الانتقاص منها والإساءة إليها، مما يخمد لديه الفكر والإبداع، وقد يقتله، فليس مسموحاً له في غالب المؤسسات التعليمية العربية بالحوار الحر وإبداء الرأي، والنقد البناء، والاستكشاف، والاستقصاء، ولا يشجع عليه، ولا توفر له البيئة لذلك، في الوقت الذي تنادي به وسائل الإعلام من صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون بضرورة حرية الأفراد.
إضافة إلى ما تهيئه المجتمعات العربية من عشائرية وقبلية، تفرض عنصر المفاضلة والتمييز، ليس على أسس علمية موضوعية صحيحة، حتى أننا نجد أغلب المثقفين يتعاملون بعقلية " أنا ابن عشيرة كذا ..فكيف تتعامل معي بهذه الطريقة ..أوكيف تجرؤ على توجيه هذا القول لي؟ " ، فأين العقل العلمي من ذلك؟ وأين دور العلم والتعليم والشهادات في صقل العقلية العلمية البحتة وإبرازها على ما عداها ؟! إن معيار التمييز يجب أن يكون العمل بفاعلية وكفاءة، والإخلاص به، وإتقانه على أتم وجه، بضمير حي لا يعرف التمييز أو الشكلية والمحسوبية.

وهناك أشكال أخرى من التمييز تتم وفق النواحي المادية، أو الاجتماعية، فنجد الأثرياء يسيطرون على مقدرات الفقراء، وذوي المراكز والسلطات على مصائر الآخرين، كما نجد التمييز في الجنس، فالرجال أقوى من النساء، والفقيرات أقل قدراً من سواهن، والأسوياء لهم حظ أوفى في التعيين والمعاملة من ذوي الإعاقات والذين يشكلون تقريباً 1/10 من المجتمع العربي(2).
ومن استعراض تاريخ العولمة السابق، نجد أن العولمة مرحلة لا بد أن تليها مرحلة، وأخشى ان تكون هذه المرحلة هي ما يمثل الآثار السلبية للعولمة، والتي نخافها جميعاً أن تهدد ثقافتنا وهويتنا، فتسود الثقافة الغربية الغريبة عن ثقافتنا وهويتنا وتراثنا، لسهولة انتشارها حالياً بفعل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم.
ويمكن تقسيم الشباب تبعاً لتأثرهم بوسائل العولمة التكنولوجية إلى ثلاث فئات(3) هي:
1.الشباب المتمكن أهله اقتصادياً، والقادر على توفير فرص تعلم جيدة له، وأجهزة تكنولوجية يتدرب عليها ويعمل من خلالها، فهو يجيد استخدامها بمهارة فائقة، مما يسهل له توفير فرص عمل مختلفة.




ولا يتأثر هؤلاء الشباب بما تبثه هذه الأجهزة بما فيها القنوات الفضائية والإنترنيت من أفكار وأحداث، وذلك لاقتراب نمط حياتهم منها، ويمكنني أن أطلق عليهم مفهوم "العرب الغربيين" أو “Western Arab”، لظهور ازدواجية القيم الشرقية والغربية على سلوكياتهم، مثل نوعية سياراتهم، وموسيقاهم، والأفلام التي يشاهدونها، وعلاقاتهم بالجنس الآخر، وبوالديهم وأسرهم من حيث استقلاليتهم عنها في الكثير من الأمور، وقد يؤدي هذا بهم إلى الانعزال الاجتماعي الاختياري، وقد يضعف هذا ولاءهم لأوطانهم فيؤدي إلى ازدواج الجنسية، والذي قد يؤدي بدوره إلى الهجرة، ولك أن تتخيل مخاطر ذلك ثقافياً ودينياً.
وغالباً لا تبدي هذه الفئة من الشباب أية اهتمامات سياسية، فلا تهزها الأحداث السياسية، ولا تعنيها، وبالرغم من ذلك فقد أظهرت المواقف الأخيرة أن لدى هؤلاء حساً وطنياً وقومياًعند الاستماع إلى آرائهم في ما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان، وتظاهراتهم إزاءها.
2. وأما الفئة الثانية من الشباب فيبدو أنها أقل استقلالية عن أسرها، بمعنى أنها أكثر التزاماً بعائلاتها والتصاقاً، وتشمل الشباب القادر أهله على تعليمه في الريف والحضر، ولكنها محدودة العطاء، ولا تزود أبناءها بمهارات إضافية تساعدهم في الولوج إلى سوق العمل.
ويبرز أثر العولمة وشيوع قيمها في أن هذه الفئة تقلد الأولى في سلوكياتها أولاً، وما تشاهده على القنوات الفضائية ثانياً، ويساهم ذلك في زعزعة بعض عوامل ثقافتهم، وولوج عناصر من ثقافات أخرى، مثل الزواج العرفي، وارتياد النوادي الليلية والانخراط في العمل للفتيات كالعمل في مصنع، أو مدبرة منزل، أو بائعة في متجر، وذلك في أوقات فراغها لتؤمن معيشة أفضل لها ولأبنائها، أو لتتابع دراستها، وأما تأثر هؤلاء الشباب بالإنترنيت فهو قليل، لأن استخدامها يشكل عبئاً مالياً عليهم.
وبين هذا وذاك، بين الأصالة والمعاصرة، يتأرجح الشباب، ويحاول إيجاد التوازن بين قيم الأجداد وتراثهم، وبين القيم الوافدة والتراث، ويبدو ذلك في بعض مظاهر السلوك، كملابس بعض الفتيات حالياً ممن يرتدين الإيشارب وبنفس الوقت البنطال الذي قد يكون من الجينز أو غيره، وقد يكون ملتصقاً بالجسم، وكذلك ارتداء موديلات مختلفة وألوان لغطاء الرأس (الإيشارب).
وبالرغم من ذلك، فإن الحس الوطني لدى هذه الفئة عالياً، فالتصاقه بهموم أمته ووطنه واضحاً جلياً في ما يظهره من تعاطف بأشكال مختلفة كالتعبير عن آرائهم بمظاهرات مع ما يحدث من قتل وتشريد لأبناء الأمة العربية وأطفالها ونسائها، وقد يعزى ذلك إلى أن غالبية هؤلاء الشباب من الفئة الوسطى التي لا فائض مادي لديها، وهي تعيش حالة الكفاف، دون الفقر، وتتمسك بثقافتها وتعمل على نشرها مما قد يحدث لدى أبنائها بعض التوتر والصراع للبحث عن الهوية.
ويبقى شباب هذه الفئة القوة الفاعلة في منظمات المجتمعات العربية المختلفة مثل منظمات حقوق الإنسان والجمعيات المختلفة، وهم الأهم في المحافظة على التراث الثقافي.
3. وهذه الفئة الأكثر فقراً، والخارجة من المناطق الفقيرة ووتمثل شباباً غير متعلم، أو بدرجة تعلم متدنية، كالتوجيهي أو أقل.
واحتكاك هؤلاء بالتكنولوجيا قليل جداً بسبب عدم تمكنهم مادياً، فتطلعاتهم وآمالهم مستحيلة، وطموحهم وقدراتهم عاجزة، يسرقون الثقافة الدخيلة عبر الإعلام المرئي أو المسموع، إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك.
وهم أكثر فئة الشباب بحكم شعورهم بالنقص، والدونية، والحرمان - إذا جاز لنا التعبير- ممارسة لأشكال العنف المختلفة بما فيها عمليات الاغتصاب، والسرقة، والانحراف، بكافة أشكاله، بما فيها تناول المخدرات، والأفلام الإباحية المخلة بالآداب.
وقد أشار بحث د. زينب عبده عام 2004م، والمعنون "مشكلات الشباب في المجتمعات العشوائية" إلى أن 1% من عينة البحث وقعت في الإدمان، و17% افتعلت جرائم سرقة، و22% صدرت في حقهم أحكام أخرى، واتضح أن 56% من هؤلاء أميين، وفسر هذا بتداعيات العولمة التي لم توفر المناخ السليم لهؤلاء، وإنما جانباً لا تربوياً ولا أخلاقياً، ولم تعترف بهم كفئة لها اعتبارها.
إن المتمعن في ما ورد، يدرك خطورة ما يمكن أن تحدثه العولمة، سيما وأن متلقيها هم أعلى النسب في المجتمع، وهم القابلون للتغيير، والقادرون على إحداثه، وهم فئة الشباب، أمل الغد، ومستقبله وطموحه.
وما ينسحب على الشباب من تأثر بمكونات الثقافة المحلية العربية والوافدة ينسحب على قطاعي الطفولة والكهولة في المجتمع الواحد.
وعليه، فلا بد من اقتراح السبل والوسائل المختلفة للحد من هذه المخاطر، والحفاظ على أسس ديانتنا السمحة، وثقافتنا الغالية.

رأي الإسلام في العولمة:
لا بد لنا هنا من الإشارة إلى نظرة الإسلام الحكيمة للعولمة وذلك بعدم رفضه للتنوع الحضاري والثقافي، وخاصة فيما يتعلق بالإنسانية ودوافعها، وكذلك فإنه لا يرفض ما لدى الآخرين، أو التعارف بينهم، بشرط الاحتكام في الحالتين إلىقواعد الشريعة الإسلامية، وأحكامها، وما تقرره من أصول عامة بحيث لا تخرج عنها(1).
وفي هذا يقول تعالى: "يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"(2).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحكمة ضالة المؤمن، فأينما وجدها فهو أحق بها"، ويؤكد على ذلك تعامل المسلمين وحتى عهد الملك بن مروان بالدرهم الفارسي والدينار الروماني، وأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدواوين عن الحضارة الفارسية، كما تؤكد الآيات القرآنية الكريمة على عالمية الإسلام، حيث أن كثيراً منها يبدأ بالخطاب "يا أيها الناس"، قال تعالى "ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون"(3)، وقال تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم"(4).
وكما أن الدعوة إلى الإسلام دعوة عالمية، موجهة لجميع الأفراد في شتى أنحاء العالم، ليدخلوا به عن طواعية لينظم شؤون حياتهم، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين(5)، وقال تعالى: "إن هو إلا ذكرى للعالمين"(6).
وأكد الإسلام في عالميته على وحدة الأديان في أصول الاعتقاد، قال تعالى: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً، والذي أوحينا إليه وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"(7)، فقد دعا الأنبياء جميعاً إلى توحيد الله والائتمار بأمره والبعد عما نهى عنه(Cool.



(1) جيدل، عمار وزملاؤه، العولمة من منظور شرعي، 2002م، ص 67.
(2) سورة الحجرات، آية 13.
(3) سورة البقرة، آية 21.
(4) سورة الحج، آية 1.
(5) سورة الأنبياء، آية 107.
(6) سورة الأنعام، آية 90.
(7) سورة الشورى، آية 13.
(Cool جيدل، عمار وزملاؤه، مرجع سابق، ص ص 65- 68.



فاختلاف الأديان لا يكون باختلاف القيم التي تدعو إليها وأصول الاعتقاد، بل بكيفية تطبيقها وآلياته، وتنظيمها، فأصول الاعتقاد وهي الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر ومجمل الغيبيات لا تختلف فيها الأديان، ولا تختلف في قيم الحق والعدل والتسامح والمحبة، ولكن في آليات تنظيمها وتطبيقها.
ويضيف الإسلام في دعوته إلى العالمية أن اصل الجنس البشري واحد، قال تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً(1).
وهكذا فإن تاريخ الإسلام يشير إلى أنه أول من دعا إلى العالمية، ولكنها بمفهوم "المذهب الإسلامي في العالمية" باتباع تعاليم الإسلام وشرائعه(2).

اقتراحات وحلول للتعامل مع العولمة:
بناءً على ما سبق، فإنني أرى ضرورة التأقلم مع العولمة والتمشي معها، وفي نفس الوقت اتخاذ الإجراء اللازم لمنع انسحاق الذات فيها وانجرافها معها للحفاظ على الثقافة المحلية والهوية التي يعتز بها المجتمع التي تخصه ويفتخر بها.
ومن هذه الإجراءات والاقتراحات الكفيلة بالتنسيق بين الثقافتين وعدم اللحاق بالغربية أو الانسحاق تحتها ما يلي:
- أبدأ بقول باني الوطن، جلالة القائد الملك عبد الله الثاني بن الحسين:
"إن طموحاتنا وأهدافنا التي نسعى لتحقيقها كبيرة وتحتاج إلى تضافر جهد كل واحد منا، وجميعنا مدعوون لدعم ورعاية الشباب واكتشاف طاقاتهم وإمكاناتهم لأنهم الأولى بالرعاية والدعم، وثمة مسؤولية أيضاً تقع على كاهلهم لإظهار قدرتهم على المنافسة والتميز ومعرفة إبداعاتهم التي سترسم ملامح المستقبل للوطن ولأجياله القادمة".
فالمطلوب هو التركيز على الشباب في البرامج المعدة لتنيمتهم أكاديمياً ومهنياً واجتماعياً وثقافياً حيث أنهم عدة المستقبل والقادرون على المحافظة على مقدراته وتراثه.
- توفير الفرص المختلفة لزيادة التفاهم بين الأفراد في المجتمعات المختلفة(3)، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم للالتقاء في مناسبات متعددة، والحوار، للتقريب بينهم في الأفكار، والمشاعر، والمواقف الإنسانية، كالتبادل الثقافي بين طلبة الجامعات المختلفة، و/ أو المدارس، و/أو النوادي، وكذلك من خلال ما تبثه محطات الأقمار الصناعية، وتخصيص إحداها للتقارب الثقافي إذا أمكن، مع التأكيد على إعلاء شأن القيم الإنساتية ورفض الإذعان والخضوع، والاعتزاز بالكرامة الإنسانية.
- أكرّر قول صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظّم "العالم المعولم يحتاج إلى أخلاقيات عالمية، أي إلى مصفوفة من القيم ونظام للسلوكات الأخلاقيّة الروحية، إلى نموذج جديد للعلاقات العالمية يرتكز على عقد اجتماعي عالمي يعظم الجوامع ويحترم الفروق، إلى جوامع عالمية تستند إلى رأس المال الاجتماعي والأمن الإنساني، إلى شراكة إنسانية وجدانية عميقة، فجميع الشعوب وجميع الثقافات لديها ما تساهم به في هذه الأخلاقيات العالمية التي



(1) سورة النساء، آية 1.
(2) سورة الأنعام، آية 90.
(3) العبد الله، جلالة الملكة رانيا ، من التلفزيون الأردني، أيلول 2006م.
تحترم حقوق الإنسان وكرامته وأمنه، وترتكز على توجه احتوائي، يضم حتى أكثر فئات البشر هشاشة وينصت إلى حتى أكثر الأصوات خفوتاً، وستند إلى الاحترام المتبادل والتسامح والعدالة"(1).
فالتركيز يجب أن يكون على العالمية وليس العولمة بالمفهومين المتعارف عليهما سابقاً.
- "رسالة عمان" وثيقة هامة في توضيح دور الإسلام المعتدل غير المتطرف والعالمي التوجـّه، فالوسطية رسالة خيرة، تعنى بالاستقامة والنزاهة الفكرية والإخلاص، وتؤكد قيم العلم والمنطق والمعرفة، لذا لا بد من تعميمها من خلال المناهج الدراسية والأبحاث العلمية والندوات وغيرها من وسائل التأكيد عليها، والتي تبرز الإسلام في عصر العولمة وتحافظ عليه.
- الإيمان بالله، ووضعه نصب أعين صانعي القرار في أفعالهم وأقوالهم، من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية، في أسلوب الحياة اليومي، والعمل، والتربية، والنواحي الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها.
يقول المهاتما غاندي (1869- 1948) "إن الله عندي هو الحياة والحق والمحبة، و لا شك عندي أنه ما من شيء يكون أو يتحرك بغير إرادته، فهو أقرب إلينا من قرابة الظفر من اللحم، إنك إذا اقتلعت عيني ما استطعت أن تقتلني، ولكنك إذا انتزعت مني الإيمان بالله فقد قتلتني من فورك، وسلبتني الحياة"، وفي هذا تأكيد على وحدة الأديان في أصول الاعتقاد.
- الاهتمام بالفنون الإسلامية وطرحها كمساقات مختلفة، لمساهمتها في تحديد الهوية الاجتماعية الثقافية التي تواجه تغيرات العولمة كما أشارت لذلك غادة مصطفى اسماعيل في بحثها عن " التعامل الإسلامي للتربية الفنية مع العولمة" والتي أشارت نتائجه إلى أنه يمكن للتربية الفنية الإسلامية أن تواجه ما يسود المجتمع من تغريب ثقافي إسلامي وذلك بالاهتمام بالأخلاق التربوية الإسلامية للتأكيد على الأخلاق الإسلامية، وصياغة تربية فنية حديثة قادرة على مواجهة سلبيات العولمة وتداعياتها.
- تشكيل هيئة عليا متكاملة من تخصصات مختلفة من أبناء الدولة القادرين على إدارة الكم الهائل من عناصر الثقافة المختلفة من العموميات والخصوصيات والمتغيرات من أجل العمل على فلترة الصالح من الطالح، وتوجيهه بالطريقة الصحيحة التي تضمن الاتصال الفاعل غير الغادر الذي يحافظ على أساس وجود الأمة العربية والإسلامية وكيانها، ويحميها.
- التعاون والتنسيق والانفتاح عوامل جوهرية في إدارة مكونات الث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://salehshapil.yoo7.com
 
العولمه والثقافه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوجيـــــه التربــــوي العـربي :: الفئة الأولى :: موضوعات تهمـــــــــك-
انتقل الى: