التوجيه التربوي عند طلاب الجامعات :
1_ معنى االتوجيه:
التوجيه طريقه تربويَّة تَهدف إلى إنضاج شخصيَّة المتعلِّم؛ بتنمية جوانبها الذاتية في علاقتها بالمحيط، وإلى مُساعدته على رسْم مَعالم مُستقبَله الدِّراسيِّ والمِهني بشكْل يَنسجِم مع حاجياته ومُيوله، ويَتلاءم مع إمكانياته وقُدْراته ومؤهلاته؛ ليُصبِح قادِرًا على التَّمَوقع والتَّكيُّف مع مُتغيِّرات الذات والمحيط، ومُتمكِّنًا بوعْي وإدراك مِن بَلوَرة مَشروعه الشَّخصيِّ.
2- خطوات عمليَّة لتوجيه أفضل:
إنَّ التوجيه الحسَن والاختيار الصائب هو السرُّ في نجاح المسيرة الدراسيَّة والتلميذ - بل إنَّ نجاح التلميذ مِن عدمه مُرتبِط ارتباطًا وثيقًا بهذا الجانب، وهَنا خُطوات ثلاث يجب الأخذ بها في عمليَّة الاختيار، وهي:
أ- استكِشاف الذات ومعرفة المحيط المِهني:
في هذه المرحلة يجب على التلميذ أن يَكتشِف ذاته ومُيوله الشخصيَّة ونزعاته النفسيَّة، ويَستكشِف الشُّعَب الدِّراسيَّة المتاحة، والمسارات الدراسيَّة المتعلِّقة بها، والآفاق المِهنيَّة لهذه الشُّعَب، ويَعلم عِلم اليقين أنها تُوافِق طُموحه ورغبته الشخصيَّة.
ب- اختيار الشُّعبَة:
وأمَّا في هذه المرحلة، فيَلزم التلميذَ اختيارُ شُعبة مُعيَّنة ومدَى تَوافُقِها مع ذاته ومُكتَسباته، مُحاوِلاً الإجابة عن الأسئلة التالية:
• هل المؤهِّلات الفِكريَّة والبدَنيَّة التي تَتطلَّبها هذه الشُّعبة مُتوفِّرة عندك؟ (إذ لا يُعقَل مثلاً ان (العاجِز) يَختار شُعبة التربية البدنية، وهو عاجز أصلاً).
• هل الآفاق المستقبليَّة تتوافَق مع سوق العمل الذي تريد الولوج منه؟
• هل ظروفك المادِّيَّة والاجتماعية والصحِّية تَسمح لك باختيار تلك الشُّعبة؟
تحقيق الاختيار:
ويكون السؤال في هذه المرحلة بـ(كيف؟)؛ أي:
• كيف تستطيع تحقيق هذا الاختيار وتتمسَّك به مدى حياتك، فلا تحيد عنه أو تتحوَّل عنه مدى حياتك الدراسيَّة؟
• هل أنت مُستعدٌّ لتَجاوُز المشاكل التي قد تَعترِض طريقك ، وتَستطيع الانعتاق منها؟
• كيف ستتصرَّف في حالة عدم تحقيق اختيارك الأول؟
3- أخطاء يقع فيها بعض التلاميذ أثناء اختيار الشُّعبة:
هناك أخطاء قد يقع فيها بعض التلاميذ أثناء اختياره للشُّعبة التي سيتوجَّه إليها، ومِن بين هذه الأخطاء:
• الاقتداء ببعض الأصدقاء والزملاء الذين كان يُرافِقهم التلميذ خلال سنوات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانويِّ، مُتناسيًا أنَّه كان مِن ذي قبل في مرحلة التأسيس والإعداد، وأصبَح في مرحلة أخرى حاسمة ومصيريَّة، ألا وهي مرحلة التوجُّه المرتبِطة بكل شخْص على حِدة، مِن خلال مُيوله وقُدراته، وهذا مما لا يصحُّ وقوعه، بل يَجب الاعتماد على النفس واتِّخاذ قراره بنفسه؛ عملاً بقول المثل:
مَا يحك لك غير ظفرك ,,,!
• تأثُّر بعض التلاميذ بالمُجتمَع والوسط الذي يعيش فيه، وهذا فيه كذلك مِن الخطأ ما فيه؛ لأنَّ الله خصَّ كلَّ إنسان بخصائص تُميِّزه عن الآخَر.
• الخضوع لرغبة الآباء أو أحد الأقارب، والذي يتحمَّل المسؤوليةَ في هذه النُّقطة هم الآباء أنفسهم؛ لأنهم يَفرِضون توجُّهاتهم على أبناءهم، ولا يَترُكون لهم حيِّزًا مِن الحرِّية الشَّخصيَّة في الاختيار.
• الأخْذ ببعض الأفكار الجاهِزة التي يُروِّج لها البعض، فيتأثَّر بها التلميذ ويَبني اختياره بالاعتماد عليها، وغالبًا ما تكون عارية من الصِّدق، مُخالفة للواقع.[img]
[/img]