مهلاّمهلا ماهكذا توردالإبل يامعلم ....!
وصف أحد المعلمين طلابه بـ ( الفاشلين ) و( الأغبياء ) ، وأنّه تعب جدًا في محاولاته المتكررة لإفهامهم ؛ إلاّ أنهم كانوا ضعيفي الاستجابة , قليلي الإدراك .
ولو افترضنا ان حوارًا دار بينه وبين مُحدثه لعرفنا أن هذا المعلّم كان قد درّس طلابًا في مراحل التعليم العام كافة ( الابتدائي , المتوسط , الثانوي ) ، وجميعهم في نظره تنطبق عليهم الأوصاف السابقة .
وفيما يلي أنموذجًا لبعض التساؤلات التي يمكن من خلال طرحها على هذا المعلم في الحوار أن يتبيّن لنا أين تكمن المشكلة .
فلو قيل له : هل تعرّفت على خصائص نمو طلابك ؟ لقال : لا .
ولو قيل له : هل استخدمت طرائق تدريس حديثة ؟ لأجاب : كلا .
ولو سئل : هل أتحت للطلاب فرصة الحوار والمشاركة الفاعلة ؟ لقال : لا .
ولو قيل له : هل عملت على إشباع حاجات الطلاب ورغباتهم ؟ لقال : لا أدري ما حاجاتهم . ولأردف قائلاً : وهل يحتاجون شيئًا غير التلقين ؟ ثم هل أنا مطالب بغير مفردات المنهج ؟!
ولو سئل : هل تدرّس طلابك في المرحلتين المتوسطة والثانوية بالطريقة نفسها التي تستخدمها مع طلابك في المرحلة الابتدائية ؟
فسوف يقول : نعم , وهي طريقة مجدية . إلاّ أنه سرعان ما سيتساءل متعجبًا :
وهل ( لتدريس الطلاب) أكثر من طريقة ؟ إن الطلاب هم الطلاب في كل مرحلة ؛ ولكن ( مـــن ) يفهم ؟
وهنا انتهى الحوار لكنه بطبيعة الحال قد أوضح في مجموعه أبعاد المشكلة , وكشف عن اعتراف المعلّم بخطئه , وإقراره ببراءة الطلاب مما نسبه إليهم من أوصاف في بداية الحديث .
= أمنية : أتمنى أن يتجنب المعلّم الأساليب والطرائق التي كان قد تعلّم بها يوم أن كان طالبًا في المدرسة , وأن يلجأ إلى استخدام الأساليب والطرائق التي تتوافق مع رغبات وميول وحاجات الطلاب في هذا الوقت , فالزمن الذي تعلّمنا فيه يختلف تمًامًا عن الزمن الذي نُعلِّم فيه .